عين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أول أمس الأربعاء رسميا، مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالأممالمتحدة، سوزان رايس، مستشارته في الأمن القومي، خلفا لتوم دونيلون، في خطوة تعتبر تغييرا في إدارة السياسة الخارجية الأمريكية. وسيخلف رايس في هذا المنصب، سامنتا باور، المكلفة بحقوق الإنسان بمجلس الأمن القومي، في انتظار موافقة المونغريس على هذا التعيين. ولن يتأسف المغاربة كثيرا على ذهاب المستشارة الجديدة للأمن القومي لرئيس الولاياتالمتحدة، ولن يتذكروا لها سوى الأزمة الأخيرة التي كادت أن تخلقها في علاقات واشنطن بالرباط، عقب تقديم مقترح توسيع صلاحيات مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء «مينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهي الأزمة التي كادت أن تفجر خلافا كبيرا بين الحليفين الاستراتيجيين، الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، وأن تنسف جهود أزيد من قرنين من العلاقات بين البلدين. ويأتي تعيين رايس في منصبها الجديد، الذي لا يحتاج إلى موافقة الكونغريس الأمريكي، في إطار تغيير كبير في فريق السياسة الخارجية للرئيس أوباما. ويرى مراقبون أن تعيين مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة تعويضا لها عن فقدان مقعد كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية، حيث أبدى الجمهوريون في الكونغريس، اعتراضهم على تعيينها في المنصب، بسبب تصريحاتها حول ملابسات الاعتداء على السفارة الأمريكية بليبيا، التي أدت إلى مقتل السفير الأمريكي بها. ومن المنتظر أن تتسلم سوزان رايس، البالغة من العمر 48 سنة، منصبها الجديد في غضون شهر يوليوز المقبل، حيث من المقرر أن تدخل استقالة دونيلون حيز التنفيذ ابتداء من الفاتح من الشهر المقبل. وتعتبر سوزان رايس، ذات الأصول الإفريقية، أول امرأة تتقلد هذا المنصب في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مثلما كانت ثالث امرأة تتولى منصب مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة، بعد كل من جين كيركباترك ومادلين أولبرايت . وهي دبلوماسية رفيعة تحمل شهادات عليا ومعروفة بصراحتها، لذلك وصفها أوباما أثناء إعلان تعيينها بأنها «مثالية ومتفانية وبراغماتية». وتسير سوزان رايس على نفس سابقتها، كوندوليزا رايس، التي لا تجمعهما أي علاقة قرابة وإنما تشابه في الأسماء لا غير، منصب مساعدة كاتبة الدولة في الخارجية للشؤون الإفريقية في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وانضمت إلى فريق عمل الرئيس الحالي أثناء حملته الانتخابية الأولى، وساهمت في صياغة كل ما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية في الحملة، ومكافأة لها على ذلك رشحها أوباما لتولي منصب المندوب الدائم بالأممالمتحدة، وتمت الموافقة على تعيينها بالإجماع في تصويت بمجلس الشيوخ في يناير 2009. وستخلف رايس في مقعدها بالأممالمتحدة، سامانتا باور، التي تشغل منصبا في مجلس الأمن القومي، والصحافية الحائزة على جائة «بوليتزر». ولن تنتهي متاعب المغرب بذهاب رايس من منصبها في الأممالمتحدة، ولن تقف مبادرة توسيع مهمة المينورسو عند هذا الحد. فخليفتها سامنتا باور، التي تنتظر موافقة مجلس الشيوخ، هي التي تتولى مسؤولية حقوق الإنسان بمجلس الأمن القومي، ويمكن لها إذا وافق مجلس الشيوخ على تعيينها، تجعلها صوتا قوتا داخل الإدارة الأميركية المطالب بدور أكبر للولايات المتحدة في حماية حقوق الإنسان عبر العالم. وكان أوباما رشح سوزان رايس لتولي منصب كاتبة الدولة في الخارجية، خلفا لهيلاري كلينتون، إلا أن اقتراحه لقي معارضة شديدة من طرف الجمهوريين بالكونغريس، بسبب تصريحات أدلت بها عقب الهجوم على البعثة الأمريكية في ليبيا الليبية في شتنبر من السنة الماضية، والهجوم على السفارة الأمريكية الذي أدى إلى مقتل أربعة أمريكيين من بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.