احتفاء بمبدع كبير ومسار فني متميز احتفى، مساء الأربعاء الماضي، المهرجان الدولي للفنون والثقافة «صيف الاوداية»، في حفل افتتاح دورته الثانية بالفضاء الأثري للأوداية بالرباط، بالموسيقار المغربي عبد الوهاب الدكالي، تكريما وعرفانا له على ما قدمه، خلال مسار فني متميز امتد على ما يقرب من ستين سنة أبدع عبره روائع خالدة رصعت سجل الأغنية المغربية والعربية عموما. وخلال حفل افتتاح هذا المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة، بتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى، إلى غاية ثالث غشت المقبل، تسلم الفنان عبد الوهاب الدكالي درع المهرجان والميدالية الذهبية وأنطولوجية الآلة الأندلسية، وذلك بحضور السادة محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة، وحسن العمراني والي جهة الرباطسلا زمور زعير، وحسن ميكري رئيس المجلس الوطني للموسيقى. وفي هذه الأمسية التكريمية، تضوعت جنبات الحديقة الأندلسية بفضاء الاوداية بنفحات عبقة من جنان موسيقى الزمن الجميل، نشر أريجها موسيقار مغربي كبير أضحى أيقونة الأغنية المغربية العصرية وعميدها الأثير، حيث أطرب وأمتع الجمهور بروائع من ربرتواره الممتع استهلها ب»تجليات» لتفوح بعد ذلك كل فضاءات الحديقة الأندلسية لحنا جميلا منسابا تباعا «الولف صعيب»، «الثلث الخالي»، «نظرت إليك»، «ما أنا إلا بشر»، «الليل والنجوم والقمر»، «الله حي»، ورائعته الخالدة «كان يا ما كان». وفي كلمة بالمناسبة، أبرز الشاعر حسن نجمي خصوصية التجربة الفنية النوعية والأصيلة للموسيقار القدير عبد الوهاب الدكالي، الذي «يتميز بصوته الذكي، وروحه الشعرية الوضاءة، وهيبته وقوة حضوره فوق الخشبة، وحسه الفني العالي، وتألق ورهافة روحه الفنية»، مشيرا إلى أن التكريم الذي حظي به والجوائز والأوسمة والدروع التي حصل عليها على المستوى الوطني والعربي والعالمي، ومن مختلف العائلات الفكرية والفنية منها خصوصا من حاضرة الفاتيكان، تمجيدا وتكريما له على مساهماته المتفردة في إرساء روح السلام وتكريس قيم التسامح والمحبة، علاوة على مساره التجديدي الذي أثرى من خلاله الأغنية المغربية. وأضاف نجمي أن الفنان عبد الوهاب الدكالي ما فتئ يتفاعل مع التحولات التي عرفتها الأغنية والفن عموما مواكبا مختلف الأجيال والأذواق بحسه العالي وطريقة تعامله مع الشعر والفن وقوة وجاذبية شخصيته ورؤيته الفنية المتميزة، مشيرا إلى أنه استطاع أن «يجعلنا ويعلمنا كيف نحب الطبيعة والحياة والأرض والسلام، وكيف نحب بعضنا البعض، وأن نعطي لهذا الوجود معنى». ويعد الموسيقار عبد الوهاب الدكالي من عمالقة الطرب الكلاسيكي المغربي والعربي الأصيل، وهو من مواليد عام 1941. نشأ بمدينة فاس، وتلقى دروسا في الموسيقى والتمثيل والرسم مند الصغر. بدأ حياته الفنية سنة 1957.وسجل أول أغنية له عام 1959. حصل الدكالي على العديد من الجوائز والأوسمة منها الأسطوانة الذهبية عن أغنيته «ما أنا إلا بشر» والجائزة الكبرى لمهرجان الأغنية المغربية بالمحمدية سنة 1985 عن أغنيته «كان يا ما كان»، والجائزة الكبرى لمهرجان الأغنية المغربية بمراكش عام 1993 عن أغنية «أغارعليك». كما فاز بالجائزة الكبرى بمهرجان القاهرة سنة 1997 عن أغنيته «سوق البشرية». واختير كأفضل شخصية بالعالم العربي لعام 1991، في استفتاء أجرته مجلة «المجلة» التي تصدرها الشركة السعودية للأبحاث والنشر. وقد تم تكريمه من طرف الفاتيكان في مناسبتين. ومن أغانيه العاطفية «الطوموبيل» و»أنا مخاصمك» و»العاشقين» و»انا والغربة» و»أنا وقلبي» و»تعالى» و»سوق البشرية» و»مونبرناص» و»كتعجبني» و»لا تتركيني» و»هذه يدي ممدودة» و»اجي نتسالمو» و»لهلا يزيد أكثر» والنظرة فتناها» و»رجانا فالله» و»مولد القمر» و»كذاب» و»ديني معاك» و»بيا ولا بيك». ومن أغانيه الوطنية «العهد» و»حبيب الجماهير» و»العامل والفلاح» و»رحلة النصر» و»حبيبي يا وطني» و»الزربية المغربية». ومن أفلامه «الحياة كفاح» و»رمال من ذهب» و»أين تخبئون الشمس « و»الزر الأخضر» و»أيام شهرزاد الجميلة». ويتضمن برنامج الدورة الثانية عددا من الفقرات والعروض والحفلات الفنية التي تحتضنها جنبات الحديقة الأندلسية من 25 إلى 29 يوليوز، والمنصة الكبرى من 30 يوليوز إلى 3 غشت، بمشاركة نخبة من الفنانين من تركيا والكونغو والمغرب (ناس الغيوان والرايسة فاطمة تابعمرانت وخماسي الفنان زروال وسميرة القادري ونصر ميكري، وليلة أندلسية مع الأخوين عبد السلام وعدنان السفياني، ولمعلم باقبو). ومن المنتظر أن يعرف حفل الاختتام تسليم الفنانة فاطمة تابعمرانت الخلالة الذهبية، كما سيعرف رواق باب الكبير معرضا للفنون التشكيلية للفنان نوبغة، وعروضا لمنحوتات الفنان التونسي السحبي، بالإضافة إلى مسابقة في الفيلم القصير لفائدة الشباب.