غيريتس يصف تدريب أسود الأطلس ب «الخطأ الفادح»... يبدو أن المدرب البلجيكي إيريك غيريتس الذي سبق له أن أشرف على تدريب المنتخب الوطني، لا يحتفظ بذكريات طيبة إبان إشرافه على كتيبة «أسود الأطلس»، حيث أعرب المدرب الحالي لنادي لخويا القطري عن ندمه الشديد على قبول أن يكون المدير الفني للمنتخب المغربي. جاء هذا خلال حوار لغيريتس مع صحيفة «الاقتصادية» السعودية، حيث يصر المدرب البلجيكي على أنه ارتكب خطأ فادحا عندما ترك نادي الهلال السعودي وتوجه للمغرب، وقال «لكي أكون صريحاً معك فأنا نادم على تركي الهلال ولو عاد بي الزمن للوراء لما تركته وذهبت لتدريب المنتخب المغربي .. أقولها بكل أسف لقد ندمت على قراري الرحيل من ناديكم». وعن تجربته مع المنتخب المغربي، يقول غيريتس «على المرء أن يرى الجوانب الإيجابية في كل تجربة يخوضها في الحياة، لذلك فقد قدمت عملاً جيداً مع المنتخب المغربي ونجحنا في الوصول إلى بطولة أمم إفريقيا وقدم المنتخب مستوى جيداً في الموسم الأول، لكن الموسم الثاني لم نقدم عملاً كبيراً بسبب سوء الحظ والضغوط الكبيرة التي كانت على المنتخب من كل الأطراف مما صعب المهمة قليلاً». وأسر غيريتس الذي أقيل على إثر نتائجه السيئة مع «أسود الأطلس» للصحيفة السعودية، أنه كان بإمكانه البقاء رفقة الهلال، غير أنه كان ملزما بعقد مع الجانب المغربي، وقال « للمرة الأولى سأذكر معلومة مهمة في هذا الموضوع حتى تكون الصورة واضحة أمام الجميع، ظروفي الخاصة التي جعلتني أمضي العقد مع المنتخب المغربي زالت في الأشهر الأخيرة مع فريق الهلال لكنني كنت ملزما بذلك العقد». بيد أن غيريتس الذي سجلا فشلا ذريعا على المستوى الشخصي مع المنتخب المغربي، يصر بشكل غريب على أن تدريب «أسود الأطلس» غلطة العمر، ويقول حول ندمه على ترك الهلال «أخبرت الأمير عبد الرحمن بن مساعد بقرار الرحيل إلى المنتخب المغربي .. وأنا أقدر صداقة رئيس النادي، ولكن كما ذكرت لك أن توقيعي للمنتخب المغربي كان غلطة كبيرة في ذلك التوقيت وأنا نادم أشد الندم على ذلك». ويظهر أن مخلفات حقبة الإشراف على كتيبة «أسود الأطلس» كان مؤثرة في نفسية المدرب البلجيكي، ويظهر ذلك خلال قوله «مع الأسف فقد بدأت مشروعاً كروياً كبيراً، لكنني لم أكمله بسبب غلطة ارتكبتها»، ويقول في مقام آخر «بعد زوال ظروفي الخاصة التي جعلتني أمضي العقد مع المنتخب المغربي ندمت كثيراً في تلك الأشهر». تصريحات غيريتس تحمل الكثير من المبالغة بالنظر إلى أنه تجربته مع المغرب كانت فاشلة وأبانت أنه ليس مؤهلا إلى حدود الساعة لتدريب منتخب وطني، حيث فشل في تحقيق نتائج إيجابية مع المغرب سواء في كأس أمم إفريقيا 2012 ولم تكن البداية موفقة في تصفيات مونديال البرازيل 2014، ولا يمكن يشفع له قيادة المنتخب المحلي للفوز بكأس العرب 2012 في جميع الأحول لكونها بطولة ضعيفة بمنتخبات ضعيفة. بيد أن الحقيقة التي لم يعترف بها غيريتس في كلامه ولم تشر لها الصحيفة السعودية، هي أن الطرف الخاسر لم يكن غيريتس الذي خرج غانما ملايير السنتيمات من خزينة المغرب، بل إن الكرة المغربية كان الخاسر الأكبر عندما أضاعت الكثير من المال والوقت، ولم تستفد في نهاية المطاف من أي شيء، دون أن ننسى الضجة الاستثنائية التي خلفها التعاقد مع مدرب أجنبي معروف بغطرسته وعجرفته بلا طائل ولا نتائج. ولعل الطرف الأحق بالندم الشديد وعض أصابع اليد سيكون المغرب الذي ارتكب مسؤولوه غلطة العمر بتعاقدهم مع مدرب عديم الخبرة على صعيد المنتخبات، ورضخوا لشروطه مجحفة كأن يتم انتظاره إلى حين انتهاء عقده مع الهلال وراتب شهري خيالي يصل ل 250 آلاف يورو حسب معظم التقديرات، وهو ما جعله ثاني أغلى مدربي المنتخبات عالميا. يشار إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد اضطرت أمام ضغط الشارع المغربي والخسارة أمام الموزامبيق في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، إلى فسخ تعاقدها مع غيريتس، علما أنها تعاقدت معه سنة 2010، ومنذ ذلك الوقت لم يقدم المدرب البلجيكي أي شيء يمكن ذكره.