مشاركون يؤكدون على استصدار مدونة الغابة وتفعيل مقتضيات الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة نظمت يوم السبت الماضي، جمعية شباب بلا حدود يوما دراسيا تحت شعار" الخريطة التفاعلية آلية لحماية الثروة الغابوية " بقاعة المناظرات بمدينة إفران، وذلك في إطار برنامج "إعلام اجتماعي/حراك اجتماعي" المدعم من طرف مجلس الأبحاث والتبادل الدولي (IREX)، عبر مبادرة الشراكة الشرق أوسطية (MEPI). ويرمي هذا اللقاء إلى التشجيع على مشاركة الشباب في الحياة العامة وتطوير جهودهم في صياغة التقارير التفاعلية عبر توظيف أدوات الإعلام الاجتماعي في معالجة قضايا ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية. وتميز هذا اللقاء بالإعلان الرسمي عن الانطلاقة لموقع الخريطة التفاعلية على الانترنيت (www.protectionforet.com) والتي تهدف إلى رصد الظواهر التي تسبب في تدهور المجال الغابوي والتبليغ عنها سواء بموقع الخريطة التفاعلية على الانترنيت أو باستعمال تقنية الرسائل النصية.SMS كما عرف تنظيم ندوة علمية شارك في تنشيطها كل من: محمد قرو، أستاذ جامعي ورئيس الغابة النمودجية بإفران، بعرض حول حماية الثروة الغابوية والمقاربات الجديدة، مراد جوروجو، المدير التنفيذي لجمعية تنمية بالرباط، الذي تطرق لموضوع تكنولوجيا المعلومات والتواصل في خدمة حماية الثروة الغابوية، كريم نيتلحو، المحامي بهيئة مكناس ورئيس مجموعة الجماعات البيئية بإقليمإفران، الذي تناول بالتحليل التشريع الغابوي لأية حماية، وعيسى مقدم، المكلف بالتعاون بالمديرية الجهوية للمياه والغابات بمكناس، الذي تقدم بعرض حول حماية وتنمية الموارد الغابوية وتفعيل دور المجتمع المدني بجهة مكناس تافيلالت. وبعد مناقشة مختلف العروض من طرف المشاركين في أشغال هذا اليوم الدراسي الذي عرف نجاحا كبيرا على مختلف المستويات، أوصى المشاركون بخلق حوار وطني حول استصدار مدونة الغابة ، و بالمطالبة بتغيير النصوص القانونية المعمول بها حاليا في مجال الغابة نظرا لعدم فاعليتها ومواكبتها للأوضاع الراهنة، وبتفعيل مقتضيات الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. وأكدت توصيات المشاركين أيضا، على تحديد الملك الغابوي وإصلاح الصيغ العقارية للأراضي السلالية وأراضي الجموع والمراعي المشتركة، ومحاسبة الناهب أيا كان موقعه، رجل سلطة، قضاء، جمعيات، ساكنة.. هذا مع تحديد آجال المحاضر وعدم تركها عرضة للتقادم. كما شددت على ضرورة استصدار قانون حماية المبلغين عن جرائم الغابة والبيئة عامة، هذا مع إحداث رقم أخضر يسهل عملية الاتصال مباشرة مع الحارس الغابوي،وتكوين المهتمين بالشأن الغابوي في اتجاه صياغة عرائض، تفعيلا لمقتضيات الدستور الجديد، في سبيل الضغط على الحكومة من أجل التسريع بإخراج قانون أكثر واقعية خاص بالغابة، هذا إضافة إلى الافتحاص المالي لميزانيات الجماعات المحلية المستغلة لمداخيل الغابة، تطبيقا لمبدإ ربط المسؤولية بالمحاسبة، واستحضار البعد البيئي في المخطط الجماعي للتنمية وتفعيل رؤية تشاركية في التعامل مع الساكنة المجاورة للغابة بدل التهميش والزجر والإقصاء. وأوردت توصيات هذا اللقاء ضرورة إحداث مشاريع تنموية في المناطق التي تعتبر خزانا للثروات المائية والتي تتخذ من الغابة ضمانا لاستمرار دورتها الإحيائية، والتسريع بإحداث وكالة تنمية المناطق الغابوية والجبلية وتعويض الساكنة على تواجدها في هذه المناطق الصعبة، وتنظيم الساكنة في إطار تعاونيات لإعادة التشجير وتزويدها بالدعم اللازم لذلك. وشدد المشاركون على الاهتمام بإعادة تشجير بعض الأصناف التي من المفروض أن تخصص حطبا للتدفئة،على رأسها أشجار البلوط الأخضر، لأن عدم كفايتها لتغطية حاجيات السكان تدفعهم إلى التطاول على شجرة الأرز التي يصعب تعويضها وتوحيد الجهة الحكومية المتدخلة في الشأن الغابوي والمطالبة بوقف وصاية وزارة الداخلية ورفعها يدها على الملك الغابوي الذي يعتبر أكبر عرقلة في وجه إصلاح منظومة استغلال الغابة. كما أكدت التوصيات على حسن العلاقة بين الساكنة والحارس الغابوي والاهتمام أكثر بالحالة الاجتماعية لهذا الأخير عبر إنشاء جمعية تعنى بالخدمات الاجتماعية لهذا الموظف على غرار ما هو معمول به في باقي المؤسسات العمومية، وتوفير حيز خاص للطفولة القروية والمجاورة للغابة تحديدا في مشاريع وزارة التربية الوطنية وإحداث برنامج موجه لها بشكل مباشر، إضافة إلى القيام بحملات توعية لفائدة الساكنة المجاورة للغابة في سبيل سد الهوة بينها وبين باقي المتدخلين في الشأن الغابوي والتركيز على المناطق السوداء، وعلى ضرورة انتقاء ميداني وموضوعي للمعلومات فيما يخص نوعية المخالفة وحجمها ومكان تواجدها، وخلق لجنة مشتركة لتتبع وتقييم تقارير الخريطة التفاعلية ومدى جدواها في الحد من انتهاك المجال الغابوي. للتذكير، لقد أقدمت جمعية شباب بلا حدود إقليمإفران على الانخراط في هذا البرنامج تماشيا مع أهدافها ووعيا منها بالمشاركة مع جميع المتدخلين في حماية الثروة الغابوية بالمغرب، خاصة أن إقليمإفران تمتد فيه الغابات على مساحة 116000 هكتار منها 48000 هكتار من شجرة الأرز.. ونظرا للتراجع الكبير الذي عرفه المجال الغابوي خلال السنين الأخيرة ومن أجل العمل على التحسيس بهذه التراجعات التي لها انعكاسات سلبية على المجال البيئي، بادرت جمعية شباب بلا حدود إلى تنظيم دورة تكوينة لفائدة 30 جمعية حول " تقنية إنشاء الخرائط التفاعلية على الأنترنيت" يوم السبت 15 دجنبر2012 بمدينة أزرو، وعقد اتفاقية شراكة وتعاون مع جمعية الغابة النموذجية إفران في مجال حماية الثروة الغابوية. و تنظيم زيارات ميدانية إلى المناطق المتضررة وإعداد روبورتاج حول تدهور المجال الغابوي.و تنظيم لقاءات مع خبراء ومختصين في مجال حماية الثروة الغابوية والتشريع الغابوي وفعاليات المجتمع المدني.وإنشاء صفحات الخريطة التفاعلية بالمواقع الاجتماعية Facebook, Twitter Youtube.