هل ستتمكن القناة الثانية من شد انتباه المشاهد المغربي؟ أيام قليلة باتت تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، الشهر الفضيل الذي يتخذ عبر لقائه بالقيم الثقافية المغربية شكل عيد يتجدد كل يوم لمدة شهر، فهو الشهر الذي تستعد لمقدمه الأسر من خلال إدخال العديد من الترتيبات الجديدة والتخلي عن العادات اليومية السيئة وترى ربات البيوت يتبارين في إعداد ما يلزم من حلويات و مأكولات تقليدية تتماشى والاحتفال بطقوس هذا الشهر المقدس، الذي تتاح فيه فرص اللقاء بالأهل والأحباب، تبادل الزيارات، وعقد جلسات السمر حول التلفزيون، وعندما نذكر التلفزيون نذكر قنواتنا الوطنية التي تحاول كل منها أيضا أن تخلق المفاجأة والاستثناء من خلال تهييء برمجة لائقة تتماشى وكل ما سلف. وفي هذا الباب كشفت القناة الثانية عن خريطة برامجها لشهر رمضان، ويتصدرها الجزء الثالث من سلسلة «كلنا جيران». إخراج هشام العسري وتشخيص كل من زينب السمايكي، محمد بسطاوي، زهيرة صديق، عزيز الحطاب، دنيا بوطازوت، عبد القادر السيكتور، منى فتو، خالد معدور، حسين إمام، بديعة الصنهاجي، حسن عليوي، ماجدولين الإدريسي. وحسب بلاغ للقناة الثانية جاء فيه أنه «بالنظر للنجاح الذي حالف هذه السلسلة في جزئها الثاني بعنوان «ديما جيران» خلال السنة الماضية، تضرب القناة موعدا للمشاهدين مع أحداث الجزء الثالث بعنوان «كلنا جيران»، لمتابعة سبر أعماق شخصيات هذه السلسلة واكتشاف باقي المناحي الخفية في حياتهم. يغلق بوشعيب مرأبه ليشد الرحال عائدا إلى فرنسا.. وفيما ستغادر ميمي المغرب بدورها أيضا، يقرر عبد الله التعاطي للسياسة، بينما تنفصل غيثة عن زوجها لتنخرط مع شريكة لها في إطلاق مشروع يجمعهما مع مصري يدعى «حكيم». أما «عبلة» فستتمكن أخيرا من الزواج من جزائري بعد طول انتظار.. سيعيش المشاهدون رفقة هؤلاء جميعا إذن، مواقف فريدة تتخللها بلورة طموحات جديدة وولوج مهن مغايرة تتيح لهم بأسلوب كوميدي، مقاربة مواضيع لها راهنيتها كالسكن الاجتماعي وعلاقات الشغل والانتخابات..، وغير ذلك مما لم يسبق التطرق له من قبل.» إضافة إلى لقطات كوميدية تجمع بين حسن الفذ والجزائري عبد القادر السكتور، يوميا خلال فترة الفطور، تحت عنوان «الديوانة» وهي عبارة عن سلسلة من الكبسولات الفكاهية القصيرة بحجم 10 دقائق لكل كبسولة، تطلعنا على عنصرين من رجال الجمارك، أحدهما مغربي(حسن الفذ) فيما الآخر جزائري(عبد القادر السيكتور)، يعيشان مواقف مثيرة للضحك..يستحيل تخيلها لكنها حافلة بالمعاني والدلالات. وأخيرا سلسلة «بنات لالة منانة» وهي كوميديا اجتماعية سيناريو محترف «طاكون»، وإخراج ياسين فنان، تشخيص كل من سامية أقريو، نورا الصقلي، السعدية أزكون، السعدية لديب، هند السعديدي، نادية العلمي. الحكاية مأخوذة عن مسرحية للشاعر الاسباني فيديريكو غارسيا لوركا تحكي قصة 6 نساء تحت سقف واحد.. كيف يمكنهن التعايش في ظل صراع الأجيال؟ «لالة منانة» في مواجهة بناتها: «بهية»، «رحيمو»، و»مرية»، بقيادة الصغيرة «شامة»، اللائي قررن الحسم مع الماضي والتخلص من استبداد الأم بالانصياع لطموحاتهن التي توزعت بين البحث عن زوج، وركوب رغبة الانعتاق والتحرر، والنزوع إلى توسيع هامش الحرية.. إلا أن الوافدة الجديدة، الحاجة صفية، ستخلخل لدى مجيئها موازين القوى لتعيد ترتيبها من جديد.. من جهة أخرى تتوالى المغامرات الشقية والمثيرة لشخصية «حديدان»، في الجزء الثاني من السلسلة التي اعد لها السيناريو فاطمة وإبراهيم بوبكدي»، ومن إخراج فاطمة بوبكدي تشخيص كمال كاظمي، سعاد الوزاني، عبد الصمد الغرفي، محمد باهزاد، محمد بنبراهيم. في هذا الجزء يتم اكتشاف حديدان في وضع جديد بعد هروبه إثر مطاردته من قبل ساكنة القرية المنصوب عليهم. أصبح «حديدان» رجلا غنيا محاطا بالخدم.. ما سر الثروة التي استطاع أن يراكمها من لاشيء؟ ومن أين له بلقب «سيدي بوشوكة»؟.. ولن تكتفي القناة الثانية بهذا القدر من المواد حيث ستتميز برمجتها بإعادة بث بعض الفقرات التي نالت حظا من النجاح خلال المواسم الماضية مثل سلسلة الحسين والصافية إخراج محمد عبد الرحمان التازي وتشخيص كل من رشيد الوالي، سامية أقرية، نورا الصقلي، فاطمة مستعد. ومسلسل العقبى ليك إخراج ياسين فنان، وتمثيل كل من سناء عكرود، أمل الأطرش، دنيا بوطازوت، طارق بوخاري، فاطمة الزهراء بناصر، عبد الله شيشا. مسلسل «المجذوب» سيناريو توفيق حماني، وإخراج فريدة بورقية وتشخيص كل من محمد مجد، صلاح الدين بنموسى، محمد بسطاوي، فاطمة وشاي، عبد السلام بوحسيني، عائشة ماه ماه، حنان الإبراهيمي، فريد الركراكي، عمر عزوزي، كمال كاظمي، محمد تسولي، هدى الريحاني، عمر لطفي،... كما ستقدم القناة ثلاثة مسلسلات تركية هي «جنان»، «ياقوت»، «غلطة حياتي». أما عن الأفلام التلفزيونية فقد تم إعداد باقة من العناوين وهي على التوالي: -»رحلة إلى طنجة» من تأليف إبراهيم هاني، وإخراج عبد الكريم الدرقاوي تشخيص كل من عبد الإله عاجل، عبد الحق الزروالي، زكي الهواري، حسن مضياف، نعيمة إلياس، أمين الناجي، سناء بحاج، صلاح بنصالح، جمال العبابسي، مصطفى ياسر. -»مبروك العيد» تأليف وإخراج زكية الطاهري وأحمد بوشعلة، تشخيص كل من عبده المسناوي، عزيز الحطاب، إيمان الرغاي، زهور السليماني، حاتم الصديقي، عبد الرحيم الصمدي، محمد حراكة، -«طبيب الفيلاج» تأليف وإخراج إسماعيل السعيدي، تشخيص كل من رضا الشبشوبي، جمال العبابسي -«أمواج من الشمال» سيناريو نزيه بحراوي، وإخراج جيلالي فرحاتي تشخيص كل من فريد الركراكي، بنعيسى الجراري، رشيد أمحجور، محمد اليونسي، سناء الركراكي، سمية أمغار، فؤاد الحناوي، حمزة جعباق. أما عن الأفلام السينمائية فقد تمت برمجة: -»نهار تزاد طفا الضو» إخراج محمد الكغاط، وتشخيص كل من رشيد الوالي، هدى الريحاني، نادية العلمي، عبد الكبير الركاكنة، حسن فلان، حنان الإبراهيمي، أسماء الخمليشي، طارق البخاري،.. -»مروكي في باريس»: تشخيص كل من سعيد الناصري، جون بيير كاستالدي، فرانسيس لالان، جوليان كوربي، جون ماري بيكار، دانييل إيفنو، محمد القيسي، لافوين، بودير، وغيرهم. - «الخطاف»: تشخيص كل من سعيد الناصري، عصام كاريكا، خليل صبحي، فضيلة بنموسى، سميرة الهواري، وغيرهم. - «أكادير بومباي»: إخراج مريم بكير، وتشخيص كل من إدريس الروخ ، سهام الطوزي، فاطمة تيحيحيت، نفيسة بنشهيدة، عبد اللطيف شوقي، عبد اللطيف عواطف، رشيدة أكرام، وغيرهم. إضافة إلى العديد من البرامج الدينية الاجتماعية والترفيهية وكل هذا سيتسنى للمشاهد المغربي متابعته والحكم عليه. فهل ستتمكن قناة عين السبع من كسب انتباه مشاهد مغربي ينتظر أمام شاشة تلفازه مرددا بيت الشاعر «عيد بأي حال عدت يا عيد»؟ باقي القنوات المغربية وحسب العديد من البلاغات الصادرة عنها تقول بأن باقة برامجها لهذا الشهر سوف تتوخى الجودة وهذا يمكن اعتباره خروجا عن العادات الرمضانية السابقة حيث تكون حصص الإشهار سيد الموقف، وحيث تسود البرامج المفبركة في الكوكوت مينوت دون منازع، ولهذا المواطن كامل الحق في طرح سؤاله السالف، انطلاقا من كونه مشاهدا لماحا ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهزاء بذوقه الذي يستحسن الجيد ويشجع الإنتاج الوطني على علاته الكثيرة أحيانا. المشاهد المغربي الذي يصر على تشجيع قنواته التلفزية الوطنية لكي لا يكون مضطرا للجوء إلى الفضائيات. وبصرف النظر عن الجدل الذي يثيره مشهدنا التلفزيوني من معضلات لا يتم التركيز عليها سوى هذا الشهر، خصوصا وان العائلات المغربية تعقد جلسات سمرها حول الصندوق العجيب الذي نتمنى أن يكون عجيبا هذه السنة ويحظى بالإعجاب، وان كان الأمر لن يخلو من نواقص حسب قول الشاعر « لكل شيء إذا ما تم نقصان»، فإننا قطعا لن نكون مع رأي المتطرفين أصحاب مقولة «رمضان بلا تلفاز... صيام بامتياز».