في خطوة مفاجئة تخلى الاتحاد الأوربي عن مشروع «فاص المغرب» الذي كان يموله منذ 4 سنوات لدعم ومساعدة مغاربة أوروبا على الاستثمار في بلدهم الأصلي. وكان الاتحاد الأوروبي يساهم ماليا بدعم تصل قيمته إلى 1.4 مليون يورو، أي أكثر من 67 في المائة من مجموع تكاليف المشروع ، وقد أعلن مسؤولوه خلال الندوة الختامية المنعقدة أول أمس بالدار البيضاء أن دول الاتحاد ليست على استعداد لتجديد دعمها للمشروع. في خطوة مفاجئة تخلى الاتحاد الأوربي عن مشروع «فاص المغرب» الذي كان يموله منذ 4 سنوات لدعم ومساعدة مغاربة أوروبا على الاستثمار في بلدهم الأصلي. وكان الاتحاد الأوروبي يساهم ماليا بدعم تصل قيمته إلى 1.4 مليون يورو، أي أكثر من 67 في المائة من مجموع تكاليف المشروع ، وقد أعلن مسؤولوه خلال الندوة الختامية المنعقدة أول أمس بالدار البيضاء أن دول الاتحاد ليست على استعداد لتجديد دعمها للمشروع. وهو ما أكده شخصيا سفير الاتحاد الاوربي اينيكو اندابورو الذي قال «إن الاتحاد الأوروبي ليس قادرا على اعادة دعم المشروع ماليا. لقد قمنا بتوضيح معالم الطريق وهو الآن بحاجة إلى الوزارة و إلى مواردها المالية والبشرية لضمان استمرارية هذه التجربة التي تعد مثالا يحتذى به». حيث مكنت من إنشاء أزيد من 236 مقاولة خلقت حوالي 850 فرصة شغل. غير أن الوزير عبد اللطيف معزوز لم يكن حاضرا للاستماع إلى خلاصات هذه الندوة الهامة، المتعلقة ب»تسهيل إنشاء المقاولات في المغرب بفضل تعبئة المهاجرين المغاربة المقيمين في أوروبا» والتي أشار خلالها المشاركون إلى أنه مازال هناك الكثير من المجهود الحكومي الذي يجب أن يبذل لتذليل العقبات أمام المهاجرين الراغبين في الاستثمار في بلدهم الأم . وناقش المتدخلون خلال هذه الندوة التي شكلت فرصة لتقديم حصيلة المنجزات بعد أربعة أعوام من تنفيذ المشروع واستخلاص الدروس من أجل تثمين هذه التجربة ، مجموعة من التجارب التي مكنت المغاربة المقيمين في الخارج من القيام بالعديد من الأعمال في بلدهم الأصلي. كما استمعوا إلى شهادات حية حول تجارب بعض مغاربة المهجر وما اعترضهم من صعوبات. ويمكن للصعوبات التي تصادفها المشاريع أن تأتي من عدة مستويات : بيئة غير ملائمة للاستثمار، ثقل الإكراهات الإدارية، مشاكل الولوج إلى القروض أو التمويلات الخارجية، إضافة إلى غياب بنيات المرافقة من أجل إنشاء المقاولات. وبالإضافة إلى صعوبات الولوج للتمويلات، فإن المهاجرين متعودون أيضا على ثقافة منظمة ومهيكلة في مجالات العمل والأعمال في بلاد المهجر. ويمكن أن ينضاف إلى ذلك النقص في المعرفة بالسوق وبيئة الأعمال المغربية. ويتمثل الرهان الأساسي بالنسبة للمغرب في الرفع من مستوى استفادة المهاجرين، وجماعاتهم الأصلية، والبلاد، من هذه التحويلات من خلال تسهيل زيادة مستوى الاستثمارات المنتجة ودعم إنشاء المشاريع التي تسير في هذا الاتجاه، علما بوجود احتمال تراجع التحويلات المالية للجيل الثاني من المهاجرين، اعتبارا لكونهم أقل اعتيادا على إرسال المال للبلد الأصلي. وبالتالي فإن الحل يكمن في وضع الوسائل القمينة بالرفع من مساهمتهم وتوجيهها نحو الاستثمار المنتج وخلق المقاولات. وقد تم إطلاق مشروع فاص المغرب، الذي يساهم الاتحاد الأوروبي في تمويله، خلال سنة 2009 من طرف أربعة شركاء استراتيجيين : مؤسسة «إنتانت» الهولندية، الوكالة الفرنسية للتنمية، المركز الدولي للهجرة والتنمية بألمانيا، وجمعية «إنتانت» المغرب. ويتمثل الهدف الرئيسي لهذا المشروع في المساهمة في التنمية الاقتصادية الدائمة وخلق فرص التشغيل بالمغرب من خلال تشجيع المهاجرين المغاربة المقيمين في أوربا على نقل مهاراتها المكتسبة في البلدان الأوروبية المضيفة إلى بلدهم الأصلي المغرب عبر دعم إنشاء مشاريع اقتصادية، خاصة عبر خلق المقاولات الصغيرة والمتوسطة والمقاولات الصغيرة جدا. وفي هذا السياق ولد مشروع فاص المغرب بالضبط من أجل سد الخصاص في مجال المواكبة والدعم المتاح للمهاجرين حاملي المشاريع خلال قيامهم بإجراءات إنشاء المقاولة، وذلك قبل وخلال وبعد انطلاق العمليات. ويحاول المغرب أن يستفيد من التواجد القوي لجاليته بالخارج والتي يبلغ عددها ثلاثة ملايين شخص، أي ما يعادل 10 في المائة من الساكنة في البلد الأصلي، ويقيم 85 في المائة منهم في أوروبا. وفي حدود نهاية يونيو 2012، بلغت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج إلى المغرب 27.07 مليار درهم، مقابل 26.86 مليار درهم خلال نفس الفترة من العام السابق، أي بزيادة 0.4 في المائة. وعرفت مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج بدورها خلال نفس الفترة زيادة بنسبة 20.79 في المائة، وبلغت 27.07 مليار درهم مقابل 22.41 مليار درهم. وتمثل تحويلات المهاجرين نحو 9 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي للبلد. ويعود النقص الكيفي في الاستثمارات القادمة من الخارج إلى الضعف المزمن في التأطير خلال المراحل الأولى لصياغة المشاريع الاقتصادية. وبالتالي فإن القليل من المقاولين يتمكنون من التوفيق في تحقيق مشاريعهم.