ستعود أسعار الخضر والفواكه للاستقرار من جديد، بعد الارتفاع القوي الذي عرفته خلال الأسابيع القليلة الماضية. لكن ذلك لن يتم قبل منتصف الشهر الجاري، ذلك ما أكده موحا أنغودان رئيس جمعية الأطلس المتوسط للفلاحين الذي أوضح أن الانخفاض الشديد في درجات الحرارة وارتفاع الكميات الموجهة للتصدير عاملان ساهما في ارتفاع الأسعار لمدة لا تقل عن الشهر . وتوقع موحا أنغودان، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أن يستقر ثمن الطماطم في ما بين ثلاثة وأربعة دراهم للكيلوغرام الواحد، علما أن ثمنها في سوق الجملة، سيحدد ما بين درهمين، ودرهمين وثمانين سنتيم للكيلوغرام الواحد. أما البطاطس فسيجرى بيعها بدرهمين ونصف وثلاثة دراهم ونصف للكيلوغرام الواحد، حسب الجودة، في أسوق البيع بالتقسيط. هذا في الوقت الذي ستباع فيه بسوق الجملة بما بين درهم وثلاثين سنتيما، ودرهم وخمسون سنتيما للكيلوغرام الواحد، أما البصل فسينخفض سعره إلى درهم وخمسين سنتيما للكيلوغرام، فيما لن يقل سعر الجزر عن ثلاثة دراهم في انتظار وفرته في السوق خلال شهر فبراير القادم. مدير سوق الجملة في العاصمة الاقتصادية أكد بدوره أن أسعار الخضر ستشهد تراجعا بعد أسبوعين على أقصى تقدير مشيرا إلى أن منطق السوق وعلاقة العرض بالطلب كان لهما الكلمة خلال الأيام الماضية . وأشار محمد السبكي أن الخضر عادة ما تكون متوفرة بكثرة، خلال هذه الفترة من السنة، لتزامنها مع موسم جني عدد كبير من الخضروات، لكنه أضاف قائلا «إن قساوة أحوال الطقس أخرت عملية الإنضاج ما جعل الأسعار تلتهب رغم التساقطات المطرية المهمة، التي عرفتها بلادنا منذ بداية الموسم الفلاحي «. من جانبها، أوضحت وزارة الفلاحة والصيد البحري أن أسعار المنتوجات الفلاحية ستعود إلى مستواها العادي في منتصف يناير الجاري إثر ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 9 درجات وذلك بعد عودة الإنتاج خلال هذه الفترة إلى مستواه العادي . وحسب بلاغ للوزارة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، فإن ارتفاع الأسعار يعزى، على الخصوص، إلى انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون 8 درجات في جهة سوس، المنطقة الرئيسية لإنتاج باكورة الطماطم، وهو الأمر يتسبب في توقف نمو ونضج هذه المادة وبالتالي انخفاض إنتاجها وارتفاع أسعارها في السوق. وحسب المصدر ذاته، فقد تجاوزت المساحة المزروعة بالطماطم خلال هذا الموسم خمسة آلاف هكتار في سوس، وهي مساحة تفوق تلك المزروعة سنة 2010 و2011. كما أن حالة الطماطم أحسن منها سنة 2011. وبخصوص مادة البطاطس، التي تعرف استهلاكا واسعا، فقد ارتفعت أسعارها بحوالي 50 بالمائة خلال شهر دجنبر إثر انخفاض في العرض. وتأثر إنتاج البطاطس بجهة مكناس التي تعد إحدى المناطق الرئيسية لإنتاج البطاطس خلال هذه الفترة من السنة، بالظروف المناخية غير الملائمة، وخاصة بسبب التعفن الفطري للبطاطس الذي تسبب في انخفاض الإنتاج. وفي ما يتعلق بمادة البصل، فإن أسعارها مستقرة وظلت في نفس مستواها لسنة 2011. بدورها تظل أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في نفس مستوياتها لسنة 2011 بل وأدنى منها، وذلك على الرغم من الارتفاع النسبي لأسعار أعلاف المواشي. أما بخصوص الحبوب والقطاني، فإن أسعارها ستظل في نفس مستوياتها لسنة 2011 باستثناء الحمص الذي انخفض إنتاجه خلال موسم 2011/2012 بسبب موجة البرد التي شهدها ربيع 2012.