100مليون طفل دون سن الخامسة يعانون نقص الوزن و2.5 مليون طفل يموتون سنوياً بسبب سوء التغذية يشكل الاحتفال باليوم العالمي للأغذية ، الذي أحيته منظمة الأممالمتحدة يوم أمس الثلاثاء (16 أكتوبر)، مناسبة لتحسيس المجتمع الدولي بخطورة آفة الجوع التي يعاني منها مئات الملايين من الأشخاص ببلدان المعمور، والمشاكل الصحية التي تنجم عنها. وقد وقع اختيار شعار يوم الأغذية العالمي لعام 2012 على «التعاونيات الزراعية تغذي العالم» بهدف إبراز الدور الذي تنهض به هذه التعاونيات في مجال تحسين الأمن الغذائي والمساهمة في استئصال آفة الجوع. ويعرض تقرير «حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم 2012» الذي صدر بشراكة بين منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «فاو» ٬ والصندوق الدولي للتنمية الزراعية٬ وبرنامج الأغذية العالمي٬ تقديرات أفضل مما كان متوقعاً عن حالة نقص الغذاء المزمن٬ بفضل المنهجيات والبيانات المحسنة لقياس الأوضاع طيلة العقدين الماضيين. وأشار التقرير الذي نشرته (الفاو) على موقعها الالكتروني إلى أن الغالبية العظمى (852 مليون نسمة) من الجياع تعيش في البلدان النامية أي نحو 15 بالمائة من مجموع سكانها٬ بينما يقيم 16 مليون شخص ممن يعانون نقص الغذاء لدى بلدان الاقتصادات الصناعية. وسجل العدد الكلي للجياع هبوطاً بحدود 132 مليون شخص خلال الفترتين 1990 - 1992 و2010 – 2012، أي بنسبة انخفاض من 18.6 بالمائة إلى 12.5 بالمائة من مجموع سكان العالم٬ ومن 23.2 بالمائة إلى 14.9 بالمائة لدى البلدان النامية - مما يشير إلى أن خفض عدد الجياع إلى النصف بحلول عام 2015 يظل في متناول اليد في حالة اتخاذ إجراءات وتدابير ملائمة وكافية. وفي تقديمهم للتقرير الدولي الجديد قال كل من جوزيه غرازيانو دا سيلفا٬ وكانايو نوانزي٬ وإرثرين كازين٬ وهم على التوالي رؤساء منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة٬ والصندوق الدولي للتنمية الزراعية٬ وبرنامج الأغذية العالمي٬ «إننا نجد من غير المقبول البتة في عالم اليوم بما يملكه من فرص تقنية واقتصادية لم يسبق لها مثيل٬ أن أكثر من 100 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون نقص الوزن٬ ويعجزون عن تحقيق مكانتهم الإنسانية والإفادة من طاقتهم الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما وأن سوء تغذية الطفولة تودي بحياة ما يتجاوز 2.5 مليون طفل سنوياً». وعبروا عن «قلقهم من أن خروج الاقتصاد العالمي من قبضة الأزمة المالية العالمية الأخيرة ما زال ضعيفاً» مناشدين «المجتمع الدولي مع ذلك بذل جهود إضافية لمساعدة أفقر الفقراء في نيل حقهم الإنساني الأساسي بالحصول على غذاء كاف. إن العالم يملك من المعرفة والوسائل ما يمكنه من القضاء على جميع أشكال انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية». وبخصوص تأثير الأزمة الاقتصادية٬ تشير التقديرات إلى أن زيادات الجوع خلال الفترة 2007 - 2010 جاءت أقل خطورة ً كما كان متوقعا ولم تتمخض الأزمة الاقتصادية خلال 2008 - 2009 عن تباطؤ اقتصادي حادí، على الفور لدى العديد من البلدان النامية كما سادت المخاوف آنفاً. وفي ما يتعلق بانتشار آفة الجوع عبر العالم٬ أبرز التقرير أن نقص التغذية سجل خلال العقدين الماضيين انخفاضاً بنسبة 30 بالمائة تقريباً في إقليم آسيا والمحيط الهادي٬ من 739 مليون شخص إلى 563 مليوناً٬ على الأكثر بفضل التقدم الاقتصادي والاجتماعي بالعديد من بلدان المنطقة. وبالرغم من النمو السكاني تراجع انتشار نقص التغذية في المنطقة من 23.7 بالمائة إلى 13.9 بالمائة٬ وأحرز إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي تقدماً أيضاً٬ بتراجع أعداد من يعانون نقص الغذاء من 65 مليون جائع في 1990 - 1992 إلى 49 مليوناً في 2010 – 2012، ومع هبوط استشراء نقص التغذية من 14.6 بالمائة إلى 8.3 بالمائة. وتعد إفريقيا المنطقة الوحيدة حيث نمت أعداد الجياع خلال تلك الفترة٬ من 175 مليوناً إلى 239 مليونا٬ وتزايد العدد الكلي بما يصل إلى 20 مليون إضافية في السنوات الأربع الماضية. فيما شهدت البلدان المتقدمة اقتصاديا عودة عدد الجياع إلى الارتفاع٬ من 13 مليوناً في 2004 - 2006 إلى 16 مليونا في 2010 - 2012 . وقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون٬ في كلمة بالمناسبة أن مبادرة «تحدي القضاء على الجوع نهائيا»٬ تتضمن خمسة أهداف منها على الخصوص «ضمان عالم يملك فيه الجميع قدرة الوصول إلى غذاء كاف على مدار العام»، و» القضاء على سوء التغذية في مراحل الحمل والطفولة المبكرة «، و»ضمان نظم مستدامة لإنتاج الغذاء في كل مكان»، و» إتاحة مزيد من الفرص لصغار المزارعين - ولا سيما النساء اللواتي ينتجن معظم غذاء العالم - لكي يمتلكن إمكانيات مضاعفة إنتاجيتهن ومستويات دخلهن» و «وضع حد لهدر المواد الغذائية وتعزيز الاستهلاك المسؤول».