أعلن سلاح البحرية الأميركي عن عزمه نشر سلاح ليزر قادر على تدمير طائرات الاستطلاع من دون طيار ووقف قوارب الدوريات، على متن سفينة حربية في مياه الخليج العربي، قبالة إيران. وجاء ذلك يوما بعد إعلان الولاياتالمتحدة عن مناورة عسكرية وشيكة في الخليج بمشاركة حلفائها في المنطقة، في تعبير عن حمل واشنطن، على محمل الجد، تهديدات إيران لمنطقة الخليج ذات الأهمية الإستراتيجية القصوى ومجمع المصالح الدولية، خصوصا في مجال مواد الطاقة إنتاجا ونقلا. وبدا خلال الأشهر الماضية أن إيران تطور قدرات عسكرية ضخمة قد تستخدمها في تهديد جيرانها بمنطقة الخليج العربي، لأجل السيطرة على المنطقة بما في ذلك مضيق هرمز الذي هددت صراحة بإغلاقه. ومع تأكيد الخبراء امتلاك طهران بعض الوسائل لتهديد حركة الملاحة الدولية في الخليج من بينها استخدام الطائرات دون طيار والزوارق السريعة كأدوات لتنفيذ عمليات انتحارية، يقول هؤلاء إن الولاياتالمتحدة تعول على توظيف تقدمها التكنولوجي الهائل لمواجهة تلك التهديدات في معركة –إذا حدثت- فلن تكون تقليدية. وأوضح مسؤولون من البحرية الأميركية في بيان أنه بعد سلسلة من الإنجازات التكنولوجية، سيتم نشر سلاح ليزر على متن سفينة «يو أس أس بونس» التي تبدأ مهامها هذه السنة وتتمركز قبالة إيران في العام 2014. وقال رئيس قسم الأبحاث في البحرية الأميركية الأدميرال ماثيو كلاندر أن هذا البرنامج يوفر حلا للمشكلة المكلفة وهي مواجهة التهديدات غير المتناسقة. وذكر أن البيانات تشير إلى أن الطلقة من هذا السلاح تكلف أقل من دولار واحد، مقارنة بمئات آلاف الدولارات التي يكلفها إطلاق صاروخ. ونشرت البحرية الأميركية صورا وفيديو يظهر سلاح الليزر وهو يحرق طائرة استطلاع خلال إحدى التجارب. من جهتها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن نموذج سلاح الليزر الأميركي سيثبت على سفينة ترسو في الخليج، حيث سبق أن ضايقت القوارب الإيرانية السريعة السفن الحربية الأميركية، مضيفة أن هذه الخطوة تأتي في وقت تطور فيه الحكومة الإيرانية طائرات استطلاع من دون طيار يمكن التحكم بها عن بعد وهي قادرة على نقل صواريخ. وأوضحت الصحيفة أن سلاح الليزر الهجومي لن يعمل قبل العام المقبل، لكن قائد عمليات سلاح البحرية الأدميرال جوناثان غرينرت أعلن عن الأمر الآن، في ما يبدو، تحذيرا لإيران من تصعيد نشاطها في الخليج خلال الأسابيع المقبلة في حال زادت التوترات بسبب العقوبات على طهران والوصول إلى طريق مسدود في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وأجرى جهاز الأبحاث في الكونغرس دراسة للموضوع توصل من خلالها إلى خلاصة مفادها أن تزويد سلاح البحرية لسفنها بسلاح الليزر سيحدث نقلة تكنولوجية يمكن مقارنتها بتحميل صواريخ على السفن في خمسينيات القرن الماضي. وقال خبراء عسكريون إن تزويد الولاياتالمتحدة حلفاءها الخليجيين بالسلاح الجديد سيحدث تغييرا جذريا ب»قواعد اللعبة» في منطقة الخليج العربي، ويجعل الدول الخليجية في موضع تفوق عسكري على إيران. ورأى أن هذا الأمر يمنح سفن البحرية الأميركية سبلا أكثر فعالية لمواجهة أهداف على سطح البحر وفي الجو، ومواجهة أهداف صاروخية باليستية أيضا. وأوضحت الدراسة أن أهمية هذا السلاح تكمن في تكلفته المنخفضة وذخيرته اللامتناهية بحيث أنها لا تنفد طالما في السفينة التي تحمل طاقة كهربائية. ولفتت إلى أن تطوير النظام يكلف 32 مليون دولار لكن نجاح تجاربه في البحر سيساهم في زيادة الطلب عليه وبالتالي تراجع تكلفته. وفي سياق متصل بمواجهة التهديدات الإيرانية بالخليج، كانت البحرية الأميركية قالت الإثنين إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيشاركون في مناورة عسكرية في الخليج خلال مايو ايار القادم للتدريب على إزالة الألغام وحراسة السفن وهي تدريبات سينظر لها على الأرجح في الشرق الأوسط باعتبارها وقائية ضد اي تهديد محتمل من إيران. وسيتجمع ممثلون من أكثر من 30 دولة في البحرين للمشاركة في التدريب الدولي على إجراءات مكافحة الألغام (آي.إم.سي.إم.ئي.إكس) خلال الفترة من السادس وحتى الثلاثين من مايو. وفي مطلع 2012 هددت إيران مرارا بإغلاق مضيق هرمز الممر الملاحي الضيق الذي تعبر من خلاله أغلب صادرات الخليج من النفط والغاز وسط توتر متزايد مع الغرب بشأن برنامج طهران النووي. وقال سيمون انكونا نائب قائد القوة البحرية المجمعة إن «التدريب الدفاعي متعدد المهام سيركز على الأمن البحري للتجارة والتبادل التجاري من ميناء المغادرة وحتى ميناء الوصول». وقال القائد الأميركي جيسون سالاتا إن المناورات ستقتصر على الخليج وخليج عمان وستركز على حماية البنى التحتية الحيوية مثل الأصول النفطية البحرية. وأضاف أنه لا توجد خطط لإجراء مناورات في مضيق هرمز نفسه نظرا لأن ذلك قد يعيق حركة الملاحة الطبيعية عبر الممرات الملاحية الضيقة. وشاركت في التدريبات التي جرت في سبتمبر الماضي بريطانيا وفرنسا وبعض بلدان الشرق الأوسط ودول أخرى مثل استونيا ونيوزيلندا، في ظاهرة عكست الاهتمام العالمي الشديد بأمن منطقة الخليج الحيوية.