الأحذية تطال أوباما وخارطة فلسطين من النهر إلى البحر نصبت في وجهه شهدت الأراضي الفلسطينية، خلال الأيام الماضية، العديد من الحوادث التي توحي بالغضب الشعبي من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي بدأ أمس الأربعاء زيارة للمنطقة لزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في ظل الحديث عن رغبته بالاستماع لمطالب الطرفين وحثهم على العودة لطاولة المفاوضات. وفيما تضاربت الأنباء بشأن ما الذي يحمله أوباما بشأن الملف الفلسطيني، إلا أن زيارته تواجه غضبا شعبيا فلسطينيا تمثل في انتزاع صوره وتمزيقها، في حين تم اقتلاع أخرى نصبت على أحد شوارع بيت لحم جنوب الضفة الغربية التي يعتزم زيارتها حيث داستها عشرات الأقدام الفلسطينية بأحذيتها ، تعبيرا عن الغضب من الانحياز الأميركي لإسرائيل التي تواصل احتلالها للشعب الفلسطيني. وفيما داست عشرات الأقدام الفلسطينية صورة أوباما بعدما نزعت من مكانها، قذف العديد من المواطنين في بيت لحم أحذيتهم نحو سيارات أمن أميركية كانت تمر بشوارع المدينة في ظل التحضيرات المتواصلة لتوفير الحماية الأمنية للزيارة المرتقبة. وفيما ترفض الجهات الرسمية الفلسطينية تلك الممارسات الشعبية المعبرة عن رفضها لزيارة أوباما، تظاهر المئات في رام الله تنديدا بالزيارة والانحياز الأميركي لإسرائيل، فيما نصب عشرات النشطاء الفلسطينيين مجسم لخارطة فلسطين التاريخية من النهر للبحر على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي المقرر أن يسلكه موكب أوباما خلال زيارته للمدينة التي تحتضن كنيسة المهد. وفيما حاولت بلدية بيت لحم إزالة الخارطة التي تعبر عن مطالبة الفلسطينيين بكل فلسطين التاريخية من النهر للبحر والتي نصبت في وجه زيارة أوباما المنتظرة للمدينة الجمعة القادم، أصر الناشطون على بقاء تلك الخارطة التي تعبر عن حق الشعب الفلسطيني في وطنه الذي هجر منه لإقامة دولة إسرائيل التي تواصل احتلالها للشعب الفلسطيني. وتشهد الأراضي الفلسطينية الكثير من التحركات الشعبية للتعبير عن الغضب الفلسطيني من التقاعس الأميركي حيال تواصل الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، حيث أزال عشرات الشبان صوراً لأوباما ولوحات ترحيبية به علّقتها السلطة في رام اله وبيت لحم، فيما ألقيت الأحذية على سيارات حراسة أمريكية حضرت للأراضي الفلسطينية. هذا ودعت القوى الوطنية والإسلامية في بيت لحم إلى رفض منع صلاة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب المقابل لكنيسة المهد بسبب زيارة أوباما للكنيسة في نفس اليوم. وأكدت مصادر محلية بان هناك توجها امنيا بإلغاء صلاة الجمعة في المسجد المقابل لكنيسة المهد الجمعة القادم بسبب زيارة أوباما للكنيسة في ذلك اليوم الأمر الذي دفع القوى الوطنية والإسلامية لدعوة المواطنين بالمحافظة للتوجه لذلك المسجد والصلاة فيه رغم انه لا يبعد إلا حوالي 100 متر عن كنيسة المهد التي يعتزم أوباما زيارتها الجمعة القادم. وفي ظل تواصل حالة الغضب من أوباما الذي لم يف بوعده في ولايته الأولى بتحقيق السلام في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية، وجهت أم الأسير سامر العيساوي الذي يواصل الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 240 يوما، رسالة للرئيس الأميركي قالت فيها :»أيها القادم إلى أرض السلام بعد أن توجك العالم بجائزة نوبل للسلام، أنا لم أسمع وبعد مرور أربع سنوات طويلة على رئاستك ، أنك قدمت عملاً واحداً من أجل السلام أو رفعت الضيم عن إنسان». وطالبت والدة الأسير العيساوي اوباما بالتدخل لإنقاذ حياة ابنها الذي يعاني من أوضاعًا صحية خطيرة. وقالت ليلى العيساوي في رسالتها: «أخاطبك بصفتك الحليف الأول لإسرائيل كما وصفت نفسك، ورئيس أقوى دولة في العالم كما يصفك الآخرون، كي تتدخل فوراً لإنقاذ حياة ابني سامر الذي يهدده الموت في كل لحظة تمر، وكي تبرئ نفسك من دمه بعد أن حمله نتنياهو». وأضافت قائلة: «سامر خرج من السجن في صفقة تبادل الأسرى التي تمت برعاية مصر وبمباركتكم، وأعادت حكومة نتنياهو اعتقاله يوم 7/ 7/ 2012، وحكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بالسجن ثمانية أشهر، وهذه انقضت، وبدل أن تطلق إسرائيل سراحه فتحت له ملفاً سرياً لإبقائه في السجن 20 عاماً إضافية». وأشارت العيساوي إلى أنها «أمٌّ فلسطينية ومثلي آلاف الأمهات اللواتي يتألمن ويعانين. أنا أم فادي الذي اغتالته (إسرائيل) عام 1994 وهو في عمر الزهور، وأم مدحت القابع في سجون (إسرائيل)، وأم رأفت الذي هدمت إسرائيل بيته وشردت أسرته، وأم شيرين وفراس وشادي الذين لم ينجوا من الاعتقال المتكرر والتعذيب». وقالت: «نحن أسرة تمنع- إسرائيل- عنا الماء ولو استطاعت لمنعت عنا الغذاء والدواء»، ووجهت حديثها لأوباما قائلة: «أيها القادم إلى أرض السلام بعد أن توجك العالم بجائزة نوبل للسلام، أنا لم أسمع وبعد مرور أربع سنوات طويلة على رئاستك ، أنك قدمت عملاً واحداً من أجل السلام أو رفعت الضيم عن إنسان». وأضافت «الآن هي فرصتك لكي تنقذ سامر من بين أنياب هذا الاحتلال المتوحش حتى لا أتساءل مع ملايين غيري في هذا العالم: لماذا جئت إلينا؟».