ال «كان».. المغرب يراهن على تشكيلة مخضرمة لتجاوز الإخفاقات السابقة تفتتح، يومه السبت، بجوهانسبورغ الدورة التاسعة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم، بمشاركة صفوة كرة القدم على الصعيد القاري، باستثناء مصر الكامرون كأحد أبرز الغائبين على هذا العرس الإفريقي، الذي لا يقل أهمية عن باقي التظاهرات العالمية الخاصة بكرة القدم، حيث ستجمع المباراة الافتتاحية بين البلد المضيف بالرأس الأخضر، وتضم المباراة الثانية المنتخب الغربي ضد نظيره الأنغولي. وتكتسي هذه التظاهرة من الأهداف التي أنشأت من أجلها، ألا وهى جعل الرياضة في خدمة القضايا الكبرى للقارة السمراء، والمساهمة في تطور اللعبة، وذلك بفضل مشاركة نجوم من أصول إفريقية المنتشرين في مختلف بقاع العالم، مما يضفى على منافساتها إثارة خاصة، جعلت الإعلام الدولي يسلط المزيد من الأضواء على هذا عرس أفريقيا الأول مرة كل سنتين، مع ما يستقطبه من باحثين عن المواهب وسماسرة من مختلف الجنسيات. وطبيعي أن لا تنظر الأندية الأوروبية النافذة بعين الرضا لهذه التظاهرة بحكم التزامات لاعبيها بالمشاركة مع منتخباتها، مما يحرمها أقوياء القارة العجوز من خدمات العديد من لاعبيها الأساسيين، وبالرغم من الضغوطات التي مارستها وتمارسها من أجل تغيير مواعيد هذه البطولة من فترة الخريف إلى الصيف، فإن الكونفدرالية الإفريقية استطاعت الحفاظ على استقلاليتها، ضامنة بذلك استمرار أهم حدث رياضي إفريقي، مع تغيير بسيط في الموعد، بعد التحول إلى السنوات الفردية بداية من النسخة الحالية، وذلك بإقامة دورتين متتاليتين (2012 و2013). وتراهن جنوب أفريقيا في استضافتها لهذه التظاهرة القارية الكبرى، على بنياتها التحتية الضخمة، وتجربتها في احتضان أكبر التظاهرات العالمية كان آخرها، نهائي كأس العالم لكرة القدم سنة 2010 ، وتوظيف في ذلك خمسة ملاعب جميلة تحتضن منافسات المجموعات الأربع، وهى ناسيونال استاديوم بجوهانسبورغ، موزيس مفيدا بدوربان، نيلسون مانديلا ببورت إليزابيث، مبولومبا استاديوم بنيلسبورت، ورويال بافوكينغ في روسنبورغ، مع طاقة استيعابية مهمة، وتجهيزات ومرافق تحترم المعايير الدولية. يشارك في هذه الدورة 16 منتخبا من بينها الفريق الوطني المغربي، الذي يحضر للمرة 15 مرة، مع العلم أن المشاركة المغربية انطلقت منذ سنة 1972 بالكاميرون، ليتوالي بعده هذا الحضور دون أن يتعزز على مستوى النتائج، باستثناء لقب سنة 1976 بإثيوبيا، ورتبة ثالثة سنة 1980 بنيجيريا، ثم الوصول إلى المباراة النهاية سنة 2004 بتونس، وحتى عندما استضاف المغرب دورة 1988 ، فإن الفريق الوطني اكتفى بالمرتبة الرابعة، دون أن يتمكن من مزاوجة لقبه الوحيد حتى الآن... وتضم تشكيلة المنتخب المغربي التي اختارها المدرب رشيد الطاوسي 15 لاعبا يمارس بالخارج، و9 محليين، ولعل أبرز الغائبين هناك عادل تاعرابت والحسين خرجة، كما تضم لاعبين 10 لاعبين يشاركون لأول مرة في هذه التظاهرة، كما يعتبر الحارس ناذر لمياغري الوحيد الذي سبق أن شارك من قبل في دورتين. ولأول مرة منذ دورة تونس سنة 2004، ستغيب عن لائحة الفريق الوطني أسماء شكلت لسنوات عموده الفقري، كمروان الشماخ، يوسف حجي، كرتيان بصير، وصولا إلى العميد السابق الحسين خرجة الذي أبعد لأسباب غير مفهومة، في وقت كان المفروض فيه أن يحضر دورة سنة 2013، وقيادة تشكيلة في إعادة البناء، توجد في أمس الحاجة إلى عنصر تجربة وثقة من حجم خرجة. وحسب مختلف استطلاعات الرأي، فان المنتخب المغربي يوجد من بين المنتخبات المرشحة لتجاوز الأدوار الأولى، خاصة بعد العروض المقبولة التي قدمها خلال اللقاءات الإعدادية الأخيرة، وبروز نوع من الانسجام بين مختلف الخطوط، دون إغفال مجموعة من النقائص التي تظهر بين الفينة والأخرى، خاصة على مستوى خط الدفاع، وافتقاد قائد للعب على مستوى وسط الميدان. وإذا كان الرهان الأول للمشرفين عن شؤون الفريق الوطني، هو الوصول إلى الدور الثاني، فان الجمهور الرياضي يطالب بالذهاب بعيدا خلال هذه الدورة، والعمل على تجاوز الإخفاقات التي لازمت كرة القدم الوطنية طويلا، وقلصت من قيمته على الصعيد القاري، وبدون أدنى فإن المدخل الأساسي للتوقيع على حضور جيد، يتجلى في تحقيق نتيجة ايجابية في أول لقاء له بهذه الدورة، حين سيواجه منتخب أنغولا الذي يراهن هو الآخر على حضور لافت، في دورة يسعى خلالها كل طرف جعلها معبرا لتجاوز نكساته السابقة...