قالت مصادر سورية مطّلعة إن بشار الأسد ومجموعة من المحيطين به يسعون إلى إفشال الاتفاق الأميركي السوري الأخير، والذي يستند إلى فكرة محورية تقوم على تحييد الأسد إلى حين انتخابات 2014. وأكدت المصادر على أن الأسد لا يريد أن يعلن صراحة رفضه للاتفاق خوفا من غضب موسكو التي تعهدت لواشنطن بأن تتكفل بإقناعه، وأنه سيسعى إلى إسقاط الاتفاق من خلال الاحتكاك بدولة إقليمية لجرها إلى الحرب رغم أنفها، وأن الخطوة الأولى كانت محاولة جر تركيا إلى المستنقع وربما تتلوها خطوات أخرى. وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حين أكد على أن النظام السوري يحاول جر تركيا إلى “سيناريو كارثي"، في تعليقه على تفجير الريحانية الذي ذهب ضحيته العشرات. وقال أردوغان خلال لقاء في إسطنبول “إنهم يريدون جرنا إلى سيناريو كارثي"، داعيا الشعب إلى “التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري". وعزا مراقبون تصريحات أردوغان إلى امتلاكه معلومات استخبارية عن دور سوري في التفجير خاصة أن تقارير سابقة كشفت عن وجود اختراق كبير للاجئين السوريين الذين فروا إلى المدن التركية القريبة من الحدود السورية، وأن مخابرات الأسد ألقت في صفوفهم بمجموعات من المخبرين. من جانبه، حمّل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ما أسماه “صمت العالم حيال النزاع في سوريا" مسؤولية ما جرى في التفجير، في مسعى تركي لتحويل الضغوط على الأسد من جهود منفردة إلى قرار دولي عن طريق مجلس الأمن. وقال أوغلو خلال زيارة لبرلين إن “الهجوم الأخير يظهر كيف تتحول شرارة إلى حريق عندما يظل المجتمع الدولي صامتا ويفشل مجلس الأمن الدولي في التحرك". وأشارت المصادر ذاتها إلى أن مقربين من الأسد لفتوا النظر إلى أن بشار لن يقبل بسهولة بتنحيته عن السلطة رغم كل التضحيات التي قدمها، وأنه قرر أن يترك زمام التصرف في ما يجري على الأرض إلى دائرة ضيّقة من المحيطين به ليفعلوا ما يقدرون عليه لإفشال التوافق الدولي ضده. وذكرت المصادر أن تخوف الأسد أصبح مضاعفا خاصة أن لديه معلومات تقول إن إيران بدأت تدخل على خط التسوية وذلك من بوابة موسكو التي خيّرتها بين ممارسة ضغوط على الأسد ليقبل بالتنحي، أو أن الكرملين سيكون مجبرا كي يرفع يديه عن ملفها النووي وتعطيل قرارات أممية خاصة به. واستفاد الأسد في صموده أمام المعارضة المسلحة من دعم ميداني قوي سواء من إيران عن طريق الحرس الثوري، أو عن طريق ذراعها في لبنان حزب الله الذي يخوض معارك قوية في منطقة القصير لفتح ممر لقوات الأسد وحماية الساحل السوري ذي الأغلبية العلوية. وقتل أكثر من 80 ألف شخص في سوريا نصفهم من المدنيين، منذ بدء النزاع قبل أكثر من عامين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. ويقول مراقبون إن إيران التي ترفع لواء “الحرب المقدسة" في محاولة لإنقاذ الأسد، وذلك باستدعاء شيعة العراق ولبنان إلى المعركة، ربما تنقلب عليه إذا وجدت صيغة تخفف عنها العقوبات الدولية. لكن المراقبين يستبعدون مجازفة من الأسد بفتح جبهة مع إسرائيل من خلال تشجيع منظمات فلسطينية على مهاجمة مواقع إسرائيلية، وهو ما ورد في بيان للجبهة الشعبية، لأنه يعرف أن ردة الفعل الدولية ستكون قوية، وأنه يمكن أن يتحرش بالأردن أو لبنان، بالإضافة إلى تركيا. لكن المراقبين يستبعدون مجازفة من الأسد بفتح جبهة مع إسرائيل من خلال تشجيع منظمات فلسطينية على مهاجمة مواقع إسرائيلية، وهو ما ورد في بيان للجبهة الشعبية، لأنه يعرف أن ردة الفعل الدولية ستكون قوية، وأن يمكن ان يتحرش بالأردن أو لبنان، بالإضافة إلى تركيا. وفي سياق متصل بالاتفاق الأميركي الروسي على عقد مؤتمر دولي لرعاية حل بسوريا، يعقد الائتلاف السوري المعارض اجتماعا في اسطنبول في 23 ماي، لاتخاذ قرار بشأن المشاركة من عدمها. وسيبحث الاجتماع الذي يستمر ثلاثة ايام، موضوعات عدة منها اختيار رئيس جديد للائتلاف خلفا لاحمد معاذ الخطيب، ويحث بديل لرئيس الحكومة غسان هيتو الإخواني الذي فرضته قطر. وكان لافروف وكيري أعلنا الثلاثاء الماضي أنهما اتفقا على حض النظام السوري المدعوم من موسكو، والمعارضة المدعومة من واشنطن، على إيجاد حل سياسي للنزاع، وأعربا عن أملهما في الدعوة إلى مؤتمر دولي في نهاية شهر ماي بمشاركة ممثلين لنظام الأسد والمعارضة.