الجائزة الكبرى من نصيب «زيرو» للخماري في الفليم الطويل و«الهدف» للعبار في الفيلم القصير نال الشريط السينمائي الطويل «زيرو» لمخرجه نورالدين الخماري، أكثر من جائزة ضمن الدورة الرابعة عشر للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حيث كان من نصيبه الجائزة الكبرى، وجائزة أحسن صوت، وهو من إنجاز إمانويل لوكال، وجائزة ثاني دور رجالي لمحمد مجد، وجائزة ثاني دور نسائي لصونيا عكاشة، وجائزة أول دور رجالي ليونس البواب، أما جائزة أحسن موسيقى فكانت من نصيب جون أونو في شريط «ياخيل الله» كما نال هشام العلوي جائزة الصورة في الشريط نفسه، وجائزة أحسن توضيب، لحكيم بلعباس في شريط «محاولة فاشلة في تعريف الحب»، وجائزة أول دور نسائي لشيماء بنعشا في شريط «ملاك»، وجائزة أحسن سيناريو لاسماعيل كلاعي في الشريط نفسه، كما نال هذا الشريط كذلك جائزة لجنة التحكيم، فيما نال شريط «تنغير القدس..» جائزة العمل الأول لكمال هشكار. أما جوائز مسابقة الفيلم القصير؛ فكانت على النحو الآتي: جائزة أحسن سيناريو لعمر مول الدويرة في شريط «فوهة»، وجائزة لجنة التحكيم لشريط «يدور» وهو من إخراج محمد مونة، أما الجائزة الكبرى فكانت من نصيب شريط «الهدف» لمنير العبار. وذكرت لجنة التحكيم بهذا الخصوص، أن اختيار أحسن الأعمال كان صعبا بالنظر إلى تقارب مستوياتها، مع الإشارة إلى أن هناك تعددا وتنوعا على مستوى القضايا المطروقة، حيث هناك ما هو سياسي وما هو اجتماعي وما هو ثقافي، وما له ارتباط بالفكاهة وبالميلودراما وبالحركة وغير ذلك من الاتجاهات، وهذا التنوع –تضيف لجنة التحكيم- جدير بالاعتبار ولا يمكن إلا أن يخدم السينما المغربية. ومنح النقاد السينمائيون بدورهم جوائز لأفلام المسابقة الرسمية، حيث كانت جائزة النقد في مسابقة الفيلم الطويل، من نصيب الشريطين: «محاولة فاشلة لتعريف الحب»، و»خويا»، وفي مسابقة الفيلم القصير لشريط «فوهة». وجاء في تقرير جمعية النقاد السينمائيين المغاربة، أن هناك ملاحظتين جديرتين بالتسجيل، أولاهما حصول تباين ملحوظ في الأفلام على مستوى السيناريو والرؤية الإخراجية، أما الملاحظة الثانية فتتجلى في المغامرة بتحويل أفلام تلفزيونية إلى أشرطة سينمائية، وهو ما يطرح – يضيف التقرير- ضرورة إعادة التفكير في عملية الفرز الأولى على مستوى الأفلام الطويلة على غرار الأفلام القصيرة. ويعد الشريط السينمائي الطويل «زيرو» الذي فاز بالجائزة الكبرى لهذه الدورة، بمثابة الجزء الثاني لشريط «كازانيكرا» ضمن ثلاثية حول مدينة الدارالبيضاء يستعد مخرجه نورالدين الخماري لإتمامها حسب ما أكده بنفسه. ولذلك حضرت في شريط «زيرو» البيئة نفسها التي ميزت الشريط السابق، بيئة الدارالبيضاء بأجوائها الليلية وصخبها وعنفها وقسوة فئة معينة من أناسها. زيرو، هذا الرقم العدمي الذي يحمل الشريط عنوانه، ليس سوى لقب البطل الذي يعمل في سلك الشرطة، ويتعرض لسوء تعامل من يفوقونه مرتبة من بين زملائه في العمل، وهم الذين أطلقوا عليه هذا اللقب التهكمي لتحقيره والتأكيد على غبائه. يرصد الشريط جوانب من حياة «زيرو» في مقر عمله وداخل بيته وفي الشارع وفي الملهى الليلي وفي فضاءات أخرى، ويتجلى من خلال ذلك مدى ميل البطل إلى التعاطف مع المغلوبين على أمرهم، رغم ما يواجهه من متاعب جراء ذلك، انطلاقا من رعايته لوالده المقعد المدمن على تدخين الكيف، صاحب المزاج الصعب، مرورا بحرصه على مد يد المساعدة للمستضعفين، كما هو الحال بالنسبة للمرأة النازحة من الهامش إلى مدينة الدارالبيضاء بحثا عن ابنتها المختطفة من طرف شبكة مختصة في الدعارة على أعلى مسوي. أما الشريط القصير «الهدف» لمخرجه منير العبار، الذي فاز بدوره بالجائزة الكبرى؛ فيتناول قصة شاب أمازيغي، ينزح من جنوب المغرب إلى شمالها، في محاولة منه للهجرة إلى إسبانيا، بأي ثمن. وتميز حفل توزيع الجوائز كذلك، بعرض شريط وثائقي حول المفكر إدغار موران، الذي سبق له أن ترأس لجنة التحكيم بإحدى دورات هذا المهرجان، وتضمن الشريط شهادات في حق المفكر، وتتبع جولاته المختلفة بمدينة طنجة، ومقاطع من الدرس السينمائي الذي ألقاه خلال الدورة الماضية للمهرجان الوطني للفيل. وحفل الشريط بالإشارات الدالة التي تعبر عن التقدير الذي يكنه المفكر موران للمغاربة، سواء كانوا من العموم أو من النخبة المثقفة، وكذا إعجابه بالثقافة المغربية بمختلف مظاهرها. وألقى مدير المركز السينمائي المغربي نورالدين الصايل في اليوم الأخير من المهرجان، عرضا حول الحصيلة السينمائية لسنة 2012، حيث أشار إلى أن هذه السنة تميزت بتزايد في الإنتاج، ونسبة أعلى من حيث المشاركة والتتويج في المهرجانات الدولية، إذ تمكنت أفلامنا السينمائية من نيل ستين جائزة في مائة وخمس وأربعين مهرجانا دوليا. وذكر الصايل في عرضه كذلك أن المهرجانات التي تنظمها الدولة، سوف تخضع للترتيب، حسب قيمتها وجودة تنظيمها، وبالتالي فإن كل مهرجان سينال قدرا معينا من الدعم يأخذ بعين الاعتبار مستواه، وذلك لأجل عقلنة المهرجانات وتطويرها، أخذا بعين الاعتبار أن عدم تطور المهرجانات يؤدي إلى توقفها. كما ستكون هناك محاسبة للأفلام المدعمة، في سبيل ضمان قدر من المهنية، أخذا بعين الاعتبار أن كل ما يقدم من دعم لأي شريط سينمائي، ينبغي أن يظهر ذلك على الشاشة بجلاء. كما أشار الصايل إلى أن الانتاجات السينمائية الأجنبية التي تصور ببلادنا، تضاعفت بدورها، مما يدل على أن المغرب لا يزال يشكل اتجاها حقيقيا للإنتاجات الأجنبية، وأن ذلك ما كان من الممكن أن يتحقق لو لم تكن هناك سيادة للأمن والاستقرار. وخلص الصايل في عرضه إلى أن السياسة المتبعة حاليا للنهوض بالوضع السينمائي المغربي، تتمثل في إعادة النظر في المهرجانات والإنتاج، ونهج طريقة مثلى في استغلال القاعات السينمائية.