أكدت مصادر فلسطينية متعددة بأن المصالحة الوطنية في طريقها للتحقق ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وان الأنظار تتجه حاليا نحو القاهرة لدعوة جميع الفرقاء لانجاز المصالحة وإنهاء الانقسام المتواصل منذ منتصف عام 2007 . وفيما تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام ألاف الفلسطينيين الذين احتشدوا أمام مقر الرئاسة الفلسطينية لاستقباله بعد عودته من الأممالمتحدة بأنه سيسرع في تحقيق المصالحة الوطنية، أكد الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي احد قادة حماس البارزين بالضفة الغربية لبيان اليوم بان الأيام القادمة ستشهد لقاءات مكثفة بين حركتي فتح وحماس لانجاز المصالحة. وأضاف الدويك «نحن بانتظار لقاءات مكثفة لانجاز هذا المشروع»في إشارة للمصالحة، وذلك بناء على وعد من عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس على حد قوله. وبشأن موعد البدء بعقد الاجتماعات قال الدويك «لعله في خلال عشرة أيام من الآن، ولكن لا نستطيع أن نعطي موعدا محددا «. هذا وتداولت الأوساط الفلسطينية الاحد معلومات مفادها بان هناك اتصالات تتم حاليا للترتيب زيارة عباس إلى القاهرة الخميس المقبل، لوضع الخطوط النهائية لاتفاق المصالحة الفلسطينية، بين حركتي «فتح» و»حماس» والذى يتم بوساطة مصرية. ونقل عن مصدر فلسطيني قوله إن «اتصالات تتم حاليا بين الجانبين الفلسطيني والمصري، لبحث عقد لقاء بين أبو مازن والرئيس المصري محمد مرسى، على هامش الزيارة، كي يبحث الجانبان آخر تطورات القضية الفلسطينية، وعملية السلام المجمدة». ولفت المصدر إلى أن زيارة عباس للقاهرة تأتى تتويجا لعدة زيارات قامت بها وفود من حركتي فتح وحماس، للقاهرة خلال الأسابيع الماضية لإنجاز ملف المصالحة، مؤكدا أن «هذه الجهود شهدت تكثيفا واضحا خلال الأسبوعين الأخيرين بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة». وكشف المصدر عن وجود وفدين من حركتي فتح وحماس في القاهرة حاليا لإنهاء ملف الانقسام حيث يرأس وفد حركة فتح، روحي فتوح مستشار عباس، فيما يرأس وفد حماس، القيادي بها غازي حمد. ومن جهته أكد الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأحد إن موعدا لزيارة عباس إلى القاهرة لم يتحدد بعد، لافتا إلى اتفاق مسبق بين مرسي وعباس على زيارة الأخير لمصر بعد العودة من الأممالمتحدة. وعن أولويات عباس بعد النجاح في رفع مكانة فلسطين فى الأممالمتحدة إلى صفة مراقب، شدد عريقات على أن المصالحة على قمة تلك الأولويات. وفيما تتجه الانظار الفلسطينية للقاهرة توقعت مصادر فلسطينية الاحد ان توجه مصر في القريب العاجل دعوات للفصائل والقوى الفلسطينية للتوجه اليها للبدء بعقد جسات المصالحة الداخلية. وفي ذلك الاتجاه قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف الأحد، أن الفصائل تنتظر الضوء المصري للبدء بعقد جلسات الحوار الوطني، متوقعا أن يتم عقد الإجتماع الفلسطيني على مستوى الأمناء العامون للفصائل خلال الايام المقبلة، مشيراً إلى أن الوضع الحالي إيجابي جداً ويشجع على عقد لقاءات مصالحة . ولفت إلى أن مصر ستقوم بجهد وضغط كبيرين على كافة الاطراف الفلسطينية بما فيها حركتي»فتح وحماس» لتجاوز كافة الخلافات التي تعطل تطبيق إتفاقات المصالحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية . ومن جهته قال رئيس تجمع الشخصيات المستقلة خليل عساف، أن مصر ستوزع دعوات للفصائل والقوى الفلسطينية لزيارة القاهرة قريبا، وان « كافة الترتيبات لعقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينيةبالقاهرة جاهزة تماماً لعقد الاجتماع الوطني وذلك بعد عودة الرئيس عباس من نيويورك». وأشار عساف، إلى أن الفصائل ستناقش خلال اجتماعها المرتقب بالقاهرة، سبل دعم ملفات المصالحة ومناقشتها، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه. ولفت إلى أن الوضع الفلسطيني الحالي إيجابي جداً ويُهيئ أجواء بناءة لتجاوز الانقسام واستعادة الوحدة، موضحاً أن مصر ستلعب دوراً كبيراً لتجاوز الخلافات الفلسطينية الداخلية. ومن ناحيته أكد رئيس تجمع الشخصيات المستقلة الدكتور ياسر الوادية، بأن اجتماعًا للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية سيعقد في القاهرة خلال الأيام القادمة، برعاية من القيادة المصرية، مشيرًا إلى أن «الاجتماع سيكون لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا خلال جلسات المصالحة، خاصة اتفاقي القاهرة والدوحة، وليس البدء بجلسات حوار جديدة». وحول ملف المعتقلين السياسيين؛ أوضح الوادية أن «هناك انفراج في هذا الملف، ولكن انهاءه بشكل كامل سيكون في إطار حكومة التوافق الوطني.