رفضت سويسرا أول أمس الاثنين تسليم المخرج الفرنسي البولندي رومان بولانسكي إلى الولاياتالمتحدة حيث يلاحق منذ عام1977 بتهمة إقامة علاقة جنسية مع قاصر في الثالث عشرة، وبات حرا بالتالي. ولم تعلق وزارة العدل الامريكية على الفور على القرار السويسري. وأوضحت وزيرة العدل السويسرية إيفلين فيدمر- شلومف أن مخرج فيلم «لو بيانيست» الذي أوقف في 26 شتنبر الماضي، بموجب مذكرة توقيف أمريكية لدى وصوله إلى زيوريخ للمشاركة في مهرجان سينمائي «لن يسلم إلى الولاياتالمتحدة وقد رفعت الإجراءات التي تقيد حريته»، موضحة أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها استئناف هذا القرار. وأوضحت أن المخرج رومان بولانسكي لم يعد يضع السوار الإلكتروني بعد إزالته عن معصمه. وكان رومان بولانسكي قد زارسويسرا بشكل منتظم من دون أن تواجهه أي متاعب «منذ اشترى الشاليه في غشتاد في عام 2006 »، وأوضح بيان الوزارة أن «رومان بولانسكي ما كان ليتوجه الى مهرجان زيوريخ للفيلم في شتنبر 2009 إذا لم يكن واثقا من أن هذه الرحلة لن يكون لها أي عواقب قانونية». وقد أفرج المخرج البالغ 76 عاما بكفالة قدرها ثلاثة ملايين يورو في الرابع من شتنبر ووضع في الإقامة الجبرية مع حمله سوارا إلكترونيا في شاليه غشتاد في وسط سويسرا. وقد وضع القرار السويسري حدا لعملية ترقب طويلة. وكانت سويسرا التي تسلمت رسميا في أكتوبر طلب الاسترداد الأمريكي ترفض حتى الآن إعطاء أي مؤشرات حول القرار الذي سوف تتخذه. وكان محامو بولاسنكي يسعون في الأشهر الأخيرة بكل الوسائل تجنب أن يحاكم موكلهم في الولاياتالمتحدة، مشددين على أنه أمضى عقوبة في السجن 42 يوما قبل أكثر من ثلاثين عاما في إطار اتفاق بالتراضي تراجع عنه بعد ذلك القاضي الأمريكي المكلف بالقضية. وكان توقيف المخرج في سويسرا أثار اعتراضات في أوساط السينما وحتى من قبل الحكومتين الفرنسية والبولندية. وقد رحب وزيرا الخارجية والثقافة الفرنسيان برنار كوشنير فريديريك ميتران بالقرار السويسري. ونقل الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي الذي كان أكبر داعم لبولانسكي حلال فترة توقيفه أن المخرج الفرنسي البولندي يشعر بأن «القضاء أنصفه».يذكر أن السينمائي الفرنسي البولندي رومان بولانسكي الذي قررت سويسرا الاثنين عدم تسليمه الى الولاياتالمتحدة، فنان معقد جذاب وهش.. و صاحب أعمال غير تقليدية حازت جوائز اوسكار وغيرها،، وقد أنجز أكثر من 40 فيلما طويلا هي أعمال يظللها التشاؤم ومنها افلام شهيرة مثل «كول دو ساك» (1966) و«دانس اوف فامبايرز» (1967) و«روزماريز بايبي» (1968) و«تشاينا تاون» (1974) و«تيس» (1979) و«لو بيانيست» (2002). ولد بولانسكي في باريس في عام 1933 من والدين يهوديين بولنديين عادا الى بولندا قبل سنتين على اندلاع الحرب العالمية الثانية. وبات وحيدا في سن الثامنة وعاش في الاحراج مع اطفال اخرين قبل ان يحتضنه مزارعون وكاد يموت في سقوط قذيفة. وقد استوحى من تجربته الفيلم الاقرب الى حياته الشخصية الذي حاز السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2002 بعنوان «لو بيانست» حيث يمثل ادريان برودي دور احد الناجين من غيتو وارسو. وحاز الفيلم ثلاث جوائز اسكار عام 2003 لكن بولانسكي لم يتمكن من التوجه الى هوليوود لتسلم الجوائز. فهو لم يزر الولاياتالمتحدة منذ اكثر من 30 عاما بسبب اتهامه باقامة علاقات جنسية مع قاصر عام1977. بولانسكي خريج معهد لودز للسينما (بولندا) عام 1959 وقد انطلقت مسيرته مع فيلم التشويق «لو كوتو دان لو». وفتح له نجاح فيلم «ريبولسيون»، حيث تؤدي كاترين دونوف دور قاتلة مسها الجنون، ابواب هوليوود. دامت المغامرة الاميركية عشر سنوات تخللتها سعادة كبيرة بزواجه من الممثلة شارون تايت ونجاحات دولية، وكوابيس مثل قتل زوجته الحامل في شهرها الثامن بطريقة وحشية في عام 1969 من قبل عبدة شيطان من اتباع تشارلز مانسون. بعد ثماني سنوات على الجريمة ادخل بولانسكي السجن الذي كان يعتقل فيه قتلة زوجته. واتهميومها باقامة علاقة جنسية مع قاصر كانت في سن الثالثة عشرة وتدعى سامانتا غيمر خلال جلسة التقاط صور في منزل جاك نيكولسن. قالت في شهادتها لاحقا انها حاولت صده وانها خدرت وارغمت على شرب الكحول. وقال المخرج مدافعا عن نفسه اأنه اعتقد أنها اكبر منذ ذلك. وبعد اسابيع قليلة على الافراج عنه اثر42 يوما في السجن, فر بولانسكي من الولاياتالمتحدة خوفا من ادخاله السجن مجددا. وحصل السينمائي على الجنسية الفرنسية عام 1976 وانتقل للاقامة في باريس وباتت أفلامه اقل لكنه أصل مسيرته بين نجاح (تيس في العام1979 وفشل بايريتس 1984 . وكتب في العام1984 في سيرته الذاتي وهي بعنوان «رومان»»,»بنظر الكثير من الناس اعتبر قزما وفاسقا لكن اصدقائي والنساء في حياتي يعرفون جيدا من انا».