شارك المخرج السينمائي رومان بولانسكي «السعيد باستعادة حريته» السبت الماضي، في أول مناسبة عامة في مونترو في سويسرا وظهر على التلفزيون شاكرا عائلته والشعب السويسري لدعمهما بعد خمسة أيام على رفض السلطات السويسرية تسليم المخرج إلى الولاياتالمتحدة. وحضر مخرج فيلم «عازف الكمان» (76 عاما) الحفلة الموسيقية التي أحيتها زوجته ايمانوييل سينييه في ختام مهرجان مونترو للجاز (غرب سويسرا). لدى وصوله الى مركز المؤتمرات في المدينة الصغيرة الواقعة على بحيرة ليمان منعت اجراءات صارمة الصحافيين والمصورين من الاقتراب من المخرج الفرنسي البولندي في اول ظهور له في مكان عام منذ رفع اجراء الاقامة الجبرية المفروض عليه. ووصل بولانسكي في سيارة رباعية الدفع داكنة النوافذ برفقة مؤسس مهرجان مونترو للجاز كلود نوبس. وكانت زوجته صرحت في وقت سابق للاذاعة السويسرية الناطقة بالفرنسية (ار اس ار) انها «سعيدة جدا بحضوره هذا المساء». وافتتحت ايمانوييل سينييه حفلتها بأغنية تستعيد موضوع فيلم «روزماريز بايبي» الفيلم المرجعي الذي اطلق رومان بولانسكي العام 1968 على ما شرحت للجمهور. ولم تشر المغنية والممثلة إلى وجود زوجها بين الحضور ولم يشاهد أي من الحضور ومن الصحافيين المخرج في منصة الشرف أو الصفوف الأمامية. وفي مقابلة بثها التلفزيون السويسري، قال بولانسكي «لا ازال اكن صداقة كبيرة للشعب السويسري» رغم توقيفه بطلب من الولاياتالمتحدة في 26 سبتمبر الماضي في زيوريخ. وشكر كذلك «الاف الاشخاص الذين لم يتوقفوا عن توجيه رسائل الدعم الي خلال الأشهر التسعة الطويلة» والذين حملوا إليه زجاجات النبيذ وباقات الورد. وبدأ المخرج مرتاحا راويا للتلفزيون السويسري أن ابنه الفيس قطع السوار الالكتروني الذي فرضته السلطات السويسرية عليه خلال إقامته الجبرية في شاليه يملكه في غشتاد مشددا على انه كان بإمكانه أن يفر بسهولة. وأكد «لو فكرت في ذلك، لكنت أقدمت على ذلك (الفرار)، لان الأمر كان بغاية السهولة. السوار الالكتروني ما كان ليمنع ذلك، بسبب قرب الحدود الفرنسية. كانوا على علم أني لن افعل ذلك أبدا». وأضاف «في الوقت الراهن أنا سعيد باني حر وبإمكانية تكريس وقتي لأمور كنت ممنوعا عنها». ورفضت سويسرا تسليم المخرج الفرنسي البولندي الى الولاياتالمتحدة حيث يلاحق منذ العام 1977 بتهمة إقامة علاقة جنسية مع قاصر كانت حينها في سن الثالثة عشرة. واوقف المخرج الحائز جوائز اوسكار في 26 سبتمبر 2009 لدى وصوله الى زيوريخ للمشاركة في مهرجان المدينة السينمائي. واودع السجن في فينترور (كانتون زيوريخ) لكنه خرج منه في الرابع من ديسمبر ووضع في الاقامة الجبرية في غشتاد بعد دفع كفالة قدرها 5,4 ملايين فرنك سويسري (ثلاثة ملايين يورو). وبات حرا كليا في سويسرا منذ قرار سلطاتها رفض طلب الاسترداد الاميركي.