ساركوزي توعد بمعاقبة مقاتلي القاعدة و كوشنير توجه على وجه السرعة إلى موريتانيا استعدادا للرد الفرنسي خلف مقتل الرهينة الفرنسي على يد «تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي» ضجة كبيرة داخل المجتمع الفرنسي، وتنديدا واسعا للمنتظم الدولي. فقد أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أمس الثلاثاء، عبر إذاعة «أوروبا1» أن «المعركة ستشتد» ضد «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» الذي أعلن مسؤوليته عن قتل الرهينة الفرنسي الذي كان يحتجزه في منطقة الساحل منذ ابريل. وكان الرئيس نيكولا ساركوزي توعد أول أمس الاثنين، بان هذا «العمل الهمجي لن يبقى بلا عقاب» اثر اجتماع لمجلس الدفاع والأمن، شارك فيه مسؤولون وزاريون وفي الاستخبارات. كما تعهد الرئيس الفرنسي بمعاقبة مقاتلي القاعدة على قتل الرهينة الفرنسي، الذي كان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يحتجزه في شمال النيجر، منذ أبريل الماضي، واعتبر أن قتله سيحث الفرنسيين أكثر على «محاربة الإرهاب». في تطور متسارع، توجه وزير الخارجية برنار كوشنير مساء الاثنين إلى المنطقة لإجراء مباحثات مع السلطات المحلية وسفراء فرنسا بشأن التدابير الأمنية الواجب اتخاذها بخصوص الفرنسيين. وقال كوشنير إنهم سيواجهون بعض الصعوبات في الأشهر القادمة لكن موريتانيا ستحقق بعض التقدم في هذا الشأن. مضيفا «لقد حاولنا من اجل ميشيل (جرمانو) لكننا لم نعثر على المجموعة التي تحتجزه... وبدا الأمر وكأنه محكوم عليه بالموت.» هذا، وقد ندد ساركوزي بما وصفها بالجريمة والعمل الهمجي، وقال إن مقتل الرهينة لن يمر دون عقاب. كما ناشد الفرنسيين تفادي السفر إلى مالي والنيجر وموريتانيا. وجاءت تصريحات ساركوزي في بيان تلاه بعيد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع والأمن كان قد دعا إليه أمس، بعد فشل العملية العسكرية الفرنسية الموريتانية ضد القاعدة في شمال مالي. وخلف مقتل الرهينة الفرنسي، تنديدا واسعا خاصة في أوروبا، حيث أدان الاتحاد الأوروبي، أول أمس الاثنين، بشدة مقتل الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، الذي تبناه تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وأكد بيان صدر، أول أمس ببروكسيل، عن اجتماع لوزراء الخارجية للاتحاد أن «هذه الجريمة الجديدة تبرز ضرورة تعبئة جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن في منطقة الساحل والصحراء». كما أعرب وزراء خارجية الاتحاد عن «تضامنهم» و»دعمهم الكامل» لذوي الضحية وللسلطات الفرنسية في هذا «الظرف المأساوي»، واصفين قتل الرهينة الفرنسي ب»الشنيع». وأضاف البيان أن تدهور الوضع في منطقة الساحل والصحراء يشكل رهانا متناميا للأمن في هذه المنطقة التي تقع على مقربة من أوروبا. وأن التهديد المتمثل في تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) يستهدف جليا الرعايا الأوروبيين، مذكرا بأن أزيد من عشرة أشخاص يحملون جميعا الجنسية الأوروبية اختطفوا في أقل من 18 شهرا. وينضاف إعدام ميشال جيرمانو إلى مقتل المواطن البريطاني إدوين داير عام 2009. وأكد البيان أن «تنامي الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل والصحراء تمس بشكل مباشر أيضا السكان المحليين ودول المنطقة». وقال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي «علينا الذهاب أبعد من ذلك وتعبئة كل الوسائل المتاحة لتعزيز الأمن والنهوض بالتنمية في منطقة الساحل والصحراء بالتعاون مع دول المنطقة والأمم المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين». ومن جهة أخرى، وصفت الولاياتالمتحدة، أول أمس الاثنين، قتل الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو على يد تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بأنه عمل «شنيع وجبان». وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي «إن واشنطن تعتبر قتل الرهينة الفرنسي على يد التنظيم عملا شنيعا وجبانا»، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة «مستعدة لمساعدة الحكومة الفرنسية في هذه القضية». وأعرب كراولي عن «انشغال الولاياتالمتحدة بالتهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكل مجموعة تختار الانضمام إليه». وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أكد، اليوم الاثنين، مقتل الرهينة الفرنسي، بعد أن حاولت باريس من دون جدوى تحريره يوم الخميس المنصرم من خلال المشاركة في هجوم على معسكر لتنظيم «القاعدة». وقد سبق للمجموعة التابعة لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» أن هددت بإعدام المواطن الفرنسي الذي كانت تحتجزه بصحراء مالي، ابتداء من اليوم الاثنين، إذا لم يتم إطلاق سراح مقاتلي هذا التنظيم المعتقلين بالمنطقة. وكان ميشال جيرمانو (78 سنة) قد تعرض للاختطاف في 19 أبريل الماضي بشمال النيجر، حيث كان يشارك في مهمة إنسانية.