شرفات أفيلال تؤكد أن العنصر البشري ليس هو السبب الوحيد في تنامي حوادث السير بسطت النائبة البرلمانية شرفات أفيلال عضوة فريق التقدم الديمقراطي ونائبة رئيس مجلس النواب، دواعي وأسباب طلب فريق التقدم الديمقراطي في شهر شتنبر الماضي ضمن ستة فرق نيابية أخرى من الأغلبية والمعارضة، عقد اجتماع لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، التي التأمت يوم فاتح أكتوبر الماضي بمجلس النواب، وهي الدواعي التي أملتها حادثة السير المؤلمة التي وقعت مؤخرا في «تيشكا» والتي أكد وزير النقل والتجهيز «عزيز الرباح» رسميا خلال الاجتماع أن عدد القتلى وصل خلالها إلى 44 شخصا والمصابون بجروح خطيرة 22 شخصا، مبينا أسباب انقلاب حافلة النقل العمومي التي كانت تقل المسافرين والمتمثلة في توقف عمل مقود الحافلة والفرملة وزيادة عدد المسافرين بعشرة أشخاص، فيما يصل عمر الحافلة المتقادمة إلى 22 سنة. ودعت شرفات أفيلال إلى إجراء اكتتاب وطني لإيجاد التمويلات الضرورية واللازمة لإصلاح الطرق ببلادنا ومن ضمنها طريق «تيشكا» التي أعلن وزير التجهيز والنقل عزيز الرباح خلال اجتماع اللجنة، أن لدى الوزارة اتجاهين لإصلاحها؛ الأول يتمثل في إحداث نفق في جبل «تيشكا» هو قيد الدراسة، والاتجاه الثاني يتمثل في إصلاح الطريق فوق جبل «تيشكا» بمليار و500 درهم، فيما تصل الكلفة الإجمالية للمشروعين إلى 12 مليار درهم في إطار ما وصفه الوزير بأنه يدخل ضمن البنيات التحتية الصعبة مضيفا بأن الوزارة عازمة على البحث عن الشركاء لبلوغ هذا الهدف. وشكرت شرفات أفيلال خلال تدخلها، وزير التجهيز والنقل عزيز الرباح على الاستجابة لدعوة ممثلي الأمة لعقد الاجتماع وانفتاحه على الرأي العام ووسائل الإعلام ببلادنا، واصفة هذه الاستجابة بكونها تدخل ضمن الحرص على السير في نهج المقاربة التشاركية، مضيفة بأنه سيكون من الطوباوي تحميله المسؤولية في «حادثة تيشكا» في وقت لم يمر على تحمل الوزير لمسؤولياته سوى ثمانية أشهر تمثل عمر الحكومة الحالية منذ تقلدها لمهام الشأن التنفيذي. وأبرزت شرفات أفيلال في معرض تدخلها خلال هذا الاجتماع الذي قدم خلاله عزيز الرباح عرضين حول المخطط الإستعجالي والتدابير المتخذة من قبل الوزارة للحد منها، والاتفاقية الدولية لسنة 2004 لضبط وإدارة الصابورة والرواسب في السفن، أن العرض المقدم من قبل الوزير حول حوادث السير يتضمن معطيات مخيفة بهذا الشأن، متمنية باسم فريق التقدم الديمقراطي كامل النجاح للمخطط الإستعجالي المعد من قبل الوزارة. وقالت شرفات أفيلال في معرض مناقشتها لعامل العنصر البشري الذي أكد وزير التجهيز والنقل بأنه يمثل نسبة هامة ضمن الأسباب الرئيسية في وقوع الحوادث ببلادنا أن الطمع والجشع والرشوة والنقص الحاصل في الشبكة الطرقية وسوء أحوالها، تمثل هي الأخرى عوامل قاتلة ومسببة لحوادث السير، ونبهت النائبة شرفات إلى أنه سيكون من قبيل التهرب من المسؤولية حصر ظاهرة تنامي الحوادث بشكل مخيف في العنصر البشري، مؤكدة أن المسؤولية في هذا الموضوع، تقع بالأساس على كاهل الدولة وليس المواطنين على حد قولها، مشيرة إلى عدم وجود قوانين للتربية وإلى كون المعادلة فيها عدة متغيرات لابد من ضبطها. وأوضحت شرفات أفيلال أن الشبكة الطرقية في بلادنا قد تآكلت مبنية القصور والعجز الحاصل في التشوير الطرقي والفحص التقني وجوانب أخرى، مشيرة إلى اللوبيات التي تتحكم في منظومة النقل ببلادنا داعية إلى حوار وطني حقيقي لإصلاحها، كما لم يفتها الإشارة إلى الحصيلة الكارثية لعدد من حوادث السير ببلادنا، ومن ضمنها حادثة السير التي وقعت بين مدينتي أزرو والحاجب يوم الأحد 30 سبتمبر الماضي، والتي أودت بدورها بعدد من الأرواح وإصابة عدد من الجرحى الآخرين. ولفتت شرفات أفيلال من جهة أخرى انتباه ممثلي الأمة ووزير التجهيز والنقل خلال الاجتماع إلى الوضع الكارثي للنقل المدرسي في العاصمة الرباط، مبينة معاناة الأطفال من جراء تكدسهم في الحافلات التي تقلهم إلى مدارسهم، داعية وزير التجهيز والنقل إلى إيلاء العناية اللازمة لهذا الموضوع في المخطط الإستعجالي المذكور المعد من قبل الوزارة لإصلاح منظومة النقل.وفي جانب آخر ألقت شرفات أفيلال الأضواء في تدخلها على النقص الحاصل في تكوين السائقين ضمن عوامل أخرى متداخلة، داعية إلى الاهتمام الجدي بأوضاعهم والحرص على الشروط الجيدة لتقديم خدماتهم من خلال تفعيل المراقبة في كل الجوانب المتعلقة بصحتهم وضمان الظروف المناسبة لراحتهم أثناء السياقة قصد تفادي ثقل حصيلة الحوادث المتنامية في بلادنا.