نورالدين سليك.. اكتتاب وطني لتغطية أشغال المؤتمر ولم نطلب سنتيما واحدا من إدارة بريد المغرب تنطلق يومه الجمعة ببوزنيقة، فعاليات المؤتمر الوطني الحادي عشر للجامعة الوطنية للبريد والمواصلات المنضوي «الاتحاد المغربي للشغل» تحت شعار»نضال مستمر من أجل تنمية القطاع وتطويره والدفاع عن مصالح الشغيلة البريدية»، وذلك بمشاركة حوالي 800 مؤتمر ومؤتمرة جاؤوا من مختلف الفروع المنتشرة على امتداد جهات المملكة. ومن المنتظر أن يرأس الجلسة الافتتاحية وفد من قيادة الاتحاد المغربي للشغل بقيادة الأمين العام للاتحاد الميلودي المخاريق، بحضور وفود نقابية أجنبية ووطنية. وسيعكف المؤتمر الذي سيختم أشغاله يوم غد الأحد، على دراسة ومناقشة التقرير الأدبي والمالي بالإضافة إلى مجموعة من الأوراق التي تمثل الأرضية المطلبية للجامعة الوطنية للبريد والاتصالات، وهي ايضا بمثابة البوصلة التي تحدد التوجه العام للجامعة في أفق المؤتمر الوطني الثاني عشر، ومن بين هذه الأوراق المعروضة على المؤتمر تلك المتعلقة بالخدمات والأنشطة الاجتماعية على اعتبار أن الشأن الاجتماعي داخل العديد من المؤسسات أضحى يشكل أهم انشغالات العاملين بها وأهم مؤشر يعكس مدى الاهتمام بالرأسمال البشري ومدى العناية به من خلال توفير ظروف عمل تساعد على الانتاجية وعلى تحقيق التوازن الاجتماعي داخل هذه المؤسسات، وبالنسبة للجامعة الوطنية للبريد والاتصالات، فإن نظام التعويضات والتغطية الصحية من أهم هواجس الشغيلة البريدية بالإضافة إلى نظام التقاعد (النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد) الذي يشكل أهم هاجس، في المجال الاجتماعي ، بالنسبة لأغلب المستخدمين بما فيهم الأطر العليا، بالنظر إلى ما يشكله ،حسب نورالدين سليك، نائب الكاتب العام للجامعة في تصريح لبيان اليوم، من تراجع لمستوى عيش المستخدمين والانخفاض المهول لمبلغ المعاش مقارنة مع الأجر الشهري للسنة الأخيرة من العمل، عكس نظام التقاعد السابق الذي يحافظ على الأجر الشهري الأخير كمعاش للتقاعد. كما سيعكف المؤتمر الحادي العشر للجامعة الوطنية للبريد والاتصالات على مناقشة مشروع ورقة أعدت حول مشاركة الشباب في العمل النقابي، بالنظر إلى أهمية هذه الفئة وحيويتها في صناعة القرار وكذا دورها الأساسي في مجل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد. واعتبر الورقة المعروضة المؤتمر أن نسبة مشاركة الشباب في الأجهزة القيادية للمنظمات النقابية تبقى محدودة جدا نتيجة عدم منحهم الفرصة من جهة وأيضا نتيجة غياب البرامج التي تستهدفهم بشكل مباشر، وأضافت الورقة، أن النقابات العمالية والمهنية تعاني من حالة الركود في الاداء نتيجة للعديد من الظروف والعوامل التي أثرت عليها وحولتها إلى تنظيمات شائخة تتحرك ببطء شديد حيث غاب عنها التنوع والتحديث. ومن ثمة فإن المؤتمرين ملزمون، حسب ما ورد في الورقة، بإقرار توصية تتعلق بالرفع من تمثيلية الشباب في المواقع القيادية بالتنظيمات النقابية بنسبة لا تقل عن 20% بالإضافة إلى إحداث برامج وأنشطة تستهدف فئات الشباب لزيادة وعيهم النقابي والعمل على إشراكهم في صنع وصياغة القرارات النقابية، والاهتمام بقضاياهم وتلبية احتياجاتهم ومراعاة خصوصياتهم في كل الخطط والبرامج التي تستهدفهم، مع إحداث دائرة متخصصة في شؤون الشباب في كل تنظيم نقابي. ومن بين الاوراق المعروضة أيضا على المؤتمر، مشروع ورقة حول رؤساء الوكالات البريدية، وذلك بالنظر إلى التطور المضطرد الذي تعرفه هذه الفئة التي تزايدت أهمية وظيفتها على مختلف المستويات في سياق الانظمة الجديدة لبريد المغرب والتي أصبحت تؤطرها في غياب قانون يحدد مهامهما بشكل واضح ونهائي. وحملت الورقة مجموعة من مشاريع توصيات التي تهم بالأساس انتخاب هيئة وطنية تمثل هذه الشريحة وتضطلع بمهمة التنسيق بين كل الرؤساء وتسطر برنامجا وطنيا وترفع التقارير إلى الكتابة التنفيذية، ومشروع توصية ترمي إلى إحداث مجلة باسم «مجلة رئيس أو مدير الوكالة» بالإضافة إلى مشاريع توصيات أخرى لها صلة بالجانب الاجتماعي لهذه الشريحة من البريديين والبريديات. وسيخلص المؤتمر الوطني الحادي عشر، إلى إقرار ملف مطلبي وطني بعد دراسة المشروع الذي أعدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي جددت من خلاله الجامعة الوطنية للبريد والاتصالات رفضها القاطع لكل ما اعتبرته محاولة لتشتيت الأسرة البريدية وخلق حواجز بين كافة أقطاب ومصالح وفروع بريد المغرب، وتأكيدها على أن الوحدة النظامية والقطاعية والأجرية لمستخدمات ومستخدمي بريد المغرب من الثوابت القانونية المنظمة للمؤسسة. وأوضح نور الدين سليك عضو الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل ونائب الكاتب العام للجامعة الوطنية للبريد والاتصالات، أن المؤتمر الحادي عشر للجامعة، ينعقد في سياق مجموعة من التحديات والتحولات التي ساهم في بلورت ديناميتها كل البريديين والبريديات مناضلي ومناصلات الجامعة الوطنية، والتي أضفت على المشهد الاجتماعي ببريد المغرب طابعا خاصا، مشيرا إلى الدور الحيوي الذي لعبته الجامعة الوطنية للبريد والاتصالات في الوقوف أمام خوصصة المؤسسة والزج بها في المجهول، وتصدت لكل محاولات منظمة التجارة العالمية التي ظلت تسعى إلى تبضيع الخدمات العمومية والشمولية وإلى تفكيك المؤسسات البريدية عبر العالم وجعل الاحتكار مشاعا وفي متناول كل الشركات المتعددة الجنسيات. وشدد سليك نور الدين على المنهجية الديمقراطية التي طبعت التحضير لأشغال المؤتمر سواء داخل اللجنة التحضيرية أو داخل الفروع المحلية والجهوية، مشيرا إلى أن المؤتمر ينعقد بمالية المنظمة وبمساهمة المؤتمرين، ودون أي دعم من المؤسسة، وهو قرار اتخذته الجامعة، حيث رفضت اللجوء إلى طلب دعم من إدارة بريد المغرب تفعيلا لمبدأ استقلالية التنظيم النقابي. وأضاف سليك أن مالية المؤتمر التي تقدر ب 26 مليون ستينم تم جمعها عن طريق اكتتاب وطني، مما يعتبر في نظره، «درسا في الاستقلالية وإعطاء الدليل على أن الجامعة الوطنية للبريد والاتصالات إطار نقابي أصيل ومستقل يناضل بكبرياء وعزة وشموخ».