الكاميرون تقهر كبار القارة والمغرب يضيع لقب دورة 98 بعد أيام قلائل ستتوجه أنظار عشاق كرة القدم صوب القارة السمراء، وتحديدا إلى جنوب إفريقيا التي ستشهد ملاعبها إقامة الدورة التاسعة والعشرين من كأس أمم إفريقيا في الفترة الممتدة من 19 يناير الجاري إلى 10 فبراير المقبل. بلاد «مانديلا» ما هي إلا حلقة من حلقات بطولة تكونت وظهرت إلى حيز الوجود عبر عقول عربية، ووصلت إلى حدود انطلاق دورة جنوب إفريقيا إلى 28 حلقة، والتي عرفت تربع المنتخب المصري على تاج المنتخبات الإفريقية ب 7 ألقاب، يليه منتخبا الكاميرون وغانا ب 4 ألقاب. الدورات السابقة، سمحت لمجموعة من المنتخبات أن تثبت نفسها في سماء الكرة العالمية، وأثبتت أيضا أن القارة السمراء منجم لا ينضب للمواهب رغم الجوانب السلبية التي تعانيها من مجاعات وحروب، وأن الساحرة المستديرة تشكل مساحة للسعادة والاستمتاع لدى الأفارقة. الجزائر 90: أحرزت الجزائر أول لقب إفريقي لها بعد أن استضافت الكأس عام 1990 بفوز كبير على نيجيريا 5-1 في المباراة الافتتاحية. ثم التقى المنتخبان مجددا في المباراة النهائية، وجدد المنتخب الجزائري فوزه 1-0 أمام 100 ألف متفرج على ملعب «5 مارس». وقاد المنتخب الجزائري شريف الوزاني وجمال مناد ورابح ماجر. وشاركت مصر بالمنتخب الرديف لأن الاول كان يستعد لنهائيات كأس العالم التي كانت مقررة في ايطاليا فخسرت مبارياتها الثلاث وخرجت خالية الوفاض. وشاركت في البطولة أيضا منتخبات ساحل العاج وزامبيا والكاميرون والسنغال وكينيا. السنغال 92: دونت ساحل العاج اسمها في سجلات البطولة للمرة الأولى في تاريخها بعد مباراة نهائية تاريخية انتهت بفوز «الفيلة» على غانا بضربات الجزاء الترجيحية 11-10، علما بأن الفريقين سددا 24 ضربة جزاء على مدى 42 دقيقة. واستحق المنتخب العاجي الفوز لأنه أخرج الجزائر حاملة اللقب وزامبيا والكاميرون ثم غانا في المباراة النهائية، وذلك من دون أن يدخل مرماه اي هدف ليتوج حارس مرماه آلان غوامينيه أفضل لاعب في البطولة. وخاضت غانا المباراة النهائية من دون نجمها ابيدي بيليه الذي نال إنذارين في البطولة. تونس 94: خيبت تونس آمال جمهورها العريض عندما خرجت من الدور الأول خالية الوفاض وهي التي كانت مرشحة إلى جانب نيجيريا وغانا لإحراز اللقب. لكن تونس عوضت بتنظيمها الناجح للبطولة الذي أجمع عليه جميع المسؤولين الرياضيين الكبار وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولي السابق جواو هافيلانج ورئيس اللجنة الاولمبية خوان انطونيو سامارانش. وفرضت نيجيريا بقيادة «البولدوزر» رشيدي يكيني سيطرتها على البطولة وتمكنت من إحراز لقبها الثاني بعد عام 1980 بفوزها على زامبيا 2-1 بفضل إيمانويل امونيكي. جوهانسبورغ 96: ارتأى الاتحاد الإفريقي رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 12 إلى 16 منتخبا، وقد نابت جنوب إفريقيا عن كينيا في استضافة النهائيات بعد اعتذار الأخيرة لصعوبات مالية . ولم يكتب للبطولة أن تقام بمشاركة 16 منتخبا لأن المنتخب النيجيري حامل اللقب رفض التوجه إلى جوهانسبورغ زاعما بأن الأمن ليس متوفرا في العاصمة الجنوب إفريقية، فخسرت البطولة منتخبا عريقا كان بلغ الدور الثاني من كأس العالم في الولاياتالمتحدة 1994. وقلب المنتخب الجنوب إفريقي، مدعوما من أنصاره وعلى رأسهم رئيس البلاد في ذلك الوقت نلسون مانديلا، التوقعات باحرازه اللقب بتغلبه على تونس 2-0 في المباراة النهائية، وهو الذي كان يشارك في النهائيات للمرة الاولى بعد عودته الى الساحة الرياضية اثر غياب طويل بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها. بوركينا فاسو 98: وكتب أخيرا للبطولة ان تقام بمشاركة 16 منتخبا، وكانت بوركينا فاسو صاحبة الضيافة للمرة الاولى. ودخل منتخب مصر «الفراعنة» تاريخ الكأس من بابه الواسع، بعدما بات ثاني منتخب يحرز اللقب أربع مرات منذ انطلاق البطولة عام 1957. ولم يكن فوز «الفراعنة» متوقعا خصوصا بعد خسارتهم في الدور الأول أمام المغرب أحد أبرز المرشحين للفوز بالبطولة بالنظر الى تشكيلته المحترفة بكاملها في أوروبا. وأحرزت مصر اللقب بفوزها على جنوب افريقيا في المباراة النهائية. وجاءت الكونغو الديموقراطية ثالثة بتغلبها على بوركينا فاسو بضربات الترجيح 4-1 بع د انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 4-4. وتوج قائد منتخب مصر حسام حسن ومهاجم جنوب افريقيا بينيديكث ماكارثي هدافا للبطولة برصيد 7 اهداف، واختير الثاني أفضل لاعب في البطولة. وأبهر اصحاب الارض جميع المتتبعين بعروضهم الرائعة ونديتهم الكبيرة بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه الملقب ب «المشعوذ الابيض»، حيث بلغوا الدور نصف النهائي قبل ان يخسروا أمام مصر 0-2. وخسرت بوركينا فاسو أمام الكونغو الديموقراطية بضربات الترجيح 1-4 (الوقتان الأصلي والإضافي 4-4) في مباراة تحديد المركز الثالث. وخرج المغرب الذي كان أحد أبرز المرشحين لإحراز اللقب من الدور ربع النهائي لخسارته امام جنوب افريقيا 1-2 وتونس من الدور ذاته لسقوطها امام بوركينا فاسو بضربات الترجيح 7-8 (الوقتان الاصلي والاضافي (1-1)، في حين خرجت الجزائر من الدور الأول لخسارتها أمام غينيا صفر-1 وامام بوركينا فاسو 1-2 وامام الكاميرون 1-2 أيضا. غانا ونيجيريا 2000: بعد اختيار كوريا الجنوبية واليابان لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 200,2 وبلجيكا وهولندا لاحتضان نهائيات كأس الامم الاوروبية 2000، انتقلت عدوى التنظيم المشترك الى القارة السمراء، بعدما وقع اختيار الاتحاد الافريقي على نيجيريا وغانا لاستضافة نهائيات كأس الامم الافريقية الثانية والعشرين من 22 يناير الى 13 فبراير 2000. وأحرزت الكاميرون اللقب بجدارة بعد عروضها الجيدة خصوصا في ربع النهائي ونصف النهائي والمباراة النهائية. وبدأت الكاميرون النهائيات بتعادل مع غانا 1-1، ثم سحقت ساحل العاج 3-0، قبل أن تتعرض لخسارة مفاجئة أمام توغو 0-1. وتخطت الكاميرون الجزائر بصعوبة في ربع النهائي 20، ثم لقنت تونس درسا في فنون اللعبة في نصف النهائي، قبل أن تنتزع الكأس للمرة الثالثة في تاريخها على حساب نيج يريا بفوزها عليها 4-3 بضربات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 2-2. وخيبت غانا أمال جمهورها بسبب عروضها المخيبة وخروجها من ربع النهائي بخسارتها أمام جنوب افريقيا 0-1. ولم تسلم نيجيريا من انتقادات عشاقها خصوصا بعد عرضها السيئ أمام السنغال في ربع النهائي عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من توديع المسابقة، حيث تقدمت السنغال 1-0 حتى الدقيقة الأخيرة التي أدرك فيها أصحاب الأرض التعادل 1-1 وانتزعوا الفوز في الوقت الاضافي. عربيا, تألق المنتخب التونسي في البطولة وبلغ نصف النهائي، حيث خسر امام الكاميرون 0-3، قبل ان يخسر امام جنوب افريقيا 3-4 بضربات الترجيح (الوقت الأصلي 2-2) ليحل رابعا. وتوقفت مسيرة المنتخبين المصري والجزائري في الدور ربع النهائي بخسارة الأول امام تونس 0-1 والثاني أمام الكاميرون 1-2. أما المغرب فخرج من الدور الأول بحلوله ثالثا في مجموعة «الموت» خلف نيجيريا وتونس. مالي 2002: احتفظت الكاميرون بلقبها عندما أحرزت لقب النسخة الثالثة والعشرين التي أقيمت في مالي عام 2002 رافعة رصيدها إلى 4 ألقاب، وباتت ثالث منتخب يحقق هذا الإنجاز بعد غانا ومصر. وفرضت الكاميرون نفسها في الدورة بتحقيقها 3 انتصارات متتالية في الدور الاول على الكونغو الديموقراطية وساحل العاج بنتيجة واحدة 1-0 وتوغو 3-0، ثم تغلبت على مصر 1-0 في ربع النهائي، ومالي المضيفة 3-صفر في نصف النهائي، قبل ان تهزم السنغال بضربات الترجيح 3-2 (الوقتان الأصلي والإضافي 0-0). وهي المرة الثانية على التوالي التي تبتسم فيها ضربات الترجيح للكاميرون بعد دورة 2000 في نيجيريا وغانا عندما تغلبت على النيجيريين في عقر دارهم 4-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2.