ميدالية يتيمة.. فضيحة المنشطات.. وإخفاقات بالجملة.. جاءت مشاركة الرياضيين المغاربة في النسخة ال30 لدورة الألعاب الأولمبية التي اختتمت أول أمس الأحد بالعاصمة البريطانية لندن، مخيبة للآمال، حيث خرج كل من دخل المنافسة حتى وقبل حتى أن يترك انطباعا على أنه شارك أصلا في هذا المحفل الرياضي الكوني. وقد أجمع مسؤولون عن الشأن الرياضي الوطني أن الإخفاقات المتتالية للرياضيين المغاربة وعجزهم عن تحقيق نتائج إيجابية في دورة لندن أمر لم يكن متوقعا وعرى فشل الجامعات الرياضية المعنية. وقال نور الدين بنعبد النبي، الكاتب العام للجنة الأولمبية الوطنية المغربية، في تصريح سابق لبيان اليوم، إنّ زمن تذرع واختباء الجامعات وراء انعدام الإمكانات قد ولّى، و أنّ الجامعات الرياضية تلقت دعما ماليا كافيا لتمكينها من إعداد رياضييها في أفضل الظروف ووفقا للمعايير المعمول بها عالميا، لكن للأسف لم تواكب النتائج هذه المجهودات وظلت دون الطموحات». كما ذكّر بنعبد النبي ببرنامج إعداد الرياضيين من المستوى العالي الذي خصصت له ميزانية ثابتة، موضحا أنه تم السماح للجامعات بالاستعانة بخدمات أطر تقنية دولية إذا استدعى الأمر ذلك بغية الاستفادة من خبراتهم في أفق دورة الألعاب الأولمبية 2012.. وتعتبر هذه المشاركة هي الأضعف في تاريخ المغرب خلال العقدين الأخيرين، بغض النظر عن دورات طوكيو (64)، ومكسيكو (68)، وميونيخ (72)، حيث كان يقتصر الحضور المغربي على رياضتي كرة القدم وألعاب القوى، خاصة أن المشاركة في أولمبياد لندن تعتبر هي الأكبر مقارنة مع سابقاتها، باعتبار أن الوفد المغربي كان يتكون من 75 رياضيا مثلوا 12 نوعا رياضي. وقد استطاع العداء عبد العاطي إيكيدير أن ينقذ ماء وجه المشاركة المغربية بحصده لميدالية نحاسية في سباق 1500م، وبالتالي تدوين إسم بلادنا ضمن سبورة الميداليات، في ظل السقوط المتتالي للأبطال المغاربة في مختلف المسابقات التي شاركوا فيها. ويبقى أبرز حدث عرفته المشاركة المغربية في الأولمبياد، ويتعلق بفضيحة المنشطات، خصوصا بعد سقوط أسماء وازنة في ألعاب القوى في هذا المحظور، هذا في الوقت الذي كانت تعول فيه الرياضة الوطنية على هذه الرياضة لتدوين إسم المغرب في سجل الدول المتوجة باللقب الأولمبي. قبل انطلاق الأولمبياد، كشفت الفحوصات عن المنشطات تورط أكثر من عداء مغربي يتعاطى لمواد محظورة، منهم يحي بنرابح، و عبد الرحيم الكومري، ثم مريم السلسلوي العائدة من التوفيق، وأمين لعلو. ولم تتوقف فضائح المشاركة الوطنية عند هذا الحد، فقد تم العثور على مجموعة من الحقن بمقر البعثة المغربية، وبالضبط بالغرف المخصصة لأبطال ألعاب القوى، حيث تم إبلاغ إدارة القرية على الفور، حيث طلبت الأخيرة استفسارا من مسؤولي الوفد المغربي، الذين قرروا فتح تحقيق داخلي في الموضوع. وأمام غياب تفسير واضح من طرف رئيس البعثة المغربية، وجهت اللجنة المنظمة للدورة إنذارا رسميا للمغرب، علما أن المنظفات أبلغن إدارة القرية برفضهن تنظيف مرة أخرى غرف الرياضيين المغاربة، خوفا من الإصابة بتلوث من هذه المواد المحظورة، لعدم معرفتها بالغرض الذي استعملت من أجله هذه الحقن. ويبدو أن الدعم الذي تم تقديمه لهؤلاء الرياضيين، وكل الجهود التي بذلت باءت بالفشل على الرغم من البرامج الإعدادية المسطرة بما فيها التربصات والدورات التكوينية داخل المغرب أو خارجه،.. كما أن دورة الأولمبية التي أسدل الستار عنها تميزت بالمنافسة القوية والشرسة، في الوقت الذي يفتقد المغرب أبطالا من المستوى العالمي يطمحون إلى إحراز ميداليات في هذا الحدث الرياضي الكوني. للإشارة يبقى حصاد دورة سيدني 2000 الأوفر في تاريخ المشاركات المغربية ال13 في الأولمبياد بعدما حل في المركز ال 36، وهو إنجاز تحقق في غالبيته بفضل ألعاب القوى أيضا، حيث تمكن العداؤون والعداءات من انتزاع أربع ميداليات بواسطة هشام الكروج (1500م) وعلي الزين (3000م موانع) وإبراهيم لحلافي (5000م) ونزهة بيدوان (400م حواجز)، إضافة إلى برونزية الطاهر التمسماني في الملاكمة.