فيلم يفجر خلافات بين حماس وحزب التحرير حول عرضه في الأماكن العامة بقطاع غزة أثار فيلم مصور حول الثورة السورية خلال الأيام الماضية حالة من الصراع ما بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وحزب التحرير الإسلامي الساعي لعرض ذلك الفيلم في الأماكن العامة بالقطاع. وكان من المقرر أن يبدأ حزب التحرير عرض الفيلم الوثائقي بعنوان «وجاءت ثورة الشام بالحق» في الساحات العامة بالقطاع ابتداء من السبت انطلاقاً من منطقة رفح، إلا أن الحكومة المقالة بغزة حالت دون ذلك. وفيما أصرت حكومة حماس بالقطاع على منع حزب التحرير من عرض ذلك الفيلم عن الثورة السورية، اعتبر حزب التحرير ذلك المنع بأنه ظلم مرفوض. وقال عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين حسن المدهون «بأن مماطلة سلطة حماس ومنعها عرض فيلم وثائقي عن الثورة السورية في الأماكن العامة هو ظلم مرفوض». وتقع أحداث الفيلم في أربعين دقيقة يتحدث خلالها عن واقع الأمة الإسلامية المعاصر وما عاشته من نكبات ومصائب أليمة، إضافة لالتفاف القوى الغربية على كل من ثورة مصر وتونس وليبيا واليمن وحرف بوصلتها عن التغيير الحقيقي ببعض التغييرات الشكلية مع بقاء النظام على حاله، مصورا أنّ نجاح الثورات في تلك الدول لا يزال جزئياً «فلا زالت الشعوب في تلك الأقطار تطالب بالخلافة وتحكيم شرع الله». وخصص الفيلم مساحة كبيرة للثورة السورية التي يصفها الحزب بثورة الأمة كونها تطالب بإقامة الخلافة الإسلامية، مدللا على ذلك بمشاهد «ميثاق التعاهد على إقامة الخلافة» الذي وقعت عليه العديد من الكتائب والألوية المختلفة الساعية لإسقاط النظام في سوريا. وفيما رفضت حماس تبرير قرار منع عرض ذلك الفيلم في الأماكن العامة بغزة، قال المدهون «تقدمنا بإشعار لحكومة حماس يوم الأحد 27-1-2013 وفق الإجراءات المتعلقة بالاجتماعات في الأماكن العامة كما ينص عليه قانون السلطة، وذلك بخصوص عرض فيلم وثائقي عن الثورة السورية المباركة بعنوان «وجاءت ثورة الشام بالحق»، ولكن على غير المتوقع، فوجئنا بالرد بعد يومين بقولهم: «على بركة الله ولكن في قاعات مغلقة ومع تقديم نسخة للفيلم». وأضاف المدهون في تصريح لبيان اليوم: «لقد تم التواصل مع الجهات المختصة ومناقشة كلا الأمرين والتوضيح أن من حق حزب التحرير القيام بأي نشاط ثقافي أو سياسي دون قيد أو شرط وفي أي مكان وزمان، مع مراعاة أية ترتيبات إدارية لتنظيم عرض الفيلم من قبل الجهات المختصة، وتم التوافق على العرض في كافة المناطق على أن ننسق مع كل محافظة بخصوص ترتيب المكان، ثم تلقينا رسالة من حكومة حماس مفادها: «بإمكانكم إقامة العرض في صالات حسب المناطق وعليكم الالتزام تحت طائلة المسؤولية ويمنع إقامتها في المناطق التي أرسلتم كتاباً بها». واستنكر المدهون هذا المنع قائلا: «ما الذي يضير سلطة حماس من عرض هذا الفيلم في وقت خذل العالم فيه أهل الشام وتآمر على ثورتهم القاصي والداني؟! ألم يقم الحزب بأعمال مشابهة الأعوام السابقة فما الذي استجد على حكومة حماس؟! ألا تسمح للفصائل بإقامة نشاطات مشابهة بل حفلات موسيقية في الأماكن العامة؟! أم أن حرية العمل الجماهيري مرهونة بالجهة المنظمة للعمل وبالموضوع المعروض؟! وهل لحكومة حماس مشكلة مع ثورة الشام؟!» وأكد المدهون «إن حزب التحرير يحتفظ بحقه الكامل في القيام بأية أعمال سياسية تعبر عن رفضه لهذه السياسة الظالمة، ولن يمنعه كائن من كان من التعبير عن آرائه وأفكاره وواجبه في حمل الدعوة». وفي ظل قرار الحزب الإسلامي الاحتجاج على قرار حماس بمنع عرض الفيلم عن الثورة السورية في الأماكن العامة، نظم عناصر من الحزب في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وقفة احتجاجية عصر السبت وذلك في إطار تأكيدهم على حقهم السياسي في التعبير عن آرائهم وقيامهم بواجبهم الدعوي بالكيفية التي يرونها دون وصاية من سلطة حماس أو غيرها. ورفع المحتجون عددا من الرايات والألوية، كما حملوا عددا من اليافطات التي احتوت على عبارات احتجاجية منددة بقرار حماس مثل «لماذا يمنع حزب التحرير ويسمح لحماس بالعرض طوال اليوم»، وذلك في إشارة إلى أن عرض مثل تلك المواد الوثائقية في الساحات المفتوحة أمر معهود ومتكرر للحركات كحماس وغيرها بشكل عام بينما يمنع منه حزب التحرير، كما رفع شباب الحزب يافطات أخرى من مثل «العمل السياسي والفكري غير قابل للوصاية السياسية من قبل أي سلطة». ومن جهته قال المهندس باهر صالح عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين لبيان اليوم «حركة حماس تمنع الحزب وغيره من تنظيم أية نشاطات داعمة للثورة السورية في قطاع غزة».