لحظة أساسية في الأجندة الثقافية المغربية بدار الفنون بالرباط انعقد لقاء ودي بين ممثلي وسائل الاعلام المشاركة في تغطية الحدث الفني العربي والإفريقي الكبير، وبين بعض من منظميه ممثلين لجمعية مغرب الثقافات الجهة التي دأبت على تنظيم مهرجان موازين ايقاعات العالم، منذ عقد من الزمان ونيف كما تقول العرب، اللقاء كان عبارة عن تبادل الشكر وعبارات المجاملة بين الحاضرين وتميز بالكلمة التي ألقاها عزيز السغروشني - الرئيس المنتدب لمغرب الثقافات والتي أثنى خلالها على وفد الاعلاميين المنتدبين لتغطية نسخة مزاوين التي ستنطلق يوم غد الجمعة. الرحلة أقبلنا على العاصمة البهية ذات التاريخ التليد، استقبلتنا وهي مشغولة بالاستعداد لحدث ثقافي وفني كبير، سيجعل سماءها تشع بألاف الألوان والألحان، الرباط عاصمة الموسيقى والأخوة في الإنسانية والإبداع، إنها صورة تتشكل سنة بعد أخرى، صورة تليق بنا كشعب معطاء ومضياف ومحب للسلم والفن، الثقافة والفن أداتان لتنمية مزدوجة تنمية الادراك والحس الفنيين وتنمية صورة جميلة عنا في الخارج، يمكنني الجزم بأن من لا يعشق الموسيقى والاحتفال لا ينتمي الى هوية هذه الأرض ، نحن امة على هذا جبلنا ولنا تراث موسيقي يمتد لحقب سابقة عن وجود الرومان. موازين حرام/ موازين حلال المغرضون والتحريميون يوجهون سهام الانتقاد الى مغرب الثقافات يلومونها فيه على تنظيمها لهذا المهرجان، كل من وجهة نظره التي تخفي أهدافا غير معلنة، ونوايا سيئة تبغي النيل من الاشعاع الذي حققه طيلة سنوات ادهش العالم باستدعاءه لانصاف آلهة الموسيقى عبر العالم. يدخل مهرجان موازين إيقاعات العالم، الذي رأى النور من خلال مبادرة من جمعية «مغرب الثقافات» تعود إلى تاريخ 23 أكتوبر 2001 ، في إطار الانفتاح على الثقافات ومنح الجمهور رحلة سفر موسيقية لجميع بقاع العالم. منذ 11 سنة، والمهرجان يسمح، سنويا، للعديد من الفنانين خصوصا المغاربة بعيش لحظة من الاعتراف غير المسبوق وبالاحتكاك بأكبر النجوم العالميين. قيم كونية تمنح «مغرب الثقافات» للرباط ، من خلال مهرجان موازين، ديناميكية ثقافية فريدة من نوعها، إضافة إلى فرص سياحية وتجارية رائعة، بحيث جعل مهرجان موازين من مدينة الرباط عاصمة منفتحة على العالم، راسخة في قيم الماضي ومتوجهة بنظرها إلى المستقبل. وقد صار موازين، الذي انطلق كمهرجان عادي، التظاهرة الموسيقية الرئيسية بالمغرب، فهو حدث دولي كبير عرف كيف يعكس، من خلال الموسيقى والفن القيم الكونية للتسامح والاحترام التي احتضنها منذ تأسيسه، كما أنه يعد فرصة استثنائية لجمع جماهير تنتمي لمختلف المشارب حول عشق واحد: الجمال. ومن خلال فتح ساحات عروضه أمام آلاف المطربين والموسيقيين الذين يحلون بالرباط من جميع أنحاء العالم ، يدعو موازين للتشارك والود بين الثقافات. وبالتالي، ساهم المهرجان، من خلال نسخه الإحدى عشر السابقة، في نشر قيم مثل التسامح والحوار بين الثقافات والشعوب في صفوف المغاربة، خصوصا فئة الشباب. ورغبة منه في تحقيق الجودة لكن دون الانجراف وراء النخبوية، عرف مهرجان موازين كيف يجعل الثقافة أكثر ديمقراطية بالمغرب وذلك بفضل الدخول المجاني ل 90 بالمائة من العروض، فالمهرجان اليوم يعتبر احتفالا شعبيا ضخما يحظى بإعجاب جميع المغاربة المنتمين لجميع الأجيال. بعد دولي خلال السنوات الأخيرة، قام الجمهور بالعديد من الرحلات مع أصناف موسيقية غنية مرافقا، بصوت ورقص، فنانين عالميين، خصوصا المجموعة الجنوب إفريقية «فريشلي غراوند» والمطربة البينينية أنجيليك كيدجو والمجموعة الإيفوارية ماجيك سيستيم والأوركسترا الكوبية خوان ماركوس أفرو كيوبن أول ستارز، وأسطورة الرأس الأخضر سيزاريا إيفورا والكولومبي يوري بونابينتورا والمغنيين الأفارقة الكبار الشيخ لو وموري كانتي وساليف كيتا ويوسو ندور أو مطرب الجاز الأمريكي أل دي ميولا برفقة عازف العود المغربي الممتع سعد الشرايبي. كما كان لعشاق فن الجاز نصيبهم من المتعة من خلال متابعة عروض استثنائية لكل من إبراهيم معلوف وجورج بنسون ودي دي بريدجووتر وهاري كونيك جونيور. تنوع مهرجان موازين عكسته كذلك العروض الموسيقية الأكثر جهوية أو روحية التي، من إسبانيا إلى إيران، خو لّت للجمهور اكتشاف مجموعات موسيقية سحرية مثل علي عزام ونياز، لولي مونتانا، أليكسي أرخيبوفسكي، كايهان كالهور وإيردال غيرزينكان، طاراف دو هايدوكس والفريد من نوعه غوران بريغوفيتش. إضافة إلى ذلك، أصبح موازين، على مر النسخ، موعدا لا محيد عنه بالنسبة لكبار الأغنية في العالم: ماريا كاري الربرتوار الوطني وكداعم للموسيقى المغربية، يضع المهرجان كذلك أفضل الفنانين المغاربة في مقدمة لائحته، حيث شكّل موازين للجمهور المغربي فرصة لإعادة اكتشاف الربرتوار الوطني: ناس الغيوان، كريمة الصقلي، عبد الهادي بلخياط، عبد الوهاب الدكالي، نعيمة سميح، جيل جيلالة، الإخوان ميكري... وخلال السنوات الأخيرة، انفتح موازين على تعابير فنية أخرى، إذ تم استدعاء النح اّت السينغالي أوسمان سوو، لتقديم أعماله إضافة إلى المصورين ميشيل ناشف، فؤاد معزوز أو التهامي الندر، دون أن ننسى التظاهرات الجماعية مثل « تقاطعات» التي جمعت أفضل الفنانين المعاصرين بالعالم العربي. وخلال بحثه عن الانفتاح والتبادل، تمكّن موازين من جمع أكبر المفكرين والفلاسفة وعالمي الأنثروبولوجيا والفنانين المرموقين، الذين واصلوا تأملاتهم، خلال إحدى الندوات او الموائد المستديرة، أمام عدد كبير من الحاضرين لفعاليات المهرجان الفضوليين والمتعطشين للمعرفة والتجربة. ويعتبر موازين-وهو لحظة ثقافية في الأجندة الثقافية المغربية ينتظرها الجميع- حدثا مرادفا للانعتاق والسفر والمشاركة، إنه تظاهرة استثنائية تحول، كل سنة، مدينة الرباط إلى ساحة عرض كبيرة في الهواء الطلق حيث عروض الشارع والجولات الفنية تجعل من العاصمة كرنفالا رائعا من الأصوات والألوان. وقد تحصل مهرجان موازين على شهرة واسعة بين التظاهرات الثقافية الدولية، فخلال شهر ماي، ولمدة عشرة أيام، يستقبل المهرجان أزيد من 1500 فنان قادمين من جميع بقاع العالم، كما يعرف المهرجان تنظيم أكثر من 125 عرضا موزعين على 7 مواقع. ومن بين علامات نجاحه الذي يواصل الارتفاع، حضر فعاليات مهرجان موازين 000 238 2 شخص تابعها أكثر من 30 مليون مشاهد سنة 2012 . إضافة إلى أشعاعه الثقافي، يعتبر موازين محركا للاقتصاد المحلي، بحيث أنه، وبالإضافة إلى مئات فرص الشغل التي يقدمها، يساهم المهرجان كل سنة في تحريك الشبكات السياحية والتجارية للعاصمة بفضل عشرات آلاف الزوار الذين يتوافدون على العاصمة طيلة أيام المهرجان. جميع هذه العوامل تقف وراء إعجاب الصحفيين الأجانب بالمهرجان، ذلك أن نبرة المقالات تشير ليس فقط إلى إعجاب حقيق بالمهرجان وبرمجته ولكنها تحيل لاأيضا على بلد تسمح له معرفته وخبرته بتنظيم حدث سنوي بحجم أكبر التظاهرات الثقافية العالمية. هذه السنة، يطفئ مهرجان موازين شمعته الثانية عشر، وهو الذي، إلى جانب شهرته التي فاقت حدود المغرب وإفريقيا، عرف كيف يفرض صورة وأسلوبا فريدين من نوعهما بما أنه واجهة للتراث المغربي ونافذة على القارات في نفس الوقت، وهذا ما يضمن له مكانة مميزة بين مواعيد اللقاءات الدولية الكبرى عبر العالم.