إخفاقات .. فضائح وصراعات لا تنتهي... نودع عام مضى ونستعد لاستقبال عام قادم .. نعم انقضى عام كامل بكل ما فيه من أفراح وأحزان، وما عرفه من لحظات تبقى عالقة بالأذهان، نقف للحظة نتأمل من خلالها مخلفات سنة كاملة بكل ما حملته لنا من تحديات ورهانات، تركت بصماتها على واقعنا الرياضي الذي لم يمتلك القدرة بعد على الانعتاق من هذا الواقع المرير الذي يراوح مكانه. الرياضة المغربية تودع واحدة من أسوأ سنواتها على الإطلاق، سنة عرفت العديد من الإخفاقات والنكسات بأغلب الأنواع الرياضية حتى بالنسبة لتلك التي عودتنا على تحقيق انجازات تنسينا ولو لحظة سوداوية الصورة وضبابية الأفق، انطلاقا من كرة القدم، مرورا بالعاب القوى، التنس أما باقي الأنواع، فتعودت أن لا تتكلم إلا لغة التواضع، رغم بعض الومضات التي تضيء هنا وهناك، إلا أنها تبقى معزولة وغير قادرة الإبهار، نظرا لمحدوديتها وضعف إشعاعاها، حيث كان التواضع القاسم والسمة المشتركة بين جل مكونات المشهد الرياضي على الصعيد الوطني. سنة 2012 .. سنة أولمبية، وطبيعي أن تطغى نتائجها على كل التقييمات والاستنتاجات، وميدالية ايكيدر النحاسية كانت حاسمة في استطلاعات الرأي، هذا بالنسبة للذكور، أما في الإناث، فان هزالة النتائج رجحت كفة نجاة الكرعة، المتألقة على مستوى الألعاب برالمبية، وهى سابقة في تاريخ الرياضة الوطنية، بعد أفول نجم البطلات الرياضيات في أنواع تعودت على التألق كألعاب القوى، التنس، بالرغم من تطبيق برنامج التأهيل الأولمبي وجاءت فضائح المنشطات لتزيد من قتامة الوضع. كما يمكن اعتبار السنة التي نوعدها سنة انهيار العديد من الجامعات، ككرة السلة، التايكواندو ، السباحة، كرة اليد، وهى الجامعات التي عانت فرض التغيير من طرف الوزير السابق، والنتائج صراعات، استقالات وتوقف كلي لنشاطها الرياضي. وإذا كان حلول السنة الجديدة يفرض علينا التفاؤل عملا بالمثال الشائع لا يأس مع الحياة، فإننا كرياضيين نبقى متفائلين بغد أفضل، غد نرى فيه الرياضة المغربية تتألق بالمحافل الدولية، نرى فيه أبطالنا وبطلاتنا ينافسون بقوة على المرتب الأولى وعلى كسب الميداليات من مختلف المعادن، وتحقيق الأرقام القياسية الدولية، كما نتفاءل بوجود شخصيات رياضية مغربية بأهم الاتحادات الدولية، وأن يصبح للمغرب صوتا مسموعا ووازنا بكل المؤسسات التي تشرف على تسيير الرياضة الدولية. نتمنى أن تصبح الأندية المغربية أكثر قوة وقدرة على المنافسة، نتمنى أن تتوفر الملاعب والتجهيزات بكثرة في جل ربوع البلاد، وأن يجد الشباب المغربي الفضاءات المناسبة لممارسة حقه في الرياضة، على غرار حقه في التعليم والصحة والسكن والشغل والترفيه وغيرها من أسس الحياة الكريمة. مع كل هذه المتمنيات الجميلة والمستحقة، ننتظر سنة جديدة نتمناها أن تكون سعيدة على الرياضة والرياضيين المغاربة...