الخلفي: الاندماج الإعلامي رهين بالتقارب بين هيئات التقنين والتشريعات ببلدان المنطقة قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، يوم السبت الماضي بالرباط، إن تحقيق الاندماج الإعلامي المغاربي رهين بإحداث تقارب بين هيئات التقنين والتشريعات ببلدان المنطقة. وأوضح الخلفي، في الجلسة الأولى للندوة التي تنظمها الجمعية المغربية لخريجي برنامج فولبرايت حول «الاندماج الإعلامي بالمنطقة المغاربية: هدف أسمى ووسيلة تعاون أكبر» بمناسبة انعقاد مؤتمرها السنوي، أن التطور الكمي للفضائيات وتطور قوانين الصحافة بالمنطقة لم يواكبه تطور مؤسساتي وتشريعي وتقنيني، خاصة في مجال السمعي البصري، يتيح إمكانات الاندماج، في ظل غياب فضاء مغاربي للفاعلين في قطاع الاتصال. واعتبر الوزير، أنه من الأولويات العاجلة اليوم تحقيق التقارب في هذا الشأن، معربا عن أسفه لكون الإعلام المغاربي لم يكن فقط غائبا عن دوره في تحقيق الاندماج، وإنما كان عاملا في عرقلته وإشاعة التوتر بالمنطقة. وأبرز أنه في سياق التحولات الجذرية التي تعرفها عدد من بلدان المنطقة، هناك إرادة جديدة لتحقيق الاندماج مما يشكل فرصة لفاعلي الشأن العام لوضع آليات وطرح برامج في هذا الإطار، مشيرا إلى أن كسب رهان التحول للتلفزة الرقمية الأرضية في أفق 2015 كالتزام دولي يظل صعبا في غياب تعاون مغاربي في هذا المجال. كما دعا الخلفي إلى تطوير مبادرات مشتركة بين الفاعلين بالمجتمع المدني الإعلامي المغاربي، خاصة في مجال الصحافة المكتوبة والإنتاج السمعي البصري وأنظمة التكوين. وقال هناك إرادة سياسية في المغرب من أجل التقدم نحو ربح رهان الاندماج المغاربي كتطلع للشعوب وضرورة استراتيجية واقتصادية وخيار لا مفر منه، إلا أن هناك حاجة لتوفير شروط نجاح هذا الاندماج في مجموع بلدان المنطقة. من جهته، قال الأستاذ والمؤلف والمؤرخ السابق للمملكة حسن أوريد، خلال الجلسة الثانية للندوة، إن «الإعلام المغاربي كان للأسف الشديد في أغلب الأحيان عائقا أمام تجسير الهوة بين الشعوب المغاربية وطرح القضايا الثقافية المشتركة بين بلدانها». وأضاف أن الجيل الجديد من الشباب المغاربيين يجهل بعضهم البعض، معتبرا أن «المسؤولية الكبرى الواقعة على الإعلام المغاربي اليوم تتمثل أولا في التعريف بقضايانا وبعضنا البعض، خاصة أن جدارا ثقيلا يفصل بيننا وبين إخواننا في الجزائر». كما دعا إلى إحياء مصطلح مغرب الشعوب كشعور التحمت بمقتضاه شعوب المنطقة في معارك التحرير، قائلا «على الصحافة أن تعبد الطريق المحفوفة بالمخاطر التي تعصف بنا جميعا لبناء غد أفضل يكون فيه للصحافة دور في تجسير الهوة». أما الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الحبيب بنيحيى فأكد في مداخلته أنه في سياق الفوران الذي تعرفه منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط، ينبغي التفكير بشكل عميق في إرساء نماذج إعلامية من شأنها تجنيب الجميع المزيد من المواجهات والقيام بدور جديد في تحقيق التقارب. ودعا إلى تقوية وسائل إعلام أكثر مسؤولية تنخرط في تحقيق المزيد من التفاهم بين الأمم، خاصة الجيران، والمزيد من التنسيق كي يتجاوز الإعلام، سواء المكتوب أو السمعي البصري، الاختلافات وتباعد وجهات النظر ويتوجه نحو المستقبل. وأضاف أن الدول المغاربية الخمس معنية أكثر بتحقيق عمل جماعي في هذا المجال، كي لا تخيب آمال الشباب، خاصة في سياق التحولات بالمنطقة، ومن أجل النهوض بالتفاهم والتبادل في مواجهة التحديات المشتركة التي ينبغي أن تركز عليها وسائل الإعلام المغاربية. من جانبه، أبرز رئيس الجمعية المغربية لخريجي برنامج فولبرايت عبد المجيد حجي، أن الواقع الجديد والإمكانيات التي أفرزها «الربيع العربي» والإرادة الجديدة المعبر عنها لتجسيد الاتحاد المغاربي يطرح كيفية تحقيق الاندماج الإعلامي المغاربي الذي يتأتى أساسا عبر التكوين وتجميع الموارد وتبادل الخبرات والمدونات المهنية والبرامج والأخبار وغيرها. وأشار أن الهدف من تنظيم هذه الندوة يكمن في تقديم مقترحات لتقوية الإعلام المغاربي (على غرار قناة نسمة وميدي 1 تي في)، وإطلاق النقاش حول إحداث قناة تلفزية مغاربية مشتركة (على غرار أورونيوز) موجهة لنشر قيم الاتحاد المغاربي ولقيادة الجهود الرامية لإرساء المجموعة المغاربية وخدمة، داخل المنطقة، الديمقراطية وحقوق الإنسان والتقدم المشترك وتقدم لدول الجوار وغيرها الرؤية المغاربية للقضايا الدولية الراهنة والثقافة المغاربية. وتناقش الندوة، بمشاركة خبراء وممارسين إعلاميين من داخل المغرب وخارجه، محاور تتعلق بدور الإعلام المغاربي في تسهيل التقارب بين الشعوب وبناء الاتحاد المغاربي، والمشاكل والتحديات والفرص المطروحة أمامه، فضلا عن تحليل تجارب قناة نسمة التونسية و(ميدي أ تي في) في المغرب والجزيرة (نشرة الحصاد المغاربي) كإعلام موجه للمنطقة وكذا تجربة (أورونيوز)، ومستقبل التلفزة المغاربية. وتنظم الجمعية المغربية لخريجي برنامج فولبرايت هذه الندوة بشراكة مع اللجنة المغربية الأمريكية للتبادلات التربوية والثقافية وبدعم من سفارة الولاياتالمتحدة بالرباط. وتضم الجمعية أزيد من 1300 من قدماء الخريجين المستفيدين من اللجنة المغربية الأمريكية للتبادلات التربوية والثقافية وبرنامجي فولبرايت وهامفري في المغرب وعملت منذ إحداثها سنة 2004 على المساهمة في تنمية المغرب من خلال خبرة أعضائها وإرساء شراكات، إلى جانب الرقي بالتعاون والتفاهم المتبادل والتقارب بين الشعبين المغربي والأمريكي.