أحمد زاكي: الخرجات الإعلامية ل «شباط» غير مسؤولة وتتجاوز حدود العمل السياسي المناورات تهدف تغليط الرأي العام من خلال تصريحات جوفاء الهدف منها ليس الإثارة فقط وإنما الربح السياسي الضيق والمصالح الذاتية استغرب أحمد زاكي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية التصريحات الإعلامية لحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال سواء منها ما يستهدف الحزب التقدمي الحداثي أو ما يتعلق بالحكومة وباقي الأحزاب المكونة لها. ووصف زاكي هذه التصريحات، في لقاء نظمه الفرع الإقليمي للحزب بعين الشق يدخل في إطار اللقاءات التواصلية للتعريف بمقررات الدورة العاشرة للحزب، يوم الجمعة الماضي، بغير المسؤولة وليس لها مثيل في المجال السياسي التي تؤطره أبعاد تجمع بين الأخلاق والالتزام وواجب الاحترام المتبادل بين جميع مكونات المشهد السياسي، وهي قيم تبقى مفروضة في سلوك وتصرفات أطراف اللعبة السياسية التي يسعى البعض أن يميعها ويجعل مستواها يتدنى للحضيض. وأشار الزاكي في هذا اللقاء الذي تميز بحضور عدد من مناضلات ومناضلي الحزب، أن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة ولن تساعد في حدوث أي شيء، لأن منطق الزعامة السياسية تتحكم فيها كما تخضع للأنانية وحب الظهور ولاشيء آخر، وهي أمور فطن لها الرأي العام الوطني ولم تعد تنطلي على أحد. تصريحات اشباط الإعلامية، يقول زكي، شكلت إذن ظاهرة سياسية بامتياز في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر منها البلاد، لم يسبقه إليها أحد من السياسيين ليس في المغرب وحسب بل وفي العالم، لاسيما، وأن وزراء من هذا الحزب العريق الذي يتربع على قمته هذا المسؤول ساهموا في تأسيس هذه الحكومة ويتقلدون فيها مسؤوليات بناء على ميثاق غليظ وبرنامج حكومي واضح المرامي والأهداف. فالمجال السياسي، يضيف زاكي له محددات تقوم على الموضوعية والعقلانية في التعامل مع الآخرين، لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزها. وأكد الزاكي، على ما يميز الرأي العام الوطني من وعي وإدراك بالأوضاع السياسية الراهنة، والتي تقتضي تحليلا وتوضيحا لطبيعة الصراع القائم فيها حاليا، وهو الصراع الذي أصبح يشد عن الصواب، عبر مناورات من هنا ومحاولات من هناك تهدف لتغليط الرأي العام من خلال تصريحات جوفاء الهدف منها ليس الإثارة فقط وإنما الربح السياسي الضيق والمصالح الذاتية. وامتاز هذا اللقاء بالاهتمام الكبير الذي أبداه الحضور وتابع به العرض الذي قدمه عضو الديوان السياسي، ووصف فيه طبيعة الصراع بين من يسعون بالفكر والعمل إلى التفعيل الحقيقي للدستور الجديد، ومن خلال ذلك التجاوب مع المطالب المشروعة لمواطني ومواطنات هذا البلد التواق للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وبين من تحركهم المصالح الذاتية التي تتعارض شكلا وجوهرا، مع مطالب وحاجيات الجماهير الشعبية. و أكد زاكي أن حزب التقدم والاشتراكية الذي يرفض رفضا قاطعا أي تدخل في شؤونه الداخلية وشؤون باقي الأحزاب السياسية، حزب قوي برجالاته الأفذاذ منهم من قضى ومنهم من يناضل في صفوف التقدميين، وقبل كل ذلك، فهو حزب يستمد قيمه ومرجعياته من تاريخه الطويل العريض الضارب في أعماق الكفاح الوطني، وله شهداء على ذلك ما بدلوا تبديلا، قدموا أرواحهم فداء للمصلحة العليا للبلاد. وخلص المتحدث إلى أن حزب التقدم والاشتراكية، بنيان مرصوص سقفه من حديد وركنه من حجر، لا يعير أدنى اهتمام للتصريحات المتجنية في حقه سواء منها المعلنة أو من خلف الستائر. وتطرق زاكي خلال هذا اللقاء إلى دور حزب التقدم والاشتراكية وتوجيهاته النيرة التي ما فتئ يؤكد عليها في كل مناسبة من أجل تلبية حاجيات المواطنين، لاسيما التوجيهات المتعلقة بضرورة حفز الاقتصاد وضمان التوازنات المالية، مع الحفاظ على القدرة الشرائية التي يعتبرها الحزب من أولى الأولويات بل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. وتحدث زاكي على التزام حزب التقدم والاشتراكية وانخراطه التام في مواصلة الإصلاحات الكبرى مع أحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة. وفي هذا الصدد أشار المتحدث إلى ضرورة الإصلاح الضريبي، حتى يشمل قطاعات كبرى لا يعقل أن تبقى معفية من الأداء كالصناعات التي تستخدم البترول والفلاحة التصديرية. وشدد المتحدث على استرجاع دعم الدولة من الشركات التي تستخدم المواد الأساسية في صناعتها كشركات المشروبات الغازية وذلك في إطار إصلاح صندوق المقاصة، كما أكد على إدماج القطاعات غير المهيكلة في صناديق التقاعد من أجل ضمان التوازنات المالية لهذه الصناديق التي صارت تواجه تحديات كبرى في أداء التعويضات لمنخرطيها بل وصارت مهددة بالانهيار. وشكل اللقاء مناسبة لعضو الديوان السياسي للحزب للحديث عن الليبرالية المتوحشة ودورها في تفقير الشعوب ومراكمة الثروات. من جهة أخرى شدد زاكي، على ضرورة توسيع صفوف الحزب الذي يستعد للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسه في نونبر القادم، عبر استقطابات جديدة أومن خلال التواصل مع المواطنين والتقرب منهم والعمل وفق المستطاع على حل قضاياهم ومشاكلهم.