قوة المنافسة لم ترحم ضعف الرياضيين المغاربة في ستة أنواع، والبقية تأتي .. عثمان فضلي «هناك قوة الخصوم، وعامل القرعة والتحكيم، لكن لابد من إعادة النظر في إستراتيجية العمل» غياب اسم المغرب على أقمصة الملاكمين يثير العديد من التساؤلات لم تكن منافسات اليوم الخامس من دورة لندن الأولمبية رحيمة بالرياضيين المغاربة، إذ عصفت بهم خارج دائرة المسابقات، حيث يتواصل هنا بلندن المسلسل الدراماتيكي لخروج الأبطال المغاربة واحدا تلو الآخر، يتساقطون كأوراق الخريف، بمن فيهم تلك الأسماء التي كان يعول عليها تحقيق نتائج تعيد للرياضة المغربية، تلك الصورة الجميلة التي قدمتها خلال الدورات السابقة، خاصة برياضتي العاب القوى والملاكمة. ولعل أكبر خيبة الأمل تلك التي جاءت من طرف لاعب الجيدو صفوان عطاف الذي عقدت عليه الكثير من الآمال، للذهاب بعيدا خلال الدورة الثلاثين، لكن العكس هو الذي حصل، ولم يخرج عن قاعدة التواضع، إذ انهزم شر هزيمة أمام البرازيلي ليوناردو غيلهييرو، بعدما كان المغربي الوحيد الذي تمكن من تجاوز الدور الأول، وقد جاء هذا الإنجاز، بعدما قدم خصمه الليبيري ليفا ساريي اعتذارا عن اللعب، نفس الشيء بالنسبة لمواطنته الزواق غزلان المنهزمة أمام النمساوية دريسلير هيلد. في المسايفة، فلا كزافي علي الحسين، ولا زميله عبد الكريم الهواري، تمكنا من مواصلة الحضور الأولمبي، إذ انهزما معا، أمام كل من البرازيلي طولدو غويلهيم والهنغاري إيمر غيزا، ليطرح التساؤل عن قيمة الأسماء التي تجلب من الخارج، لتمثيل المغرب بالتظاهرات الدولية، صحيح أنهم مواطنون مغاربة، لكن لابد من وضع مقاييس جديدة للاختيار، والبحث عن الرياضيين القادرين عن تقديم الإضافة المطلوبة، عوض الاستعانة بلاعبين تقبل الأغلبية الساحقة منهم مهمة تمثيل المغرب، كبديل عن عجزهم عن الانتماء إلى منتخبات الدول الأوروبية، وهذا ينطبق كذلك عن جيهان السملالي لاعبة الكانوي كاياك، والتي دخلت في الصف الأخير، لتغادر مبكرا المسابقات عائدة من حيث أتت. كل الأنواع الرياضية الستة التي دخلت المنافسات، كان مصير رياضييها التواضع، فحتى الملاكمة التي أهلت ستة ملاكمين، والتي سبق أن أهدت المغرب ثلاث ميداليات نحاسية، خلال ثلاث دورات (سيول، برشلونة، سيدني) تبدو خلال دورة لندن عاجزة تماما عن الصمود، لبيدة الصديق، بدر الدين الحديوي، أحمد البركي، المهدي الخالصي، عبد العالي درعة، عبد الحق عتقاني، كلها عناصر تم إقصاؤها مبكرا، أما محمد العرجاوي آخر ملاكم مغربي ضمن البرنامج، فواجه يوم أمس الأربعاء في أول مقابلة له الملاكم بليس يابمو موندو من الكاميرون. وعلى ذكر مسابقات يوم الأربعاء، فقد خاضت السباحة سارة البكري، آخر سباق لها، وكان في مسافة 200 متر سباحة حرة، كما خاض في المساء منتخب كرة القدم، آخر مقابلة له عن المجموعة الرابعة، وكانت أمام نظيره الاسباني بملعب «أولترافورد» بمدينة مانشستر. وتعليقا على المستوى الباهت الذي ظهر به الملاكمون المغاربة، كان لنا لقاء مع المدير التقني الوطني عثمان فضلي، مباشرة بعد انتهاء مقابلة عبد الحق عتقاني أمام الموريسي ريشارنو كولين، والتي انتهت بفوز هذا الأخير، حيث قال «قبل الحكم على أي ملاكم، فلابد أولا من معرفة قيمة خصمه، وأغلب الخصوم الذين التقوا مع الملاكمين المغاربة هم من العيار الثقيل، وترتيبهم الدولي جيد جدا، والمفاجأة الوحيدة هي التي كانت خلال مقابلة مساء هذا اليوم، بانهزام عبد الحق عتقاني أمام الملاكم الموريسي الذي هو بطل إفريقيا لسنة 2011، ورغم مستواه الجيد، فقد كنا ننتظر فوز عتقاني، إلا أن ذلك لم يتحقق، وللأسف غادر مبكرا المنافسات، وهى كما قلت مفاجأة بالنسبة لنا». وتابع «بالإضافة إلى قوة الخصوم، فالقرعة وضعتنا ومنذ الدور الأول في مواجهة خصوم أقوياء، كما أن التحكيم ظلمنا في بعض المقابلات، وبصفة خاصة مقابلتي المهدي الخالصي ولبيدة الصديق، فقد استحقا معا المرور للدور الثاني، لكن كان للتحكيم رأي آخر، وهذا العامل ترك تأثيرا كبيرا على معنويات ملاكمينا، إذ أصبح التخوف من قرارات الحكام هو الهاجس الذي يشغل جلهم، هذا جانب فقط من مشكل عام، فهذه النتائج المخيبة للآمال، تفرض علينا تغيير إستراتيجية العمل، وهذا يمر عبر العودة للقاعدة، فالملاكمة الإفريقية والدولية بصفة عامة تعرف تطورا مستمرا ومتلاحقا، وإذا لم نواكب هذا التطور، فلا يمكننا أبدا المنافسة على أعلى مستوى، لابد من خلق مدارس للملاكمة تكون المواهب الصغيرة، والاهتمام بتكوين الأطر والمدربين، وغيرها من الأسس الضرورية لأي تطور رياضي ننشده». وبخصوص برنامج مسابقات يومه الخميس، فلن يعرف مشاركة أي رياضي مغربي، نظرا لإقصاء كل الأسماء التي دخلت المنافسات إلى حدود مساء يوم أول أمس الثلاثاء. كما سيدخل المهدي المالكي٬ رابع وآخر مشارك مغربي في رياضة الجيدو٬ غمار المنافسة يوم غد الجمعة، حيث يواجه في الدور الأول لوزن فوق 100 كلغ الإيراني محمد روداكي. يشار إلى أن كافة نزالات الملاكمين المغاربة عرفت غياب اسم المغرب عن أقمصتهم، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا الخطأ الفادح من لدن المسؤولين، في وقت يعاين متتبعو رياضة الفن النبيل وجود 3 أحرف على قمصان الملاكمين تدل على انتمائهم لبلد معين. ومن المنتظر أن يخلق هذا الأمر علامات استفهام كبيرة في ظل تعاقد اللجنة الأولمبية الوطنية مع شركة إسبانية لتصميم الملابس الرياضية لرياضيي ورياضيات الوفد المغربي المشارك بأولمبياد لندن.