يعود رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر، مرة أخرى للمغرب، وتعود معه كلماته المعسولة تجاه المغرب، بيد أن الواقع يقول إن حقيقة نظرة رئيس (الفيفا) لا تتماشى مع تصريحاته التي يطلقها في كل مناسبة تطأ قدماه تراب المملكة، وأنه يشكل تيارا مضادا للمغرب رغم حلاوة هذا السويسري، كلام صاحب الحل والعقد بامبراطورية الفيفا. ويبرز هذا في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة ال 35 للجمع العام العادي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بمراكش أول أمس السبت٬ حيث أكد فيها بلاتر على أن المغرب قدم مجهودات كبيرة من أجل النهوض وتطوير رياضة كرة القدم الوطنية والإفريقية٬ مما أهله ليكون البلد المختار لتنظيم تظاهرات كروية كبيرة. وأوضح بلاتر أن هذا الحدث الإفريقي يكتسي أهمية بالنسبة لكرة القدم المغربية٬ لأنه بالمملكة «سننظم في شهر دجنبر المقبل٬ باعتبارنا أسرة كروية كبيرة وتحت إشراف الاتحاد الدولي٬ كأس العالم للأندية٬ الأولى من نوعها بالقارة السمراء». وقال رئيس (الفيفا) «أريد القول أن هذا الاستحقاق الكبير يرجع إلى شخصية كبيرة بهذا البلد٬ وأتكلم هنا عن صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ والتزامه الشخصي بالمضي في تطوير رياضة كرة القدم وبناء الملاعب٬ ولكون المغرب يتوفر حاليا على ملاعب ذات معايير دولية٬ اختار الاتحاد الدولي تنظيم هذه المنافسة بالمغرب». وبعد أن نوه بمختلف الأعمال ذات الطابع الاجتماعي التي قامت بها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم٬ من بينها مبادرتها لمحاربة مرض الملاريا٬ أشار بلاتر إلى أن كرة القدم الإفريقية يمكنها تحقيق الكثير من الأشياء لأنها راسخة في المجتمعات وفي ثقافات الشعوب. وأبرز بلاتر أن «الحديث عن كرة القدم الإفريقية بصفة عامة٬ يعد ثناء لهذه الشخصية الكبيرة (عيسى حياتو) الذي قام بتسيير كرة القدم منذ 25 سنة٬ ليس فقط داخل إفريقيا٬ بل أيضا جعل منها واجهة دولية سواء على صعيد الفرق الوطنية أو على مستوى المنتخبات أقل من 17 سنة وأقل من 20 سنة٬ والتي سبق لها أن فازت بكأس العالم». وأضاف السويسري أن «التطور الذي قمنا بإطلاقه في إفريقيا٬ والذي سنستمر في إنجازه٬ يستفيد منه الشباب الإفريقي٬ ويعود فضله أيضا إلى كرة القدم العالمية»٬ مستشهدا في ذلك بحضور لاعبين أفارقة شباب في البطولات الأوروبية وفي القارات الأخرى٬ مما يعكس جليا مساهمة القارة السمراء في إغناء كرة القدم العالمية. وحث٬ في هذا الصدد٬ بتضافر جهود الجميع من أجل العمل، على تفادي مغادرة اللاعبين الشباب الأفارقة بلدانهم لخوض مغامرة كبيرة لدى الأندية الأوروبية الكبرى٬ مشيرا إلى أنه «يتعين إحداث عصب محترفة التي من شأنها تمكين الشباب من العيش الكريم في بلدهم». وأشاد رئيس أقوى مؤسسة كروية دولية في هذا السياق٬ بالمغرب الذي أحدث عصبة محترفة٬ موضحا أنه في عالم متقلب٬ يمكن لكرة القدم تحقيق أشياء جميلة. وأكد بلاتر أن «كرة القدم ستبقى تمارس في البلدان التي تعرف الحرب٬ لأن هذه الممارسة الرياضية تجمع الشعوب٬ وتعطي الأمل٬ وأن أزيد من 300 مليون شخص يمارسون هذه اللعبة٬ وأنه مع كرة القدم يمكننا التقارب والتعارف بشكل جيد٬ والتهييء للمستقبل»٬ معربا عن أمله في أن يكون هذا الجمع العام العادي المثل الأعلى لكرة القدم الإفريقية.