أعلن حزب التقدم والاشتراكية، في ختام اجتماع مكتبه السياسي الأربعاء الماضي، عن الشروع في الإعداد لبناء مقره الوطني الجديد بالرباط، حيث شهد الاجتماع المذكور اطلاع القيادة الحزبية على التصميم الهندسي المتعلق بالمشروع، كما عرضه فريق من المهندسين الأعضاء في الحزب، وتم التداول أيضا في المراحل اللاحقة الهادفة لإنجازه، وذلك في انتظار عرض الأمر على الدورة المقبلة للجنة المركزية بغاية انخراط مختلف هياكل ومكونات الحزب في رفع التحدي، وتحقيق حلم المناضلات والمناضلين بامتلاك مقر للحزب. ليس الأمر مجرد ميل إلى التماهي أو إلى التباهي حتى، إنما يتعلق بخطوة عامرة بالرمزيات والدلالات، مضمونها ورسالتها أن مناضلات ومناضلي الحزب مصرون اليوم على امتلاك دارهم، وبيتهم النضالي، بما يحمي استقرارهم التنظيمي، واستقلاليتهم أيضا، وبما يمكنهم من الانكباب على نضالاتهم اليومية وبرامجهم الحزبية من دون أي ارتهان لمصاعب الواقع، أو إكراهات الضغط المالي واللوجيستيكي. لقد عمل الحزب، من خلال ثلة من مسؤوليه، طيلة سنوات من أجل امتلاك قطعة أرض، وتطوع فريق من المهندسين، وهم أعضاء في الحزب، لإعداد التصاميم والتصورات الهندسية اللازمة، ويعتزم الحزب مستقبلا تفعيل تعبئة حزبية داخلية من أجل توفير كلفة الإنجاز، وذلك بواسطة اكتتاب داخلي، وعبر مساهمات وتبرعات المناضلات والمناضلين، وأيضا الأصدقاء والمتعاطفين، وكل الحريصين على استمرار وتطور المدرسة السياسية التقدمية التي يمثلها حزب التقدم والاشتراكية، والرسالة هنا أن الحزب يسعى لإنجاز بيته بجهد مكثف من أعضائه والمتعاطفين معه، وسيتولى الإخبار المستمر بكل المداخيل والمصاريف إصرارا منه على الوضوح والشفافية طيلة مختلف مراحل الإنجاز. بيت الحزب هذا، يراد له أن يكون فضاء عمل للحزب أولا، لكنه أيضا حارسا لذاكرته وللإرث النضالي التقدمي لشعبنا، وقبلة للباحثين والإعلاميين، وعنوانا للتطلع السياسي الديمقراطي الحداثي لشعبنا، ولكل هذه الدلالات والاعتبارات أعلن المهندسون القائمون على تصميم مشروعه أنه سيكون بناية وظيفية تيسر العمل الحزبي اليومي، كما سيكون رافعة لديناميتنا السياسية الوطنية، وسيشرف ذاكرة مؤسسي الحزب ورواده وكل المناضلات والمناضلين، فضلا على أنه سيكون ممتلكا لكل شروط ومعايير احترام البيئة والمحيط العام. وبقدر ما قد تكون الخطوة عادية وبسيطة لدى أحزاب أخرى توفرت لها دائما خزائن الأموال، فإنها بالنسبة لحزب مثل التقدم والاشتراكية تعتبر تحديا حقيقيا، ولهذا اختار لكسب الرهان أن يعتمد على نضالية أعضائه ومسؤوليه وأصدقائه، واختار أن يكون بيت الحزب بيتا لكل هؤلاء، وكل واحد منهم يساهم في إرساء أسسه وبناءاته... الخطوة الأولى أبدعها اليوم المهندسان المعماريان فكري بنعبد الله ورشيد الأندلسي، وهما من خيرة المهندسين المغاربة، كما أنهما أيضا مناضلان تقدميان معروفان، ومبدعان في التصاميم وفي الأشكال وفي... الحياة. الخطوة الموالية سيواصلها المناضلات والمناضلون جميعهم بتكاثف وتعاون رفاقيين... أيادي الرفاق تلتف من أجل بناء بيت التقدميين.