المرحلة تفرض على القوى الديمقراطية والتقدمية الاشتغال على برنامج حد أدنى وتذويب جميع الخلافات تواصل «الخيمة السياسية» التي أقامها الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية وسط العاصمة الرباط، بساحة البريد المحاذية لشارع محمد الخامسة، استقبال عموم المواطنين والمواطنات والنقاش معهم والاستماع إلى هواجسهم وتطلعاتهم، وتحليلاتهم للراهن السياسي المغربي. الليلة الثالثة، أو الخيمة الثالثة، على الأصح، والتي خصصت لمحور «اليسار وحزب التقدم والاشتراكية: أية علاقة؟» أبانت أن العديد من المواطنين والمواطنات أصبحوا مواظبين على الحضور، لمتابعة هذا الشكل الحواري والتفاعلي، كما أن العديد منهم ممن استقطبتهم هذه «الخيمة السياسية لحزب التقدم والاشتراكية» عبروا عن رغبتهم في الانخراط في صفوف الحزب وعبئوا الاستمارة التي كانت موضوع رهن إشارتهم في عين المكان، وهذه واحدة من بين الأهداف التي كانت من وراء فكرة «الخيمة السياسية» في الفضاء العام، كبنية استقبال جديدة وغير مألوفة لعموم المواطنين، يعلن من خلالها الحزب عن ممارسته للسياسة بشكل مغاير. خلال هذا الحوار التفاعلي مع رواد الخيمة السياسية، فصل أكرين لبيض عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في المفهوم الإيديولوجي لليسار وفي علاقة هذا بالأخير بالأحزاب الاشتراكية والتقدمية، مشيرا إلى أن اليسار ليس بالضرورة اشتراكي أو تقدمي، وإنما هو تموقع مرحلي لبعض القوى السياسية التي ليست لها بالضرورة مرجعية اشتراكية. وأوضح القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، أن مقولة «يسار ثوري رديكالي وأخر يسار إصلاحي» فيها الكثير من المغالطات والخلط المفاهيمي، خاصة في ظل الواقع السياسي المغربي، مؤكدا على أن الثوري في جوره هو إصلاحي يسعى إلى تغيير الأوضاع القائمة، وأن مفهوم الثورية، هي بالأساس مرتبطة بالإصلاح، وهو ما تسعى إليه جميع القوى التقدمية والديمقراطية في المغرب. وألح أكرين البيض على أن المسؤولية تقتضي التوفر على مقترحات عملية وواقعية من أجل الخروج من الوضعية الحالية، وأن فكرة معارضة كل شيء هي الأسهل، لأن صاحبها يعيش في وضعية مريحة، مشيرا إلى أن حزب أو اثنين ليس بمقدورهما قيادة الإصلاحات في المغرب، خاصة في ظل تراجع اليسار المنظم، الذي بإمكانه أن يقود هذه المرحلة، لبناء مغرب الديمقراطية والتقدم الاجتماعي. وفي السياق ذاته، أكد كريم التاج عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، على أن المهم اليوم، في سياق المرحلة التاريخية الدقيقة التي تمر منها بلادنا، هو إطلاق مبادرة سياسية حقيقية من طرف القوى الديمقراطية والتقدمية، مشيرا إلى أن تفويت هذه الفرصة، سيسجلها التاريخ الذي سيحاسب الجميع. وأضاف القيادي في التقدم والاشتراكية، أن الظرفية الراهنة تقتضي الاشتغال على برنامج حد أدنى وتذويب جميع الخلافات لخوض معركة الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، لولوج المؤسسات الدستورية، كقوة موحدة. وذكر كريم التاج، أن القوى الديمقراطية والتقدمية هي القادرة على تنزيل المقتضيات الجديدة التي جاء بها الدستور الجديد، والقادرة على ترجمة ذلك إلى سياسات عمومية تنعكس على الواقع اليومي للمواطنين. وأوضح المتحدث، أن حزب التقدم والاشتراكية، يسعى دائما إلى توحيد الرؤى ولو في القواسم المشتركة، بينه وبين مكونات الكتلة الديمقراطية، وكذا باقي قوى اليسار، ولن يتوقف عن ذلك إلى حين تحققه على أرض الواقع كقوة وازنة ومؤثرة. واعتبر عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن بقاء جزء من اليسار المغربي خارج المؤسسات الدستورية، لن يفيد المغرب في شيء، ولن يقدم عجلة البناء الديمقراطي الذي تنشده كل القوى اليسارية دون استثناء، لقدرته على التجاوب مع انتظارات المواطنين والمواطنات والدفاع عنها سواء في موقع المعارضة أو موقع الأغلبية الحكومية. ويقتضي ذلك في نظر كريم التاج، وضع قوانين انتخابية تمكن الجميع من المشاركة وضمان تمثيلية حقيقية وسط المؤسسات المنتخبة، عوض البقاء في الشارع الذي لن يخدم أحد، ولن يسهم في بناء الدولة الديمقراطية التي هي مطمح جماعي لكل المغاربة. يشار، إلى أن باقي اللقاءات التي ستحتضنها «الخيمة السياسية» لحزب التقدم والاشتراكية، ستتمحور حول مواضيع أخرى من قبيل «رؤية حزب التقدم والاشتراكية لمواجهة الفساد السياسي والاقتصادي» ويؤطره كل من عبد السلام الصديقي عضو الديوان السياسي وأحمد الوهاجي عضو اللجنة المركزية والأستاذ الجامعي طارق الثلاثي. ويؤطر الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية وعضو للجنة المركزية للحزب إدريس الرضواني بمعية عمر الروس ولحسن بلكو عضوا اللجنة المركزية، اللقاء المخصص لمناقشة موضوع: «الحركات الاحتجاجية بالمغرب، النشأة والتطور»، في حين يؤطر عضو الديوان السياسي للحزب أناس الدكالي رفقة أعضاء من القيادة الوطنية لقاء حول «الشباب في صلب اهتمامات حزب التقدم والاشتراكية». وبالنظر إلى مكانة المرأة في برنامج وفكر وخطاب حزب التقدم والاشتراكية، فسيكون لعضوة الديوان السياسي للحزب شرفات أفيلال رفقة فاطمة الزهراء بن عتو عضو اللجنة المركزية فرصة لتأطير نقاش حول العلاقة بين حزب التقدم والاشتراكية والحركة النسائية بالمغرب، فيما سيؤطر نور الدين سليك وسعيد الصفصافي العضوين في اللجنة المركزية للحزب، لقاء حول موضوع «حزب التقدم والاشتراكية والمسألة الاجتماعية»، وبقاعة سمية بأكادل سيؤطر عبد الأحد الفاسي الفهري عضو المكتب السياسي لقاء حول موضوع «المناصفة في أبعادها القانونية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية».