قبل حلول الذكرى ال18 لتولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في قطر(27 يونيو)، ترجل وأعلن أمس الثلاثاء عن انتقال السلطة إلى نجله ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني(33 سنة)، وذلك بعد أن وجه كلمة مقتضبة، أكد خلالها أن الوقت حان لكي يتولى المسؤولية جيل جديد. وبعيدا عن أسباب ودوافع هذا التغيير(المفاجئ)الذي حدث في قطر، وما إذا كان الأمر نتيجة قناعة ذاتية نضجت لدى الشيخ حمد، أم أن ذلك تم بضغط خارجي، وأمريكي بالخصوص كما يروج، فالمؤكد أن ذلك يكشف عن وصول دينامية التغيير إلى داخل إمارات الخليج الغنية ماليا والمفتقرة إلى الحراك الشعبي الداخلي الضاغط، ومن ثم، يبقى الأهم انتظار القادم من أحداث وتحولات، سواء داخل قطر نفسها، أو في الجوار الخليجي. وفي انتظار ذلك، يجدر التأكيد على أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يعتبر أصغر حكام قطر سنا، ورغم ذلك فهو تولى في السنوات الأخيرة عشرات المهام والمناصب التنفيذية في بلاده، كما أنه يصل اليوم إلى الحكم في حياة والده الأمير الحاكم، الذي أعلن عن نقل السلطة، وهذه سابقة، على الأقل، في بلدان الخليج المحافظة. وفضلا عن وجود تطلع داخل قطر وخارجها لكي يفتح التغيير الذي جرى الباب مستقبلا نحو مأسسة دستورية وقانونية واضحة وعصرية للحكم في قطر، وبالتالي الشروع في بناء دولة حديثة على الصعيد السياسي والمؤسساتي والديمقراطي، فان هذا الانتقال للسلطة اليوم سيساهم، من دون شك، في تقوية سلطة أسرة آل ثاني الحاكمة...، خصوصا إذا تم الشروع في السنوات المقبلة في إحداث تغييرات سياسية داخلية وفق المتعارف عليه كونيا. واضح إذن أن أمير دولة قطر الجديد سيواجه إرثا به كثير ايجابيات، وأيضا العديد من السلبيات، وهو ما سيميز المرحلة القادمة في هذه الإمارة الخليجية الثرية. إن الأمير الجديد الشيخ تميم سيتربع على عرش إمارة قطر بعد أن شهدت، طيلة سنوات حكم والده، قفزة هائلة على المستوى الاقتصادي والعمراني، وصارت تجذب عشرات الآلاف من العمال من مختلف بقاع العالم بسبب كثرة المشاريع والأوراش المفتوحة، كما أن البلاد صارت تمتلك ناتجا داخليا عاليا جدا، بعد أن كانت تعاني من ضائقة مالية قبل تسلم الشيخ حمد الحكم عقب(الانقلاب الأبيض)الشهير على والده، واحتلت في عام 2012 المركز الأول في العالم على صعيد الدخل الفردي، وتمتلك استثمارات ضخمة في جهات مختلفة من العالم، وصارت لها كثير أدوار في السياسة الخارجية الإقليمية والدولية لم تخل من جدل كبير أثارته في كثير مناسبات. وفي المقابل، فسيمثل البناء الديمقراطي التحديثي داخل قطر، والعلاقات الإقليمية، والموقف من البؤر الساخنة في المنطقة اليوم، أبرز التحديات المطروحة على قطر الجديدة. قطر تدشن اليوم خطوة أولى، فهل يكون لها الامتداد الضروري والمنسجم مع سياقات المرحلة ؟. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته