الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
المغرب التطواني يفوز على مضيفه اتحاد طنجة (2-1)
المنتخب المغربي يفوز بكأسي البطولة العربية ال43 للغولف بعجمان
كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة
المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء
التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران
أنشيلوتي يدافع عن مبابي.. "التكهن بشأن صحته الذهنية أمر بشع"
دينامية السياسة الخارجية الأمريكية: في نقض الإسقاط والتماثل
الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء
قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي
الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب: تعزيز التعاون من أجل مستقبل مشترك
انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية
وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار
الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر
كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي
اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب
الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني
هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور
مكتب "بنخضرة" يتوقع إنشاء السلطة العليا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب في سنة 2025
استغلال النفوذ يجر شرطيا إلى التحقيق
توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد
"مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية
حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري
نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية
موتسيبي "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا
معهد التكنولوجيا التطبيقية المسيرة بالجديدة يحتفل ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال
انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور
بوعشرين: أصحاب "كلنا إسرائيليون" مطالبون بالتبرؤ من نتنياهو والاعتذار للمغاربة
المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء
بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)
محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة
اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر
الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية
ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة
19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة
مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته
فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب
الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025
اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب
"السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة
ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية
"كوب29" يمدد جلسات المفاوضات
عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية
كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط
بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية
موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"
مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"
مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي
طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح
الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي
لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !
تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)
اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم
بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!
في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء
سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
ليونارد كاروڤ: تسع سنوات في خدمة السلطان أو ليلة القبض على بوحمارة (24 )
عبد الرحيم حزل
نشر في
بيان اليوم
يوم 24 - 08 - 2012
ولد ليونارد كاروڤ سنة 1872, والتحق بالبحرية التجارية، ثم أصبح مساعد قبضان على سفينة تابعة لشركة ڤويمار القوية. واتفق له أن توقف بهامبورغ، في 1899فالتقى هناك بالقبطان ميتسنر، وكان، يومئذ، في مهمة لفائدة الحكومة المغربية، للبحث عن قبطان يتولى قيادة «التركي»، التي كان يزمع تركها إلى «البشير». ورغب كاروڤ في التعرف على المغرب، والاستفادة مما عُرض عليه من الامتيازات المادية. فكان قدومه إلى
طنجة
في طلب موافقة المفوضية الألمانية، وليبرم اتفاقاً مع النائب السلطاني محمد الطريس، لهذا الغرض. فتولى قيادة سفينة «التركي»، وذلك في دجنبر 1899. وظل كاروڤ يقود تلك السفينة طوال ما يقرب التسع سنوات، حتى ربيع العام 1908. وظل يعمل، في غير كلل، في تمشيط السواحل المغربية، في الجهة الجنوبية أولاً، ثم في الجهة الشمالية
الشرقية
، في مطاردة الروغي بوحمارة.
كانت معرفة كاروڤ بالوسط المغربي وعلاقاته بالشخصيات المغربية والإسپانية، وكفاءاته البحرية أمراً عظيم الأهمية. وقد كان يتخذ من
العرائش
قاعدة رئيسية للقيام بعملياته (1916-1915)، إذ كان مرساها من المحطات الإخبارية، والتمويلية، لضباط الغواصات الألمان. وكانت
العرائش
أكبر مركز للنشاط الألماني في الشمال الغربي (بقدر مليلية في الشمال الشرقي). وقد جاءت اللائحة السوداء للمقاولات الألمانية المنشورة في 7 أكتوبر 1916 بالجريدة الرسمية الفرنسية تشتمل على حوالي ثلثي أسماء المنطقة الشمالية (57 من جملة 88) فكان كاروڤ، وقتها، معدوداً عند المصالح الفرنسية، ك «أهم عميل مخابرات»، فكانت لذلك، تجعله تحت مراقبتها الشديدة.
إن أول فضيلة تُحسب لكتاب كاروڤ هي المتمثلة في الحدود التي انحدَّ بها مؤلفه؛ سواء أكانت من صميم شخصيته أو كانت منه مقصودة. فهذا جعل هذا الكتاب شهادة عفوية؛ كما تلوح من افتقار صاحبها إلى الخيال ويظهر من فقر أسلوبه القائم على التكرار الجاف. فما أشد بُعد الشقة بين أسلوب كاروڤ هذا، والملاحظات الاجتماعية والسياسية النفاذة التي نقع عليها لدى كاتب كأوبان، وتلك االغنائية التي تتسم بها كتابة هاريس، وذلك التحرر والانطلاق في الحكي الذي نجده لدى مونتبار... إن قوة كتاب كاروڤ في اقتصاده. وإن انتصار التفاصيل ودقة الكتابة وضبطها، يعيد، كما في نسيج، رتق الأنسجة المشدودة للقصة، والإيقاع الدقيق الذي تسير عليه الأحداث. فتستعيد الوقائع كامل قيمتها الأصلية والرمزية.
يتألف الكتاب من من 26 فصلاً قصيراً، قد جُعلت في نظام زمني تدرُّجي، فكأنه يومية بحار، قد امتاز بفضائلها واندخل بمثالبها. ومن الواضح أن كاروڤ قد اعتمد في إنشاء كتابه على مذكرات حقيقية. فكان من محاسن ذلك ما نرى من الإشارات الدقيقة في تواريخها، ومن الدقة حتى لا نكاد نجد منها استثناء، إلا من حالة أو اثنتين. فالفائدة المائزة لهذا تعود إلى هذا الفيض من المعلومات والأخبار الملموسة، وإلى الانطباع المعيش الذي تخلقه لدينا تعزز منه غناه من التصاوير لاشتماله على ستين صورة أصلية.
-24-
البحر، وعاد الجو إلى سابق حاله من الهدوء والدعة. فأمكننا أن نخرج إلى مدينة مليلية في 27 أكتوبر. وقد علِمت من فرتوت بوصول مولاي مصطفى، في تلك الآونة، إلى مدينة فاس، وأنه أبلغ السلطان بالأحداث المؤلمة التي كانت ملوية مسرحاً لها. ولقد أبدى السلطان استياءه من من كثرة ما أصبح الجنود يقدمون على بيع بنادقهم. غير أن مولاي مصطفى أخبره أن أولئك المساكين إنما يفعلون ليدفعوا عنهم غائلة الجوع، فلقد تأخرت عنهم رواتبهم عدة شهور. وأمَّل فرتوت أن يصير إرسال النقود أكثر انتظاماً، لكن لم يحدث شيء من ذلك إلى الآن. وما زلنا ننتظر بدون جدوى.
هنأت بالسنة الجديدة أصدقائي الإسپان الذين التقيتهم، فاستغربوا أن أكون عارفاً بذلك التاريخ. فكأني بهم يعتقدون أن الإسپان هم وحدهم المخصوصون، لا بالاحتفال بالميلاد وحده، بل وبالروزنامة المسيحية أيضاً.
مرت علينا الأيام التالية رتيبة. كنا جميعاً ننتظرالتوصل بالنقود التي لم تصل بعد. فأرسلنا ببرقية إلى مدينة
طنجة
، فجاء الوعد، كالعادة، بقرب إرسال تلك النقود. لكن لم يصل منها شيء. فكان البحارة يجيلون أبصارهم، حزانى، في الأفق، يبحثون عن شبح سفينة تشبه «السداة».
وصل بعض الرجال إلى مليلية، قادمين إليها من المحلة، بعد أن اجتازوا المنطقة المتمردة سيراً على الأقدام. فكانوا خيالات بائسة كأنها، من فرط الجوع، هياكل أموات مغلفة في أسمال. فسمعنا منهم أخباراً مؤلمة عن البؤس الذي يسود منطقة ملوية.
وفي 7 يناير، تلقى الباشا برقية من الجزر الجعفرية، فيها إنذار من المحلة إن لم تتوصل، في غضون الأيام الثلاثة القابلة، برواتبها، لتتفكَّكنْ عن بكرة أبيها، ولتسلِّمَنْ نفسها إما إلى الروغي، أو إلى بوحمارة، أو إلى سلطات وهران، ولتذهبن، بطبيعة الحال، بأسلحتها كلها.
فأرسل الباشا من فوره ببرقية إلى كل من الطريس والكباص، مؤداة سلفاً، إذ بدأ يتأكله القلق.
فلما كانت الظهيرة رأينا سفينة بخارية، ولم يكن في العادة أن نرى من سفينة في ذلك الوقت. فهرول الجميع نحو المتراس لرؤية القادم الجديد. تلك كانت سفينة «السعيدي». وإذا الغبطة قد استولت على الجميع، إذ استبشروا بانتهاء البؤس.
لكن في اليوم الموالي، خبت تلك الفرحة، عند توصلنا بالنقود المرسلة إلى السفينة. فبدلاً من الأجر المتأخر عن الأشهر الثلاثة، لم نتوصل بغير أجر شهر واحد! وعلى كل حال، فالمبلغ سمح لنا بتسديد ديوننا، والتزود من المؤونة المسعفة لنا إلى حين.
لكن الأمر كان أسوأ على المحلة، فبدلاً من أن تحمل إليها «السعيدي» أجر الشهور الثلاثة المتأخرة، كان كل ما جاءتها به لا يزيد عن أجر ثمانية أيام! وقد أودِعت النقود في قصبة السعيدية، ولم أستغرب إذ علمت، بعد بضعة أيام، وتحديداً في يوم 15، أن الجنود الذين في ملوية قد أرسلوا بمجموعة منهم، فاستولت من الأمينين على النقود كلها، ثم زادتهما تعنيفاً وتنكيلاً. وما منعها غير خوف العقاب من السلطان أن تقتِّلهما. وكان أن فر أحد ذينك الموظفين المنكل بهما إلى وهران، ضمن التراب الخاضع للسلطة الفرنسية، وفر الثاني عند الباشا. لقد كان الجنود بما فعلوا يترجمون حرصهم ألا يقع ذلك المبلغ الزهيد من المال في أيد غير أمينة.
وفي 21 يناير رأيت مشهداً يصعب تصوره. فقد وصل فرسان بوحمارة جميعاً، وكانوا حوالي 120 رجلاً، يتقدمهم القايد الشاذلي، في منتصف النهار، إلى المنطقة الخاضعة للاحتلال الإسپاني. ولم أفلح في معرفة السبب وراء هذه الزيارة على وجه التحديد. وكان البعض يعتقد أن بوحمارة، وقد ازداد له مولود قبل يومين، فإن فرسانه يعتزمون أن يقيموا عرضاً للفروسية في الأراضي الخاضعة للإسپان، للاحتفال بذلك الحدث. وكان البعض يعتقد، كذلك، أن الشاذلي سيجنِّد بعض العمال لترميم قصبة فرخانة، وكان آخرون يعتقدون أنه جاء ليقتني خيمة جديدة لحساب الروغي. ولقد مر الفرسان وهم في كامل عدتهم وعتادهم، خلال المنطقة الإسپانية، حتى وصلوا إلى باب المدينة، وهناك توقفوا. ثم غاب الشاذلي لبعض الوقت، داخل المدينة، فإذا عاد، انطلقت الجماعة نافخة في الأبواق. ولقد وجدْت ذلك المشهد وقاحة صارخة، ورأيت أن من الزيغ أن يُسمَح للمتمردين بالقدوم إلى مليلية راكبين ومتسلحين، فيما الباشا، ممثل السلطان، ينزل بالمدينة، ويُمنَع عن رجال السلطان أن يدخلوا، متسلحين، الترابَ الخاضع لإسپانيا. ولم أكن أخفي هذه الأفكار عن الإسپان.
لقد كان في نية الفرسان حقاً أن يقوموا بألعاب الفروسية فوق التراب الخاضع لإسپانيا، لكن لم يؤذن لهم في ذلك. فتوجهوا لذلك، إلى بيت الجمرك القائم في تراب محايد، وأمضوا نهارهم في الألعاب النارية. لكن كان يبدو أنهم لم يكونوا في حال جيدة. فقد كانت جيادهم نحيلة وقبيحة، وكانوا هم أنفسهم يبدون في غاية الفاقة والقذارة.
عبثاً انتظرنا أن يأتينا الأمر بالرحيل، إلى أن كان يوم 23 يناير. فيومها بدأت الريح تعصف من جهة الشرق، وفي جهة الشمال الغربي أخذ الموج في الارتفاع كثيراً، ما اضطرني، في الظهيرة، إلى الرحيل عن مرسى مليلية، بعد أن صرنا فيه عرضة للمخاطر، ومضيت للبحث عن حمى في الجزر الجعفرية. فلما آذنت الشمس بالمغيب، صارت وجهة الريح تتحول، متثاقلة، إلى الجنوب الشرقي. وابتداء من التاسعة ليلاً، صارت تهب علينا من الجنوب ريح باردة. وظل الموج، أثناءها، في ارتفاع في الجهة الشمالية
الشرقية
. فلم نلق المرساة في الجزر الجعفرية إلا في الحادية عشرة. ولما أن توسمت في ريح الجنوب أنها تميل إلى الهدوء، مضيت لأصيب لي سنة من نوم، تاركاً جنود الحراسة على السطح.
وفي وقت باكر من اليوم الموالي، أيقظني الميكانيكي الأول، السيد كوخ، وأخبرني أنه سيعدُّ الآلة، في حال كنت أرغب في تغيير المرساة، وإلقاء مرساة ثانية. فلما كنت أهم بارتداء ملابسي، أخذت السفينة تتأرجح وتهتز اهتزازات عنيفة. ثم لم ألبث أن سمعت تقصفات رهيبة. وسرعان ما عرفت بما حصل : كنا نغرق.
هرعت، وأنا في نصف ثيابي، إلى السطح، فتأكد لي أننا كنا فوق الجزيرة الريسية، لا يفصلنا شيء عن الساحل القائمة من فوقه بطارية ألفونس الثالث عشر. أتممت ارتداء ثيابي على عجل، وجعلت أرتقي السطح، فرأيت الرجال وهم يخرجون المرساة من القارب. ثم شرعوا يجذفون، تلو بعضهم، على طرفه، ونزلوا إلى البر باستعمال القلوس، لينجوا بأنفسهم وأموالهم. وانخرط البحارة الإسپان العاملون في المرسى وبعض السكان بين الحشاف التي على الجزيرة، وشرعوا يتعاونون على إنقاذ الرجال وأغراضهم.
جاء العامل بشخصه ليشرف على عملية الإنقاذ. وما أن وطئت أقدام الجنود البر، حتى نسوا السفينة، فما عادوا يهتمون لأمرها، وأما البحارة فقد عادوا مجذفين إلى سطحها، فخلصوا أغراض الأوروپيين، ثم لبثوا بعد ذلك وإيانا.
لقد أيقنت، من فوري، أنه لم يكن في الإمكان فعل شيء لإنقاذ السفينة. وحدها «زينيث» كان بمقدورها أن تعيننا؛ تلك السفينة البخارية التي كنا، من قبل، قد تعرضنا لها عند المركز التجاري، والتي ظلت، خلال الليل، تبحث، بدورها، عن ملاذ في الجزر. لكنها غادرت المرسى، بعيْد غرقنا، من دون أن تهتم لوضعنا المسيؤوس منه.
كنا نقف فوق صخور تصطدم بها السفينة في خضم بحر لجب مضطرب. وقد كانت ضربات قوية تخض السطح خضاً، فيميل مع الأمواج حيث تميل، أماماً فوراء، وتهتز المرساة والمدخنة. وأصبح من المتعذر على من فوق السطح أن يثبُت من غير أن يتشبث بشيء. ولم يعد في الإمكان تشغيل المحرك بعد أن تحطمت ألواح المراوح على الصخور التي في مؤخر السفينة. ولم يعد في مقدورنا، كذلك، أن ننزل قاربنا إلى الماء، فإن من شأنه أن يتحطم على جانب السفينة. لم يكن في الإمكان توقع أن نحصل على أي عون من البر، فقد كان الشاطئ مغمورواً برمته بالأمواج المرتدة. وكانت مرساتنا، في ذلك الحين، في وضع سيء، يجعل من المتعذر علينا سحبها.
وبعد لأي، جاء الغوث من سفينة تجارية فرنسية، أخرى؛ هي «المغرب»، التي شاءت الصدفة أن تمر بذلك الموضع. فقد أرسلت إلينا إشارات تستفهم منا عن وضع السفينة، وهل أصبحت خارج الاستعمال. فكان جوابي بالنفي! سألتنا هل نحتاج إلى المساعدة، فأجبت بنعم. فقامت بإلقاء المرساة في مكان ملائم، ومدت إلى سطح سفينتنا بحبل، فجذبتنا وانتشلتنا على الفور من وضعيتنا الخطرة. وبِذا أنقِذت سفينتُنا!
لقد جاءت النجدة في الوقت المراد، فما عادت سفينتنا، حينها، ممتنعة من نفاذ الماء إليها، وبدأت مؤخرتها تمتلئ شيئاً فشيئاً بالماء. والحق أنها تلقت ضربات عنيفة جداً. ولربما كان سيكون في إمكاننا أن نستغني، في الأخير، عن المساعدة الفرنسية، ونتولى إنقاذ أنفسنا؛ فقد بدأ البحر يستعيد هدوءه. لكن الماء الذي تسرب إلى السفينة كان يضطرنا إلى الإسراع بطلب العون.
في الساعة العاشرة صرنا نرسو في أعالي البحر. واقتضانا البحث عن المنافذ التي يتسرب منها الماء وسدها مجهوداً مضنياً وعسيراً. وبودي أن أتقدم، مرة أخرى، بالشكر إلى الميكانيكيين الأخوين كوخ لمجهوداتهما لإنفاذ «التركي».
كان من حسن حظنا أن لم تفقد السفينة غير الدسارات، وأما الغشاء الخارجي فكان سليماً. فقد كان من فولاذ مكسيم ده سيمنس.
استعملنا سبعة براميل من الإسمنت لكي نسد الثقوب التي لحقت السفينة كلها. وقد حصلنا على هذه المادة مجاناً من السلطات الإسپانية. وأمضينا الليلة التالية للغرق كلها في العمل حتى سددنا منافذ الماء، ثم صرنا بعدها نتأنى في العمل، فلا نشتغل إلا نهاراً.
فلما زال الخطر، عاد الجنود وضباط البحرية المكوَّنون في إيطاليا إلى سطح السفينة. وأما بحارتي وسائقي فقد ظلوا ملازمين لها لم يبرحوها طرفة عين.
واصلت السفينة البخارية الفرنسية طريقها في اليوم التالي لذلك الحادث، بعد أن أخبرتها بنجاح مساعدتها، واقتناعها بأننا صرنا قادرين على التخلص من ورطتنا بدونها. وفي أواخر يناير صرنا من جديد مستعدين للإبحار، فكنا ننتظر أن يصفو الجو، وذلك ما تحقق لنا في 4 فبراير، فتمكنا، بعد لأي، من التوجه إلى
طنجة
، مروراً بمليلية. فلم يعد بمقدورنا البقاء؛ فقعر السفينة كان محدباً كله، وإن أمكننا أن نرممه ونرتق ثقوبه، فكان من اللازم إصلاحه قبل أن يصير بمقدور السفينة أن تبحر من جديد.
فلما وصلنا الجزر، لقينا من الجميع، سواء أكان من الجانب الرسمي أو الخاص، وداعاً غامراً، وأعانتنا السلطات وأعاننا العامل، معاً، على قدر ما استطاعا، ولم يتوانيا عن تلبية رغباتنا. فلما حان وقت الرحيل، أعربت عن امتناني للعامل، ووعدته أن أسعى ليحصل البحارة العاملون في المرسى على مكافآتهم من لدن المخزن على ما بذلوا من مساعدة لإنقاذ الرجال. ثم أبحرنا صوب مليلية.
هناك سمعنا من الريفيين أن بوحمارة لما أن سمع بغرقنا، قال، مزهواً، لأنصاره إن بركته هي التي كانت من وراء ذلك الحادث. ولقد اغتبط للأمر؛ فأقام له حفلاً كبيراً في الأيام الموالية. ثم لما بلغه النبأ الجديد بإنقاذ سفينتنا، وأنها عادت إلى الإبحار من جديد، تكدر كثيراً، فلم يعرف كيف يتخلص من كذبته. وأُلغي الحفل.
وجدت في مليلية المساعدة نفسَها التي كنت لقيتها في الجزر. فلما زرت العامل لأودعه، وكررت له شكري للمساعدة التي لقيتها في الجزر الجعفرية،جعل من يقص عليه الأحداث. ثم أعرب عن أمله أن أطيل مكوثي في خدمة المخزن، ولا ألقى بالاً إلى ذلك الحادث. بل إنه عرض عليَّ أن يعطيني توصية خاصة إلى الطريس، فرفضت، وشكرته.
كنت آخر المودعين للباشا، فأراد أن يستبقيني والسفينة المتضررة، وتحدث عن رحلة إلى عجرود، لكنني أخبرته باستحالة ذلك الأمر، وأن علينا أولاً أن نقوم بالإصلاحات، ليكون في مقدورنا استئناف أنشطتنا. فتركني أرحل.
وفي وقت متأخر من مساء 5 فبراير، بلغنا سواحل
طنجة
. وفي زوال اليوم الذي بعدُ، قمت بزيارة الطريس. فكان شديد الود لي، وما قال في موضوع الغرق إلا : «الحمد لله !». وقد حدثته خاصة، في الإصلاح اللازم، فأنصت إليَّ السادة الذين معه باهتمام، ولم ينبسوا بكلمة. وسرعان ما أدركت أن الأمر ربما احتاج إلى وقت. وما كنت بالمخطئ.
وبطبيعة الحال، فقد قام الأصدقاء الأعزاء بترويج حكايات عن غرقنا، تقشعر لها الأبدان. ومن ذلك أنهم زعموا أنني تعمدت إغراق السفينة، وأنني حصلت، لأجل ذلك، على 4000 دورو من بوحمارة، وأنني أعطيت 500 منها لبومغيث لأشتري صمته.
حصلت على 100 دورو من الطريس لأجل البحارة الإسپان العشرة العاملين في مرسى، للتخفيف عنهم ضنك العيش. وقد حملت بنفسي النقود إلى سفارة إسپانيا في
طنجة
، فما قبلت باستلامها إلا بتحفظ كثير. ثم سلِّمت إلى الرجال. وحملت إلى حكومة الجزر، على سبيل التذكار، صوراً كنت التقطتها أثناء خدمتي لدى السلطان. واقترحت أن تُعطى السفينةَ الفرنسية، بواسطة الطريس، مبلغ 5000 فرنك بما قدمت إلينا من مساعدة، غير أنها لم تحصل على شيء، فتقدمت بشكاية تطالب فيها السلطان وتطالبني أنا نفسي بمبلغ 000 50. فلم تقبص منه شيئاً، لأن المطلب كان أخرقَ، عدا أن المساعدة المقدمة إلى السفن الحكومية لا تُكافأ عنها طالما لم يوضع بشأنها تعاقد، ناهيك عن صناديق الدولة المغربية التي كانت خاوية.
قضينا الشهور الموالية متبطلين. فقد لبثنا منتظرين الأجر المتأخر، لا نشتغل بغير تصليح المركب. وباتت السفينة الأخرى التابعة للحكومة، «السعيدي»، هي التي تتولى القيام بالرحلات لأجل عملية التصليح.
وأثناء ذلك كان الفرنسيون يكدون ويجتهدون للاستقرار، بصفة نهائية، في المغرب، على الرغم من ميثاق الجزيرة الخضراء، وتحريف قرارات هذا الميثاق بأسرع ما يستطيعون. ولقد أفلحوا، في أواخر شهر مارس، في أن يقيموا في مختلف المدن الساحلية أعمدة لأجل البرق اللاَّسلكي. وسعوا في أن يدخِلوا تلك الأعمدة، بزعم أنها طواحين هوائية، حتى يتهربوا من دفع الضريبة الواجبة عليها. لكنهم وجدوا معارضة من السلطات المغربية. فلقد لاحظت هذه السلطات في مدينة
طنجة
أن تصريحات الفرنسيين بتلك المعدات كانت كاذبة.
وفي الأيام الأولى من شهر أبريل وصل إلى مدينة
طنجة
نبأ مقتل الطبيب الفرنسي الدكتور موشان. ثم ثبُت، بعدئذ، أن القتيل لم يكن خالي المسؤولية ولا بريئاً من مقتله. فلقد كان عميلاً سرياً للحكومة الفرنسية، وكان وجوده قد أثار تعصُّب الأهالي، ما دفعهم إلى اغتياله. ولقد أقرَّت الحكومة الفرنسية بهذا الأمر، لكن بعد مضي وقت طويل.
غير أن الفرنسيين بادروا، حين تلك الواقعة، إلى الرد على مقتل الطبيب الفرنسي باحتلال مدينة وجدة «بصفة مؤقتة»، حسبما زعموا، لإرغام السلطان على أن يسدد بصفة نهائية ما عليه من ديون لفرنسا. وقد كانت تلك الديون تعويضات لفرنسا عن مقتل كثير من الفرنسيين، الذين كانت لهم بعض المسؤولية في ما حل بهم، كشأن دوشام. غير أن الشروط الفرنسية كانت من القساوة بما لا يقدر أقوى السلاطين على تحمُّله أو الوفاء بها، فأحرى أن يكون سلطاناً ضعيفاً كمولاي عبد العزيز. وقد كان كل شخص نزيه يرى بكل وضوح، أن «بصفة مؤقتة» تعني، في هذه الحالة، «بصفة نهائية»!
أخذ السلطان، من فرط حيرته، بالارتماء في أحضان الفرنسيين. ومن المؤكد أنه قد أمَّل أن لا توافق ألمانيا على الاحتلال الفرنسي لأرض من الأراضي المغربية، مما يُعتبَر انتهاكاً لميثاق الجزيرة. فقد كان أول بند من هذا الميثاق وأهمه ينص، صراحة، على وجوب احترام الوحدة الترابية للمغرب، واحترام استقلالية السلطان، والحفاظ على مبدإ الباب المفتوح. غير أن ألمانيا تغاضت عن الأمر، لأن فرنسا لم تفتأ تردد أن ذلك الاحتلال سيكون مؤقتاً، إلى أن يرتضيه المغرب ويقرُّه.
كانت العاقبة المباشرة لتزايد النفوذ الفرنسي أن الفرنسيين لم يعودوا يجدون من معارضة لإقامة أجهزة التلغراف داخل البلاد. وسرعان ما تم تثبيت الأعمدة والسواري. وكانت تلك بداية التلغراف. وما عاد الفرنسيون يلقون بالاً إلى المعارضات على مشاريعهم. فإذا كان الفرنسيون لا يلتزمون بالقرار الأساسي في ميثاق الجزيرة، فأي أهيمة تكون لبعض القرارات الملحقة أو الفرعية؟
لقد أصبح المرء في المغرب يجد من نفسه انطباعاً، يتعزز شيئاً فشيئاً، أنه يعيش في مستعمرة فرنسية. وزاد من ذلك أن مراقبي الجمرك الفرنسيين كانوا يأتون شتى أنواع المنغصات لعرقلة الاستيراد في السلع غير الفرنسية. وبدلاً من أن يأخذ بنك الدولة، بالتدريج، في تثبيت سعر قار، إذا هو يوحه حرصه، على العكس، إلى إعاقة التجارة بالعراقيل التي لا تنتهي. ثم إن الفرنسيين كانوا يؤثرون أن يطردوا كل من هو غير فرنسي، لكن لما كان ذلك أمراً مستحيلاً، فقد صاروا يجتهدون لطردهم بما كانوا يقابلونهم به من صنوف المضايقات.
وعلى الرغم من الاحتلال الذي وقع على مدينة وجدة، فإن الحركات الموجهة ضد بوحمارة كانت تأتي ببعض النتائج. ففي ماي ويونيو 1907، تقدمت المحلة بتؤدة، لكن في حزم، باتجاه مار تشيكا. ثم كان نزولها في المركز التجاري وفي نواحي سوق أركمان، فيما كان بوحمارة ينزوي بقصبة سلوان، ولا يزال المخلص له الشاذلي ينزل بالمنزل الجمركي بقرب ملوية. وفي ذلك الوقت، عادت العمليات تراوح مكانها من جديد، وبقي الطرفان قُبُلَ بعضهما بعضاً، من دون مناوشات. وقد كان جنود السلطان يحصلون، أحياناً، على شيء من رواتبهم، لكنهم كانوا، في معظم الأحيان، يعيشون في إملاق. ويبقى أن التقدم الحاسم للمحلة كان نجاحاً كبيراً للسلطان.
وفي 1 غشت وصل من مدينة الدارالبيضاء النبأ المفجع عن اغتيال بعض عمال المرسى، وكان أكثرهم من الفرنسيين.
واليوم نعلم أن هؤلاء القتلى كانوا هم من جروا على أنفسهم ذلك المصير المأساوي. لكن فرنسا وجدت في الأمر ذريعة سانحة لكي تنزل بجيوشها في هذه المدينة أيضاً، وبصفة مؤقتة. وقبل ذلك، أقدم كان أحد القادة الفرنسيين وأحد الموظفين الأغرار في القنصلية الفرنسية، لغير ما سبب، على قصف رهيب وعابث للمدينة، تحول بهذا المكان الأكثر ازدهاراً في المغرب إلى ركام من الخرائب. ولقد شارف القصف بالتجار الألمان والأجانب على الإفلاس، وأودى بحياة الكثير من الرجال، والنساء، والأطفال والشيوخ!
فلما وصلت جيوش الاحتلال الفرنسية، في آخر الأمر، نزلت في تلك المدينة المدمرة، فإذا هي تأخذ - في غير استحياء - في مواصلة أعمال النهب التي كان بدأها الأهالي، من جراء الحنق الذي استولى عليهم. فيما أخذت الجثث تتعفن في الشوارع وتهدد بنشر الأوبئة. لقد سادت المغربَ مرارة عميقة من هؤلاء الجلادين؛ وحدهم الفرنسيون كانوا ينتشون من «الأعمال البطولية» لجيوشهم.
وشيئاً فشيئاً، أخذت المدينة تستعيد هدوءها. وأصبح الجنود متبطلين، أو ينشغلون بتبليط المدينة. وفي تلك الأثناء أقرت الحكومة الفرنسية، هي الأخرى، بأن قنبلة الدار البيضاء كانت عملاً طائشاً.
وأما خلفية هذه الأحداث فقد كانت مختلفة تماماً. فقد كنت لا تكاد تسمع شيئاً عن وقوع القايد ماك لين في الأسر لدى الريسولي. ثم كان إطلاق سراحه، بعد أن تمكن الريسولي من الدخول تحت حماية الأنجليز، وقبض فيه فدية عظيمة.
لم يعد المخزن يجد من الوقت ما يكرس للأحداث التي يشهدها الريف، ولاعاد يملك من الأموال ما يستعين به على مواجهة تلك الأحداث. ففي أواخر شهر غشت من السنة نفسها (1907)، نوديَ على سيدي عبد الرحمان للعودة إلى مدينة فاس، وتم إهمال المحلة كلياً، حتى لم يعد لها إلا أن تترك موقعها وتعود أدراجها إلى مدينة مليلية، بعد أن بلغ العوز منها ما لا مزيد عليه. وبذلك تم للروغي بوحمارة التخلُّص من تلك المحلة، وظل سيدَ الريف بلا منازع.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
ليونارد كاروڤ: تسع سنوات في خدمة السلطان أو ليلة القبض على بوحمارة (19 )
ليونارد كاروڤ: تسع سنوات في خدمة السلطان أو ليلة القبض على بوحمارة (23 )
ليونارد كاروڤ: تسع سنوات في خدمة السلطان أو ليلة القبض على بوحمارة (21 )
ليونارد كاروڤ: تسع سنوات في خدمة السلطان أو ليلة القبض على بوحمارة (12 )
ليونارد كاروڤ: تسع سنوات في خدمة السلطان أو ليلة القبض على بوحمارة (13 )
أبلغ عن إشهار غير لائق