مدن تختنق.. وقطارت تتأخر.. و«لارام» ترفض الإقلاع نحو نيويورك ... بلعوشي لبيان اليوم: «ساندي» لن يضرب المغرب سيول جارفة تخترق الشوارع وتحمل معها كل ما تجده في طريقها من مخلفات.. اختناق بالوعات الصرف الصحي التي ضاقت بالمياه لتصرفها إلى جنبات الأزقة والشوارع، برك من كل الأحجام تؤثث فضاءات الأحياء والشوارع والمدارات الرئيسية بالمدن، وتعرقل حركة السير وتنقلات المارة، تخوفات من تداعيات أمطار يومه الخميس وغدا الجمعة، خاصة بالمدن المتاخمة للسلاسل الجبلية... إنه واقع تتقاسمه أهم المدن المغربية بعد التساقطات المطرية المتواصلة، لتفضح من جديد واقع البنية التحتية. فحسب مراسلينا بتطوان، والفنيدق، والقنيطرة، وخريبكة، وبني ملال، وفاس، وآسفي.. لم تخلف التساقطات المطرية الأخيرة، إلى حدود زوال أمس الأربعاء، خسائر في الممتلكات، ولم ترغم الأسر على هجر منازلها، بيد أن المؤشرات الأولى تنذر بكوارث حقيقية في حال تواصل الأمطار وتساقطها بحدة أكبر. فبالفنيدق، أشار مسؤولون بالبلدية إلى أن هطول زخات مطرية في القادم من الأيام كفيل وحده بوضع مشروع حماية المدينة من الفياضانات على المحك، وبالتأكد من نجاعته، خاصة بعد أن اجتاحت مياه الأمطار الأخيرة عددا من الأزقة بالأحياء الشعبية ورسمت بركا ضخمة عجزت مجاري الصرف الصحي عن استيعابها. وببني ملال، قال مراسلنا إن اليومين القادمين «يحملان لسكان المدينة أخبارا سيئة قد تذهب إلى حد إعلان بعض مناطقها أحياء منكوبة» وذلك بفعل السيول القادمة من الجبال المحادية والتي استقبلت كميات كبيرة من الأمطار. وأشار مراسلنا إلى أن أهم سدود المنطقة «سد عين الغازي وسد كيكو وسد سابك» أوشكت حقينتها على الامتلاء علما أن موقعها الجغرافي يسمح لمياهها بالتسرب مباشرة إلى أكبر الأحياء الشعبية الواقعة جنوبالمدينة. وبالقنيطرة، غمرت الأوحال بعض المنازل وأتلفت ممتلكات الناس، وهو ما تتحمل مسؤوليته، يقول مراسلنا، كل من السلطات العمومية والمجلس البلدي المنشغل «بسياسة الماكياج وتزيين الواجهات، على حساب توصيات أعقبت فيضانات موسم 2010 شددت على ضرورة تقوية ودعم البنية التحتية». ولا يختلف هذا الواقع، يقول مراسلنا بمدينة فاس، التي أنتجت التساقطات الأخيرة في معظم أحيائها «صورة تلخص واقع تدبير الشأن المحلي»، وتعطي تقييما لأداء المجالس الجماعية التي «تتغاضى عن مظاهر سلبية تفرخ البناء العشوائي وتنتج أحياء عشوائية شاسعة تفتقر لأبسط مقومات العيش في عز الصيف، فما بالك بفصل الشتاء الذي يكشف عورة تسيير يوجد اليوم أمام المساءلة من جديد». وبمدينة آسفي، أدت مخلفات التساقطات المطرية إلى شد وجدب بين بعض المستشارين ومسؤولي المدينة حول موضوع التطهير وصيانة وإعداد شبكات الصرف الصحي، حيث حمل المستشارون الغاضبون مجلس المدينة، يقول مراسلنا، مسؤولية «تحول الشوارع الرئيسية، بفعل التساقطات الأخيرة، إلى نهر يجرف كل شيء في طريقه، رغم أن هذه الشوارع التهمت مبلغا يتجاوز 800 مليون سنتيما خلال مدة زمنية لا تتعدى الستة أشهر، في إطار ما سمي إعادة الهيكلة». ومن المتوقع أن تزداد الأمور سوء يومه الخميس، خاصة في المدن التي تفتقد لبنية تحتية معدة لاستقبال كميات وافرة من التساقطات، التي يرتقب أن تهطل بغزارة خلال هذين اليومين.. فحسب تصريح أدلى به لبيان اليوم، محمد بلعوشي عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، من المتوقع أن يبقى الطقس ممطرا فوق المرتفعات والسواحل الأطلسية الممتدة ما بين طنجة وأكادير والسايس وهضاب الفوسفاط ووالماس وسهول تادلة والرحامنة والحوز وسوس وشمال شرق البلاد فيما ستقل الأمطار تدريجيا ابتداء من الليل. ولا تعبر مصلحة الأرصاد عن تخوف بشأن انعكاسات كميات الأمطار المتوقع تساقطها يومه الخميس وغدا الجمعة على الطاقة الاستيعابية للسدود. فقد أفاد محمد بلعوشي أن التوضيحات المتوصل بها من قسم المياه التابع لوزارة الطاقة والمعادن تفيد بأن كميات المياه بأهم سدود المملكة، لم تصل بعد إلى المستوى الذي ينذر بالخطر، باستثناء سد سيدي اسعيد أمعاشو وآيت مسعود اللذين حافظا على أعلى مستوياتهما بمعدل امتلاء بلغ مائة بالمائة. ولا تتوقف المخاوف من التساقطات المطرية عند تأثيراتها على حياة المواطنين بأغلب المدن المغربية، بل تتعداها إلى الخوف من عرقلة سير القطارات في المغرب. فقد أفضى سوء الأحوال الجوية المرتقب استمرارها إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، إلى تأخير غالبية القطارات بالبلاد. ففي كل المحطات، اضطرت إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدة إلى إحداث تغييرات اضطرارية في سبورات مواقيت وصول القطارات ومغادراتها، خاصة تلك التي تنشط على محور طنجةالدارالبيضاءمراكش، وعمد مسؤولو المحطات إلى تقديم اعتذارات متواصلة للمسافرين هن تأخيرات جاوزت المعتاد. وإلى جانب هذه المخاوف، تناسلت أخبار عن إمكانية مرور إعصار ساندي، الذي عرقل رحلات الخطوط الملكية المغربية إلى نيويورك، بالمغرب. وهي أخبار، لا أساس لها من الصحة، يقول محمد بلعوشي، مؤكدا أن مسار الإعصار «ساندي» الذي يضرب حاليا سواحل الولاياتالمتحدةالأمريكية بعيد كل البعد عن بلادنا. وشدد محمد بلعوشي مسؤول التواصل بالمديرية٬ في حديثه للجريدة٬ على»أن التساقطات المطرية الهامة التي تعرفها المملكة منذ يوم الجمعة الماضي وتمتد من طنجة إلى سيدي إفني ليست لها أية علاقة بإعصار ساندي الذي يضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة المطلة على المحيط الأطلسي»، مضيفا أن مسار الإعصار، كما تم التأكيد على ذلك، لن يحيد عن شمال الولاياتالمتحدةالأمريكية.