أكد العديد من المتتبعين للمهرجان الوطني لعبيدات الرمى الذي احتضنته خريبكة ووادي زم وأبي جعد، والذي تسهر على تنظيمه المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بتعاون مع عمالة خريبكة والمجالس المحلية والمجمع الشريف للفوسفاط، على أن دورته الأخيرة، كان مآلها الفشل... وأن ذلك كان منتظرا، بالنظر للصراعات القائمة بين القطاع الوصي، وبين الجمعية التي أنشئت خصيصا لتوفير الدعم اللوجستيكي للمهرجان، إلى حد أن هذه الصراعات انتقلت إلى القضاء للبت فيها. فقد اعتبرت جمعية مهرجان عبيدات الرمى، أن وزارة الثقافة تخلت عن المهرجان، وأنه لولا غيرتها الشديدة على هذه التظاهرة الثقافية الشعبية، لكان مآلها الاندثار منذ عدة دورات، وبالتالي من حق الجمعية، أن تحافظ على دورها الأساسي في إدارة المهرجان، وعدم تهميشها أو حصر وظيفتها في جانب ضيق من الجوانب التنظيمية. ومن المظاهر السلبية التي انعكست على الدورة الأخيرة لمهرجان عبيدات الرمى، الذي امتدت فعالياته من الثالث والعشرين إلى الخامس والعشرين من شهر يوليوز الجاري- حسب بعض المتتبعين- أنه طغت عليه الارتجالية وسوء التسيير والبرمجة، وعدم العناية بالوضع الاعتباري للفرق المشاركة. وفي اتصال بيان اليوم، بمندوبة وزارة الثقافة بخريبكة الأستاذة خديجة العريم، اعترفت هي الأخرى بأن الدورة الأخيرة لمهرجان عبيدات الرمى، كانت بالفعل دون المستوى المنشود،غير أنها وجهت لوما شديدا إلى جمعية المهرجان، وحملتها مسؤولية ذلك، متهمة إياها ب»محاولة الاستحواذ على هذه التظاهرة الثقافية، مع أنها ليست وصية على التراث،حيث أنها لم تحافظ على سيرها في نفس النهج الذي أنشئت من أجله، وهو المساندة في التنظيم اللوجستيكي لا غير، وباتت تتدخل في اختصاصات الوزارة الوصية،دون الاستشارة مع اللجنة المنظمة..». وبالتالي، تضيف المندوبة العريم: «باتت فرق عبيدات الرمى، لا تعرف لمن هي تابعة،غير أنه بالنظر إلى أنها تدرك جيدا أن مشاركتها في التظاهرات التي تقام خارج الوطن، لا تتحقق إلا بحصولها على شهادة مسلمة من طرف الوزارة الوصية، فهي ترفض تمثيلية الجمعية لها..»، وشددت على القول إن الوزارة لا ترفض الجمعية، بشرط أن يظل دورها محدودا في المصاحبة اللوجستيكية للمهرجان..». ودعت المندوبة إلى ضرورة إعادة النظر في الجمعية، لأنه «لا يعقل أن مكتبها بالكامل، يسيره شخصان، في حين أن بقية الأعضاء، مجرد حبر على ورق..». ونفت من جهة أخرى أن تكون هذه الجمعية قد نجحت في مقاضاة المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، بل إن القضية لا تزال مطروحة على أنظار القضاء، وأن الحكم لا يصدر بين اليوم والأمس..». وحول الآفاق المستقبلية لهذا المهرجان، الذي بلغ دورته العاشرة، أكدت المندوبة على أنه بدون وزارة الثقافة ما كان يمكن لفرق عبيدات الرمى أن تبلغ الإشعاع الدولي الذي بلغته لحد الآن، وبالتالي فإنه لا غنى لأحدهما عن الآخر، غير أن المهرجان يظل بحاجة إلى تأطير. للتذكير؛ فإن الدورة الأخيرة لمهرجان عبيدات الرمى، نظمت على امتداد ثلاثة أيام، وتميزت بمشاركة خمس وعشرين فرقة، تمثل عدة أقاليم ومدن مغربية.