دخل جنود فرنسيون وماليون صباح أمس الاثنين مدينة ديابالي غرب مالي التي كانت الجماعات المسلحة تسيطرعليها منذ أسبوع، بينما يواصل الجيش الفرنسي مطاردته للمقاتلين المرتبطين بالقاعدة في هذا القسم من البلاد. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس، الذي يرافق العسكريين ، البالغ عددهم حوالي 200 جندي مالي وفرنسي، أنهم دخلوا مدينة ديابالي بدون مواجهة أي مقاومة. وكانت الجماعات المسلحة قد سيطرت على هذه المدينة الأسبوع الماضي بعدما غادروها اثر قصف الطيران الفرنسي. وقال احد السكان إن المتمردين غادروا المدينة التي خلت من معظم سكانها مشيرا إلى أن الباقين بحاجة إلى المواد الغذائية ومواد أولية أخرى. والجنود الفرنسيون المشاركون في عملية سيرفال في مالي والبالغ عددهم حوالي ألفي عنصر، عززوا مواقعهم في نقطتين استراتيجيتين على بعد مئات الكيلومترات شمال شرق باماكو، وهما نيونو وسيفاريه. وتقع نيونو على بعد 60 كلم جنوب ديابالي حيث قام الجيش المالي في الأيام الماضية بعدة مهمات استطلاع. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان أعلن الأحد الماضي أن «الهدف هو استعادة مالي بالكامل» مضيفا «لن نترك أية جيوب» مقاومة. وقام الجيش المالي السبت الماضي بدوريات قرب ديابالي حيث قال ضابط فرنسي في نيونو إن «المقاتلين المتمردين غادروا المدينة مبدئيا». من جهته، قال كولونيل في الجيش المالي إن «قسما من سكان ديابالي أعلنوا التزامهم بعقيدة الجهاديين ويجب أن نتوخى الحذر في الساعات المقبلة. وسيفاريه الواقعة على بعد 630 كلم شمال شرق باماكو ويوجد فيها مطار، تعتبر مدينة استراتيجية يمكن أن تنطلق منها العمليات نحو كبرى مدن الشمال، تمبكتو وغاو وكيدال التي سيطرت عليها مجموعات جهادية بينها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعدما طردت منها الجيش المالي. وأشارت عدة مصادر إلى انكفاء الجماعات المسلحة من وسط البلاد إلى كيدال في أقصى الشمال الشرقي (1500 كلم من باماكو). وكيدال كانت أولى المدن التي سيطرت عليها في مارس 2012 قوات المتمردين الطوارق والجماعات المسلحة التي عادت وطردت حلفاءها الطوارق. واستجابت عدة دول الأحد لطلبات المساعدة المالية واللوجستية التي أطلقتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا من اجل نشر القوة الدولية لدعم مالي التي ستضم على المدى الطويل حوالي خمسة آلاف جندي إفريقي. ودعا رئيس مفوضية مجموعة دول غرب إفريقيا ديزيريه كادري ودراوغو المجموعة الدولية إلى حشد طاقاتها من اجل تمويل القوة في مالي. وقال إن «تقييما أوليا» يحدد احتياجات القوة بحوالي 500 مليون دولار (حوالي 375 مليون يورو). وكان تمويل عمليات هذه القوة يقدر حتى الآن بما بين 150 و 200 مليون يورو. وقرر الاتحاد الأوروبي المساهمة فيها بما يصل إلى 50 مليون يورو. وينتظر نشر حوالي ألفي عنصر من القوة الدولية مع حلول 26 يناير الجاري، لكن حوالي 150 جنديا فقط وصلوا إلى باماكو حتى الآن بينهم نحو خمسين سنغاليا من أصل ال500 التي وعدت دكار بإرسالهم. وقام الرئيس التشادي ادريس ديبي اتنو الأحد الماضي بتفقد أول كتيبة من 200 جندي تشادي من أصل ألفين وعدت تشاد بإرسالهم وهم متمركزون في قاعدة عسكرية في نيامي (النيجر) قبل توجههم إلى مالي. وأعلنت جماعة أنصار الدين الإسلامية، حليفة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الأحد الماضي أول حصيلة للضحايا قائلة أنها قتلت 60 جنديا ماليا وأسقطت مروحيتين فرنسيتين منذ العاشر من يناير الحالي، وأقرت بمقتل ثمانية «مجاهدين» لها. في المقابل أعلنت مالي مقتل 11 عسكريا في معارك جرت حول كونا، في حين أعلنت باريس مقتل طيار مروحية.