تقام اليوم عبر 200 مدينة في العالم فعاليات وحراكات شعبية في إطار الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، وذلك بمناسبة 15 ماي، ذكرى اغتصاب فلسطين. لقد جسدت فلسطين دائما المعنى الحقيقي لتضامن الشعوب، وللتحرك الشعبي الأممي ضد الصهيونية والاستعمار، ومن أجل الحرية والاستقلال. ذلك أنه من غير المنطقي، ولا المستساغ ألا يقف كل من يرفض الاستعمار بجانب الشعب الفلسطيني في معركته الوطنية المشروعة، ولا يمكن لكل مدافع عن الحرية إلا أن يكون في مقدمة المعركة من أجل فلسطين. هذه هي فلسطين الرمز، فلسطين القضية، فلسطين المعنى والدلالة... قبل عامين، كانت تشكلت هيئة دولية بمبادرة أسيوية من الهند، وأطلقت(المسيرة العالمية للعودة إلى فلسطين)، وحج الآلاف إلى الحدود مع فلسطينالمحتلة، ولم تتردد القوات الإسرائيلية في إطلاق الرصاص عليهم.. وفي العام الماضي، نظمت(مسيرة القدس العالمية)، وهذا العام تقرر تنظيم الذكرى في أكثر من مكان عبر العالم من أجل العودة وإنهاء الاحتلال وتفكيك الاستيطان وتحرير الأسرى والتمسك بالقدس عاصمة لدولة فلسطين. الشعب المغربي يحضر كعادته ضمن هذه الدينامية الكونية التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وقد أعلنت الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني بمعية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، عن تنظيم وقفات شعبية بشكل متزامن اليوم في كل من الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش ووجدة وغيرها، وذلك تحت شعار:( فلسطين... من التهجير إلى العودة)، ويتوقع أن تشهد انخراط الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية والثقافية تجسيدا للتضامن المبدئي المغربي المترسخ تجاه القضية الفلسطينية. ذكرى اغتصاب فلسطين هذه السنة تحل ضمن سياقات إقليمية ودولية بالغة الدقة والسخونة، كما أن الاحتلال الصهيوني يستمر في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني من دون أي اعتبار للقرارات الدولية وللقانون الدولي، ويواصل سياسة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين والاعتداء على المآثر والمعالم الدينية والحضارية، واقتراف الجرائم والمجازر يوميا، حتى أن العربدة الاسرائلية لم تعد تكتفي بما ترتكبه يوميا من جرائم في فلسطين، وعمدت إلى الاعتداء مؤخرا على سوريا دون أن تبالي بكل الإدانات التي برزت في العالم برمته. فلسطين اليوم، وكما كانت دائما، هي عنوان النضال الإنساني ضد الاستعمار والعنصرية والحرب، وهي رمز التطلع الشعبي إلى الحرية والاستقلال، ومن ثم، فان تخليد ذكرى اغتصابها اليوم هو إصرار نضالي شعبي على فضح الطبيعة العنصرية للكيان الصهيوني، والتنديد بجرائمه، ولتجديد المطالبة بعودة الفلسطينيين إلى أرضهم. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته