المنتخب الوطني يؤدي ضريبة العبث وأمل المونديال يتبخر بعد شهرين فقط عن الخروج المبكر من مدار المنافسات القارية في كأس إفريقيا، يستمر المنتخب الوطني في دروب الهزائم، حيث تعرض لهزة عنيفة في مسار الإقصائيات المؤهلة للمونديال القادم (البرازيل 2014)، ويبدو أن المدرب رشيد الطاوسي عاجز عن تحسين مردود الفريق، حيث أضاف هزيمة إلى الرصيد بالتعثر في دار السلام أمام منتخب تنزانيا، هزيمة تنضاف إلى تعادلين تحققا تحت إشراف المدرب السابق البلجيكي إيريك غيريتس؟ كما عرت المباراة حقيقة ما أعده المدرب الوطني ومن معه من خبراء، حيث انهزم المنتخب الوطني بثلاثة أهداف، فكما تابعنا كانت الفاتورة ستكون أثقل لنجاعة الأسلوب الذي اعتمده المنتخب التنزاني تحت قيادة مدربه الدانماركي كيم أولسن، أسلوب بسيط وهادئ يرمي إلى فرض النهج والتحكم في أطوار اللقاء والخروج بالفوز، فجاءت الهزيمة قاسية، في محطة البحث عن تقوية الحظوظ والتشبث بالأمل وضمان المشاركة في المونديال القادم. وتابع الجميع كيف انهزم منتخبنا في محطة تجريبية أخرى للمدرب رشيد الطاوسي، محطة لجأ فيها الرجل الى تغيير التركيبة البشرية بنسبة كبيرة، حيث اعتمد على لاعبين لم يشاركوا في منافسات دولية من قبل، فبرمج الطاوسي تجمعا تدريبيا في دبي الإماراتية مدته أربعة أيام قضاها في فضاء فاخر (بارك الحياة) وذلك قبل الانتقال إلى دار السلام، فهناك أشرقت شمس الحقيقة، ووقف الجميع على الفضيحة، فتبخرت نسبة كبيرة من الحظوظ والأمل في التأهل للمونديال، حيث اتضح أن تصحيح المسار من المستحيل بالأدوات والآليات المعتمدة؟ ويبدو أن المنتخب الوطني يؤدي ضريبة العبث المتمثل في التجارب التي لا تنتهي، فلاحظنا كيف أقصى الطاوسي مجموعة من الأسماء ولجأ إلى تكوين فريق جل لاعبيه من المحترفين المحليين، حيث لم يبق من التشكيلة التي هزمت منتخب تنزانيا في أكتوبر سنة 2010 إلا لاعبان (المياغري والعرابي)، فكانت النتيجة الهزيمة أمام فريق هزمناه مرتين في ملعبه وفي مراكش؟ كيف يفسر المسؤولون بجامعتنا ما حدث؟ وكم كلفتنا هذه الهزيمة؟ فما الحل الآن والمنتخب الوطني في تراجع مخيف. المنتخب الوطني في الرتبة الثالثة، في محطة تشبث فيها منتخب الكوت ديفوار بالصدارة بكسب فوز آخر، يطارده ويرافقه منتخب تنزانيا الذي رفع رصيده الى ست نقاط، إذن فكيف سيواجه منتخبنا المباريات الثلاثة المتبقية في المسار؟ كيف سيبرر الطاوسي الهزيمة وقد وضعت الجامعة رهن إشارته كل ما طلب من إمكانيات بعد أن اختار مساعديه وكون طاقمه من (كفاءات) ضمها إلى محيطه بقناعاته الشخصية؟ فها هي هزيمة دار السلام تنضاف إلى الرصيد السلبي الذي ارتبط بمسؤولي الجامعة خلال أربع سنوات، منذ سادس عشر أبريل سنة 2009؟ أمام هذا التراجع نجدد التساؤل حول الطريقة التي تم بها الاستغناء عن البلجيكي غيريتس بسبب السلبيات وإسناد المسؤولية إلى المدرب المغربي الطاوسي؟ دون أن يتطور المنتوج، حيث بات تصنيف المنتخب الوطني في تراجع، حيث تحول من الرتبة 74 في شهر فبراير إلى الرتبة 77 في شهر مارس، وهانحن في الصف الثامن عشر إفريقيا وفي الخامس عربيا الجزائر، تونس، ليبيا ومصر. ثم إلى متى يستمر الانكسار والاندحار بحصد السلبيات، فكيف ننتظر الأفضل في الحاضر والمستقبل بالارتجال والارتباك واللااستقرار والاستمرار في تجريب اللاعبين وإقصاء القيم والكفاءات؟ خرج المنتخب الوطني في الدور الأول من منافسات كأس إفريقيا، وباتت حظوظه تتقلص في التأهل للمونديال القادم، فلا وجود لنواة وملامح منتخب يبنى ويتحضر للدورة القارية القادمة التي ستقام في المغرب سنة 2015؟ فما نعيش من هزات ونكسات يجعلنا نخاف من القادم الذي لن يكون أسهل؟ إذن: فمن وراء هذا الفشل؟ فهل تستمر المؤسسة في إنتاج الفشل؟ وربما بنفس الأدوات الفاشلة؟