المغرب يدعو 3 ملايين مهاجر إلى استثمار أموالهم بدل تحويلها بعد أربع سنوات من انطلاق مشروع «فاص المغرب» لتسهيل إنشاء المقاولات من قبل المغاربة القاطنين بالخارج، نظم الشركاء المساهمون في هذا المشروع وهي مؤسسات هولندية وفرنسية ومغربية، ندوة بالدار البيضاء وقفوا خلالها على حصيلة ما أنجزه المشروع في مجال دعم المغاربة القاطنين بالخارج من أجل خلق المقاولات وتوفير مناصب الشغل بالمغرب. ومن خلال مداخلات الندوة، التي ساهم فيها سفير الاتحاد الأوربي بالرباط إنيكو لاندابورو، والوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج عبد اللطيف معزوز، تبين أن الرهان الأساسي بالنسبة للمغرب من خلال دعم مشاريع المغاربة المقيمين بالخارج وتسهيل مستوى استثماراتهم المنتجة ببلدهم الأصلي، يتمثل في وجود احتمال تراجع التحويلات المالية للجيل الثاني من المهاجرين اعتبارا لكونهم أقل اعتيادا على إرسال المال للبلد الأصلي مقارنة مع الجيل الذي سبقهم. وأبرز المتدخلون ما لتأثير المغاربة في الخارج على النسيج الاقتصادي والاجتماعي المغربي. في هذا الإطار أشاروا إلى أن عدد أفراد هذه الجالية يبلغ 3 مليون شخص، أي ما يعادل 10 في المائة من الساكنة في البلد الأصلي، يقيم 85 في المائة منهم في أوروبا. وفي حدود نهاية يونيو 2012 بلغت تحويلاتهم إلى المغرب 27.07 مليار درهم مقابل 26.86 مليار درهم خلال نفس الفترة من العام السابق.أي بزيادة0.4 في المائة . غير أن المغرب يتطلع إلى أن ينخرط المغاربة المقيمين بالخارج بشكل مباشر في مسلسل التنمية بالبلاد. فقد شكل استقطاب الاستثمارات الدولية الهدف الرئيسي لمسلسل الانفتاح الاقتصادي في المغرب والذي أعطى للقطاع الخاص دورا مركزيا. غير أن هذه الاستثمارات ظلت، يقول المساهمون في مشروع «فاص المغرب»، تتعرض للتحديات المرتبطة بالظروف الثقافية للبلاد إلى جانب بعض الصعوبات الإدارية. وفي هذا الإطار حاولت الحكومة وضع نظام للمواكبة قابل للتطبيق والاستمرار في المغرب.وذلك من خلال توفير أدوات ووسائل تمكن المستثمرين الأجانب من مواجهة الصعوبات المحلية وتعزيز قدراتهم في مجال تدبير المقاولات من خلال مواكبتهم في مختلف مراحل إنشاء وتنفيذ مشاريعهم. وقد تم إحداث مؤسستين ماليتين في 1989 هما بنك العمل وصندوق دار الضمان.كما أحدث في سنة 2009 «صندوق استثمار مغاربة العالم». وهو عبارة عن صندوق موجه لدعم استثمارات المغاربة القاطنين بالخارج.غير أن هذه الاستثمارات كانت موجهة بالخصوص إلى بناء العقارات السكنية ولم توجه إلا بنسب قليلة إلى الاستثمارات المنتجة بشكل مستدام. و في حصيلة لمشروع «فاص المغرب» اعتبر المساهمون في المشروع أن الفترة الممتدة بين أبريل 2009 ونونبر 2012 شهدت خلق 236 مقاولة من قبل مغاربة كانوا قاطنين بالخارج باستثمارات بلغت أزيد من 85 مليون درهم. وقد توزعت هذه المقاولات، حسب القطاعات الاقتصادية ،على قطاعات البناء والأشغال العمومية بنسبة 17 في المائة، والخدمات بنسبة 16 في المائة، والسياحة بنسبة 15 في المائة، فيما شكلت قطاعات الاستيراد والتوزيع 12 في المائة. وأشار المنظمون إلى أن 89 في المائة من المقاولات المنشأة في 2009 لا تزال موجودة الأمر الذي يعكس جودة وفعالية المتابعة والمواكبة التي قام بها مشروع «فاص المغرب» في توفير بناء ملائم للمشاريع. كما أبرزوا الأسباب التي تدفع المهاجرين إلى اتخاذ قرار الاستثمار بالمغرب. حيث أن المشروع يمكن أن ينتج عن رغبة في الاستقلالية أو في استغلال فرصة أتيحت للمهاجرين، أو رغبة في تغيير الوضع المهني بالإضافة إلى التخوف من البطالة في أوروبا بسبب الأزمة. كما يصادف حاملي أفكار المشاريع عدة عراقيل سواء على المستوى المشروع في حد ذاته أو في بيئته.وغالبا ما تصاحب هذه العراقيل المشروع في مختلف مراحله. كما أشار المتدخلون إلى أن العراقيل التي تظهر في مرحلة خلق المشروع تتمثل على الخصوص في ضعف الأموال الذاتية،خاصة وان المؤسسات المالية لا تكون دائما مهتمة بتمويل المشاريع الصغيرة جدا والمقاولات الصغرى والمتوسطة التي توجد في طور الانطلاق.ويمكن أن ينضاف إلى ذلك بطئ بعض الإجراءات الإدارية زيادة على المعلومات المتعلقة بهذه الإجراءات.