التأكيد على دور المرأة البدوية في التنمية بالوسط القروي وحاجتها للتكوين أكد فاعلون محليون ومنتخبون أن المرأة القروية تشكل نواة صلبة للتنمية بالوسط القروي، وهو ما يتطلب إيلاءها المزيد من الاهتمام للنهوض بظروف عيشها وضمان نجاح أي استراتيجية للتنمية.كما جددوا الدعوة إلى تمكين إقليمالخنيفرة من الاستفادة من برنامج تنمية المناطق الجبلية الذي لم يشملها. وكانت مدينة خنيفرة قد عرفت مؤخرا، تدشين العديد من المشاريع التنموية السوسيو-اقتصادية، بمناسبة زيارة ميدانية لوزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بسيمة الحقاوي، حيث تم بالجماعة القروية مولاي بوعزة وضع الحجر الأساس لبناء دار الطالب بكلفة إجمالية بقيمة مليونين و530 ألف درهم وذلك في إطار شراكة بين الجماعة ووزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ووزارة التربية الوطنية وجمعية مبادرات للتنمية القروية (حاملة المشروع) وكذا المجلس الوطني لحقوق الإنسان من خلال تنظيم دورات تكوينية لفائدة أعضاء الجمعية والمستفيدين. ويهدف هذا المشروع الذي تمتد فترة إنجازه على مدى 12 شهرا إلى تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي وتحسين ظروف تعليم المستفيدين من خلال تمكينهم من الوسائل الضرورية ومراكز الاستقبال وعقلنة الموارد البشرية وتكريس مبدأ العمل التشاركي. وتتكون دار الطالب من مطبخ ومطعم ومرقدين وفضاء مخصص للأشخاص في وضعية إعاقة، ومستودع وقاعة وسائطية ومكاتب ومرافق صحية. وبالجماعة ذاتها، تم تدشين فضاء متعدد الوظائف مخصص للمرأة، تم إنجازه بكلفة بلغت 800 ألف درهم بتمويل من وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية (720 ألف درهم) وجمعية مبادرات للتنمية القروية (80 ألف درهم). ويضم المركز الذي تم إنجازه في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، مركزا للاستماع وحضانة وفضاء مخصص للتأطير والتكوين وكذا ورشات. ويتوخى إدماج النساء بالمنطقة في مسلسل التنمية وتحسين ظروف عيشهن من خلال تكوينهن في مجالات مختلفة (الطبخ، الخياطة، النسيج). كما يتم بالجماعة القروية سبت أيت رحو، إنجاز مشروع دار التلميذ (مدرسة جماعية)، في إطار شراكة بين الوزارة والجماعة وجمعية مبادرات ووزارة التربية الوطنية والتعاون الوطنية. و خلال لقاء تواصلي مع الفاعلين المحليين حول موضوع «المرأة القروية ودورها في التنمية»، بنفس المناسبة، أكدت الحقاوي، عزم الوزارة القضاء على ظاهرة تشغيل القاصرين والطفلات الخادمات خلال السنوات الأربع المقبلة، مضيفة أن المكان الطبيعي لهذه الفئة هو المدرسة. وأكدت على أن الوزارة لن تدخر جهدا لمحاربة هذه الظاهرة واتخاذ التدابير الملائمة لوضع حد لاستغلال الأطفال في أوساط العمل. وفي هذا اللقاء أشادت الحقاوي بالجهود التي يبذلها المجتمع المدني المحلي، وخاصة جمعية مبادرات، من أجل محاربة الهدر المدرسي ودعم تمدرس الفتاة القروية، مؤكدة استعداد الوزارة إلى دعم أي مبادرة ومشروع من هذا النوع والذي يكون ذا وقع مهم على الفئات المستهدفة. وبخصوص تنمية العالم القروي، أكد الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية يوسف بلقاسمي أنها تمر عبر النهوض بالمرأة، مضيفا، أن الوزارة واعية بالمشاكل والعراقيل التي تعترض تمدرس الفتاة القروية. واستعرض بلقاسمي في هذا اللقاء، التدابير المتخذة لحل هذه القضية خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا على ضرورة انخراط جميع الفاعلين والمتدخلين المعنيين من أجل تضافر الجهود في هذا المجال. وأكد عامل الإقليم محمد علي أوقسو، من جهته خلال نفس اللقاء، على أهمية هذه المشاريع وكذا وقعها على المستفيدين ودورها في مكافحة الهدر المدرسي وتعزيز التمدرس بالوسط القروي الذي يعد مؤشرا مهما للتنمية.