التأمت مؤخرا٬ في ختام فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان بني عمار زرهون بمكناس٬ جلسة أدبية احتفت بالشعر والزجل. وشارك في هذه السمر الشعري الذي نسق فقراته الروائي عبد العزيز الراشدي٬ كل من الشاعر والإعلامي إدريس علوش٬ والشعراء عبد اللطيف الوراري وعبد الهادي روضي ومحمد بلمو. وقدم هؤلاء الشعراء الشباب مجموعة من القراءات في الشعر والزجل تناولت تيمات "الحياة٬ الكون٬ الوجود والتآخي". فقصيدة "شرفة الأطلسي" التي قدمها الشاعر ادريس علوش تختزل٬ من خلال رؤية فلسفية للحياة والكون والوجود٬ سيرة الألم الإنساني على الأرض٬ فهي قصيدة مستمدة٬ حسب علوش٬ من روح تناقضات المرحلة والقلق الإنساني والوجودي. أما الشاعر عبد اللطيف الوراري٬ فقد اتخذ في قصيدة بعنوان "رواق"٬ من شخصية الحكيم عبد الرحمان المجدوب البؤرة التي تتناسل منها معاني القصيدة ودلالاتها لتقترب هذه القصيدة٬ حسب الشاعر٬ من شجرة الشعر المغربي كرمز للتآخي. والشاعر الوراري حصل سنة 2009 على جائزتين٬ الأولى عن ديوان "ترياق" والثانية جائزة الشارقة عن دراسة نقدية بعنوان "تحولات المعنى في الشعر العربي". وفي نص زجلي بعنوان "الصحبة ظلها وافي" لعبد الهادي روضي٬ وهو شاعر حاصل هو الآخر على جائزة (طنجة الشاعرة) سنة 2008 عن ديوان "بعيدا قليلا"٬ حاول هذا الشاعر تكريس العمق الإنساني و"تغريبه" على ما هو "براغماتي" وآني في ذات الوقت وذلك من خلال سرد تفاصيل قصة صداقة فاشلة. أما الشاعر محمد بلمو٬ فقد ساهم في إغناء هذا السمر الشعري بقصيدة بعنوان "حريك مضاد" من ديوان "حماقات السلمون" وهو عمل شعري أنجزه بشراكة مع الشاعر عبد العاطي جميل. وتجدر الإشارة إلى أن فقرات هذا المهرجان الذي نظم بدعم من وزارة الثقافة والمجلس البلدي لمدينة مولاي إدريس زرهون٬ ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة٬ تضمنت سهرة تراثية أحيتها جمعيتا "وليلي للتراث الأصيل"٬ و"الأنوار في مدح النبي المختار"٬ فضلا عن مسرحية "نحن أطفال" من تقديم جمعية مسرح أقواس للفنون (بركان)٬ ولوحة فنية لمسرح الميم بعنوان "الفنان". كما أقيم في إطار المهرجان الذي اختار شعار "قرا وكتب.. يتغذى العقل ويزهر القلب" عنوانا لدورة هذه السنة٬ كرنفال الحمير مع سباقات الحمير.