روكبان يؤكد على نجاح التجربة الحكومية وينتقد المغالطات التي يروج لها خصوم الحزب انتقد رشيد روكبان، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس الفريق التقدمي بمجلس النواب، الخرجات غير المؤسسة وغير المحسوبة لبعض الجهات والتي تتهم الحزب بانسلاخه عن هويته الأصلية وانصهاره مع التيار المحافظ بالمغرب، مشيرا في معرض مداخلته خلال أشغال المجلس الجهوي للحزب المنعقد السبت بتزنيت، تحضيرا للدورة التاسعة للجنة المركزية المزمع عقدها يوم 13 من الشهر الجاري، إلى عدم جدوى تلك"الشطحات" التي تتربص بالحزب وبخطوات مناضليه قصد النيل من قوة الحزب وإضعافه، فحزب التقدم والاشتراكية، يضيف رئيس منظمة الطلائع بالمغرب، يبقى المؤسس الحقيقي للفكر الاشتراكي بالمغرب، وسيظل حزبا يساريا، اشتراكيا حداثيا تقدميا مؤمن بمبادئه وإيديولوجيته الراسخة ويتشبث بهويته الأصلية التي أسس من أجل تكريسها. من جانب آخر، حدد روكبان الصراع السياسي القائم حاليا في المغرب بالصراع والتطاحن، بين معسكرين متناقضين، الأول يضع في خانة أولوياته محاربة الفساد المستشري في البلاد وفي مختلف القطاعات ووضع الشأن الوطني على السكة الصحيحة مع العمل على التنزيل الصحيح والأمثل لمضامين الدستور. فيما المعسكر الآخر، يبحث على المصالح الذاتية ويسعى للمواقع والمناصب، ويروج المغالطات ويستغلها في تمويه الرأي العام الوطني، عبر كل القنوات المتاحة له. لكن، يقول روكبان، كل هذه المزاعم تكسر يوما بعد يوم وتفضح تباعا. هذا، ووصف رئيس الفريق التقدمي، الخرجات والتصريحات التي تتناقض والواقع الذي يسري داخل دهاليز القبة البرلمانية، بالضرب تحت الحزام، أو "المنشطات السياسية" لكونها لا تمت للحقيقة بصلة، مشيرا، إلى يد الأغلبية الحكومية الممدودة للجميع في إطار المقاربة التشاركية التي يعتبرها المسؤولون الحكوميون قوتهم الضاربة للسير بالبلاد نحو شاطيء الأمان. ولم يخف روكبان، خلال هذا اللقاء تخوفه من جهة، من تأثيرات الأزمة العالمية على الاقتصاد لوطني والتي تزداد استفحالا مع توالي الشهور والأيام، خاصة في منطقة اليورو، التي لها ارتباط وثيق بالمعاملات الاقتصادية الوطنية. وما تعيشه اسبانيا وقبرص من إكراهات ذات طبيعة اقتصادية، يشير روكبان، لدليل على جدية التخوفات، وكذا من حالة الاضطرابات التي زعزعت استقرار المنطقة العربية و منطقة الساحل. واختتم المسؤول الحزبي تقريره بالتنويه بالتجربة الحكومية وأشاد بالانسجام السائد بين جل مكوناتها والتي ساهمت في إرساء دعائم الاستقرار بالبلاد، وكذا بالثقة لذا المواطنين، ولعل تجاوب الكتلة الناخبة خلال سنة 2011، يقول روكبان، كان تفاعلا سياسيا بامتياز، لدليل قاطع على الثقة المتبادلة بين المواطنين وممثلي الأحزاب المسيرة لشؤون البلاد، الشيء الذي كرسته نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة والتي فازت بمقاعدها الخمس الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، مذكرا في الأخير بالمداخل الأساسية التي وضعها حزب التقدم والاشتراكية لتجنيب البلاد الأزمة، وتتجلى في وحدة الأغلبية ورص صفوفها والكف عن الخطاب المزدوج ومباشرة الإصلاحات التي تعرف نوعا من التأخر والبطء والانكباب على الإصلاحات ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية مع الحرص على إنجازها دون تبني سياسة تقشفية مع التأكيد على بناءة الحكومة وإشراكها للمعارضة لحلحلة كل الملفات الشائكة. بعد هذا العرض، فتح باب النقاش أمام الحضور، والذي تشكل أساسا من أعضاء المجلس الجهوي القادمين من مختلف أقاليم الجهة والذين قدموا، كل حسب وجهة نظره، ورقة تقييمية للأداء الحكومي بشكل عام وأداء وزراء الحزب بشكل خاص، كما قدم المتدخلون عددا من التوصيات والاقتراحات سيتم رفعها إلى الديوان السياسي للحزب، للنظر فيها وإدراجها في تقرير اللجنة المركزية المقبلة. ومن بين النقط التي ركز عليها النقاش، دعوة كل مناضلي الحزب للانخراط اللا مشروط في العمل على إنجاح الذكرى 70 لتأسيس الحزب بالنظر لما لهذه المناسبة من دلالات على عراقة ونضالية حزب الكتاب.