دفاتر تحملات جديدة لجمع «أزبال» العاصمة يستأنف المجلس الجماعي لمدينة الرباط، يوم الاثنين المقبل دورته العادية التي تم تأجيلها منذ يوليوز الماضي، لعدم اكتمال النصاب القانوني. وستخصص هذه الدورة التي من المقرر أن يرأسها عضو مكتب المجلس الجماعي عبد المنعم المدني نائب عمدة الرباط المكلف بقطاع النظافة، للمناقشة والمصادقة على دفتر التحملات الجديد الخاص بتدبير النفايات الصلبة، بعد الإقرار بفشل تجربة التدبير المفوض لهذا المرفق العمومي، وانسحاب شركة «فيوليا» التي كانت تشرف على تدبير القطاع منذ شهر أبريل سنة 2008. ويتضمن دفتر التحملات الجديد، ضمانات جديدة تتجاوز الصيغة القديمة من حيث الدقة في المقتضيات التعاقدية التقنية التي لم تعد فضفاضة كما وردت في دفتر التحملات في صيغته القديمة، وفق إفادة عبد المنعم مدني المكلف بالقطاع الذي قال في تصريح لبيان اليوم «إن دفاتر التحملات الجديدة الخاصة بتدبير النفايات الصلبة بالعاصمة الرباط تتجاوز الضعف الذي كان يعتري الصيغة القديمة، وهي بمثابة جيل متطور من دفاتر التحملات التي تتوخى الدقة في المقتضيات التعاقدية التقنية». وأضاف المسؤول عن قطاع النظافة بالعاصمة الرباط، أن دفتر التحملات الجديد الذي جاء في أزيد من 80 صفحة، تمت صياغته وفق ثلاث مجموعات تقنية تتوخى عدم الخلط بين مرحلة ما قبل جمع النفايات وعميلة الجمع، حيث تم تخصيص باب قائم بذاته يحدد بدقة مسلسل جمع النفايات منذ إنتاجها بالمنزل ووصولها إلى الشاحنة ثم منها إلى مطرح النفايات، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها توضيح بدقة في هذه العملية التي كانت غامضة في الصيغة القديمة، حيث تضمنت الصيغة الجديدة مقتضيات تعاقدات إلزامية دقيقة سواء خلال مرحلة ما قبل الجمع أو أثناء عملية الجمع. وحول من سيتكفل بتدبير هذا المرفق العمومي بعد انسحاب شركة «فوليا»، أوضح المسؤول الجماعي أنه تم الاتفاق بين مكونات المجلس بالإجماع على إحداث شركة للتنمية المحلية لتدبير النفايات الصلبة، وفق ما هو منصوص عليه في الميثاق الجماعي الذي يعطي الحق للمجلس الجماعي بإحداث هذا النوع من الشركات التي تتمتع بالشخصية المعنوية مثلها مثل باقي الشركات. وأفاد نائب عمدة الرباط، أن المجلس الجماعي للمدنية سيشرع خلال الأيام القليلة المقبلة في إنشاء الشركة مع القطاع الخاص بعد الإعلان عن طلب عروض للمنافسة بشكل شفاف بين الشركات الراغبة في الانخراط في هذه العملية، وفق صيغة تضمن يقظة ومسؤولية المجلس الجماعي في تدبير هذا المرفق العمومي. لكن في حالة عدم نجاح هذه التجربة الجديدة وعدم التمكن من إحداث شركة التنمية المحلية، سيتم اللجوء آنذاك، حسب المتحدث ذاته، إلى التدبير المفوض بضمانات جديدة وفق دفتر التحملات في صيغته الجديدة التي تتجاوز نقائص الصيغة القديمة. وأوضح عبد المنعم مدني الذي أكد فشل تجربة التدبير المفوض، أن مقاطعتي حسان ويعقوب المنصور منذ أبريل 2008 لم تنعما بيوم كامل من النظافة، مشيرا إلى أن الشركة التي كانت تدبر القطاع لم يسبق أن أخذت دفاتر التحملات، على علتها، مأخذ جد، وذلك لأنها لم تأخذ هذه الصفقات عن جدارة واستحقاق، خصوصا شركة «فيوليا» التي لم تحترم التزاماتها التعاقدية من قبيل تجديد حظيرة الشاحنات التي يعود أغلبها إلى أزيد من عشر سنوات، وأيضا بسبب أن الحمولة التعاقدية لدفاتر التحملات التي كانت ضعيفة ولم تكن تتضمن إلزامية النتائج. وكان مجلس مدينة الرباط قد أخذ على عاتقه مسؤولية التدبير المباشر لمرفق النظافة وجمع النفايات الصلبة، منذ إعلان شركة «فيوليا» انسحابها من تدبير القطاع يوم 27 يوليوز الماضي بشكل انفرادي. وقد أدت عملية التدبير الذاتي للقطاع إلى إحداث تغيير جذري على مستوى نظافة المدنية وفي ظرف قياسي بفضل التعبئة التي أطلقها المجلس وسط المستخدمين بالقطاع من أجل تدبير المرحلة الانتقالية بشكل إيجابي. وقال عبد المنعم مدني إن سكان العاصمة لا حظوا الفرق بين مرحلة التدبير المفوض ومرحلة التدبير الذاتي، حيث أن مقاطعتي حسان ويعقوب المنصور لم يسبق أن شهدتا هذا المستوى من النظافة التي هي عليه اليوم بغض النظر عن بعض النقائص التي سيتم التغلب عليها مستقبلا، مشيرا إلى أن المجلس سيطلق حملة تحسيسية وسط الساكنة من أجل الرقي بالعاصمة إلى مستوى المدن الأنظف في العالم في مجال النفايات الصلبة. وأضاف مدني أن هذه الحملة التحسيسية تهدف إلى تغيير سلوك المواطن في تعاطيه مع النفايات وقضايا النظافة بشكل عام، حيث سيتم تحديد أوقات خاصة لإخراج النفايات من المنازل ووضعها في الأماكن الخاصة بها ساعتين قبل مرور شاحنات جمع النفايات، بالإضافة إلى التوعية بأهمية عدم رمي الأزبال بشكل عشوائي وفي الأماكن العامة.