اعتبر المبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى إفريقيا ورئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف أن المجلس الوطني السوري المعارض "قوة حقيقية مستعدة للحوار السياسي". وأعرب ميخائيل مارغيلوف، في تصريح لوكالة أنباء "نوفوستي" الروسية نشرته أمس الأربعاء٬ عن اعتقاده بأن المجلس الوطني السوري المعارض٬ الذي يزور حاليا موسكو للتباحث مع المسئولين الروس، "مستعد للحوار السياسي". ووصف مارغيلوف الزيارة الحالية لوفد المعارضة السورية إلى موسكو ب"انطلاقة الحوار مع قوة حقيقية مستعدة من اليوم لبدء عملية تسوية النزاع السوري عن طريق الحوار السياسي"٬ مشيرا إلى أن المجلس الوطني السوري "المنظمة الأكثر نفوذا في المعارضة السورية، والتي تشمل عددا من القوى السياسية منها أنصار "إعلان دمشق" والإسلاميون والليبراليون٬ والأكراد والآشوريون٬ وشيوخ القبائل٬ والمسيحيون والمستقلون". وأبرز المسئول الروسي أن المباحثات بين المسئولين الروس ووفد المجلس الوطني السوري المعارض ستكون "بناءة ومفيدة للطرفين في اتجاه تقريب وجهات النظر والبحث عن الحلول الحقيقية للازمة السورية٬ التي طال أمدها وتستوجب حلولا عملية من أجل حماية الشعب السوري من العنف وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة" .وذكر مارغيلوف أن السلطات الروسية لم تكن تعترف بالمجلس الوطني السوري حتى اللحظة٬ مشيرا إلى أن المجلس السوري من جهته لم يكن متحمسا لبدء حوار مع موسكو حول الشأن السوري . وسجل مارغيلوف أن زيارة وفد المعارضة السورية لموسكو هي السادسة من نوعها التي يقوم بها معارضون سوريون لروسيا ٬ مضيفا أن "الوفود التي زارت موسكو من قبل شملت حقوقيين سوريين من الولاياتالمتحدة٬ وجماعة "إعلان دمشق"٬ وممثلين عن "الإخوان المسلمين"٬ ومعارضي الداخل والخارج٬ وممثلين عن "لجنة التنسيق الوطنية" و"الجبهة الشعبية من أجل التغيير والتحرير". وكان وفد المجلس الوطني السوري الذي حل بموسكو قد أكد في تصريحات، استعداد المعارضة السورية للمحادثات فقط حول الانتقال إلى نظام سياسي جديد في سورية٬ وفق اقتراحات جامعة الدول العربية٬ مستبعدين أي حوار مع بشار الأسد. دعت روسيا ٬على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف٬ أمس الأربعاء الحكومة والمعارضة السوريتين إلى "بدء حوار لتقرير مصير البلاد وتحديد مستقبله". وقال لافروف، خلال استقباله بموسكو وفد المجلس الوطني السوري برئاسة عبد الباسط سيدا ٬ إن موسكو "تدعو الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة إلى بدء حوار يتيح للسوريين فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم وتحديد مستقبل بلادهم" . وأضاف لافروف أن لقاء المسؤولين الروس الاثنين الماضي وأمس الأربعاء بوفدي المعارضة السورية يروم "معرفة وجهة نظر مختلف أطياف المعارضة السورية بخصوص الحوار الداخلي السوري والطرح السياسي لحل الأزمة السورية وإمكانية لم صفوف المعارضة السورية في الداخل والخارج لتوحيد جميع الجماعات المعارضة على برنامج يقوم على الحوار مع الحكومة٬ كما تنص على ذلك خطة المبعوث الأممي والعربي المشترك كوفي عنان". وكانت روسيا قد اقترحت أول أمس على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يقضي بتمديد مهمة بعثة المراقبين الأمميين في سورية لمدة ثلاثة أشهر أخرى٬ علما بأن تفويضها الحالي ينتهي يوم 20 يوليوز الجاري. ووزعت البعثة الروسية في الأممالمتحدة نص مشروع القرار الجديد على أعضاء مجلس الأمن٬ وجاء ذلك بعد أن أعلن كوفي عنان أول أمس في بغداد٬ أنه يأمل في أن يتخذ مجلس الأمن قرارا بتمديد مهمة المراقبين٬ في إطار تنفيذ اقتراحه بتحويل تركيز البعثة من مراقبة الالتزام بهدنة لا وجود لها إلى العمل على إيجاد حل سياسي للصراع. من جانبه٬ قال الكسندر بانكين النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة٬ في تصريح للصحفيين الروس أمس٬ إن موسكو تعتبر الأشهر الثلاثة الإضافية التي يتحدث عنها مشروع القرار الروسي فترة كافية٬ نظرا لوتيرة تطورات الأوضاع في سورية في الوقت الراهن. وأضاف أن روسيا لا تتوقع أن يثير مشروع القرار أية خلافات في صفوف أعضاء مجلس الأمن٬ مبرزا أن المشروع يرمي بالدرجة الأولى إلى دعم جهود كوفي عنان ودعم الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال مؤتمر مجموعة العمل بشأن سورية في جنيف يوم 30 يونيو الماضي.