الأسد: الحوار السياسي لن ينجح «بوجود مجموعات إرهابية مسلحة» أعلنت الأممالمتحدة أن كوفي عنان قدم «مقترحات عدة» إلى الرئيس بشار الأسد لإنهاء الأزمة في سوريا على أن يلتقيه مجددا الأحد، فيما أكد الأسد للموفد الدولي أن الحوار السياسي لن ينجح «بوجود مجموعات إرهابية مسلحة». وقدم عنان السبت مقترحات بشأن وقف العنف بين قوات الأمن والمعارضة في الثورة التي بدأت قبل عام ضد الأسد وحرية وصول الوكالات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين وبدء حوار سياسي. ونقل متحدث عن عنان قوله إن المحادثات كانت»صريحة وشاملة». ومن المقرر أن يلتقي عنان مع الأسد من جديد الأحد قبل مغادرة سوريا إلى قطر. ونقلت وكالة الأنباء العربية السورية عن الأسد حديثه لضيفه عن «استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده سوريا من أحداث». وأضاف الرئيس السوري بعد محادثات استغرقت نحو ساعتين مع عنان أن «أي حوار سياس أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد». وقتل الاف في سوريا منذ اندلاع انتفاضة شعبية قبل عام. وبينما كانت المحادثات بينهما دائرة كانت القوات السورية تهاجم مدينة ادلب في شمال غرب سوريا وهي احد معاقل التمرد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 من مقاتلي المعارضة وسبعة من قوات الجيش السوري وأربعة مدنيين قتلوا في ادلب. وقال المرصد أن 15 شخصا آخرين من بينهم ثلاثة جنود قتلوا في أعمال عنف في مناطق أخرى. وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف -الذي اجتمع مع عنان في وقت سابق يوم السبت في القاهرة قبل سفره إلى دمشق- الجامعة العربية أن بلاده «لا تحمي أي نظام» لكنها لا تعتقد أن اللائمة في الأزمة السورية يمكن أن احد الجانبين دون الآخر. ودعا لافروف إلى وقف لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لكن قطر والسعودية انتقدتا بشدة موقف موسكو. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يقود الدعوات المتشددة لعزل الأسد وتسليح المعارضة، أن وقف إطلاق النار لا يكفي. وقال انه يجب محاسبة قادة سوريا وإطلاق سراح المسجونين السياسيين. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن القصور في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة -حيث استخدمت روسيا والصين مرتين حق النقض «الفيتو» ضد قرار يتعلق بسوريا- هو الذي أدى إلى استمرار أعمال القتل. وأضاف أن موقفهما أعطى النظام السوري رخصة للاستمرار في ممارساته العنيفة ضد الشعب السوري. وأدت الخلافات الدولية إلى تعطيل المجتمع الدولي عن اتخاذ قرار بشأن سوريا مع معارضة روسيا والصين للدعوات العربية والغربية للأسد للتنحي. وورث الأسد الحكم عن ابيه قبل حوالي 12 عاما. وأبلغ لافروف وزراء خارجية الجامعة العربية خلال الاجتماع إن مشروع قرار جديدا في مجلس الأمن أمامه «فرصة» لإقراره إذا لم تدفعه رغبة إلى ضمان سيطرة المعارضين المسلحين على الشوارع في سوريا. وقدمت الولاياتالمتحدة مشروع قرار جديدا لكن وزارة الخارجية الأمريكية قالت يوم الجمعة أنها ليست متفائلة بإمكانية موافقة المجلس عليه. وقالت فرنسا إنها ستعارض أي إجراء يساوي في المسؤولية عن إراقة الدماء بين الحكومة السورية وخصومها. وعلى الرغم من خلافاتهما اتفق لافروف ووزراء الخارجية العرب على الحاجة إلى وقف العنف في سوريا. كما دعا الجانبان إلى مراقبة محايدة للإحداث في سوريا ومعارضة أي تدخل أجنبي وضرورة توصيل المساعدات الإنسانية ودعم مهمة عنان. ودعا عنان الذي التقى لاحقا بحسن عبد العظيم المعارض القديم للأسد إلى حل سياسي للازمة لكن كثيرين من قادة المعارضة يقولون إن وقت الحوار قد مضى. وقال عبد العظيم بعد الاجتماع أن العنف يجب أن يتوقف ويجب الإفراج عن كل المحتجزين من اجل التفاوض بشأن فترة انتقالية. وقال انه في ضوء العنف والقتل والاعتقالات والتهديدات لن يكون هناك أي حل للازمة. وتقدر الأممالمتحدة أن قوات الأمن السورية قتلت ما يزيد عن 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة للأسد قبل عام. وقالت الحكومة في ديسمبر إن «إرهابيين مسلحين» قتلوا ما يزيد عن ألفين من أفراد الجيش والشرطة. وقال دبلوماسي روسي إن الأسد يحارب «إرهابيين» مدعومين من تنظيم القاعدة من بينهم ما لا يقل عن 15 ألف مقاتل أجنبي سيسيطرون على المدن إذا انسحبت القوات الحكومية. وتنفي المعارضة السورية أي دور للقاعدة في الانتفاضة لكن يوجد إسلاميون بين المعارضين الذين حملوا السلاح ضد الأسد تحت لواء الجيش السوري الحر. وتجتمع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي لافروف في نيويورك يوم الاثنين على هامش اجتماع وزاري خاص لمجلس الأمن بشأن الانتفاضات العربية من المرجح أن تكون سوريا موضوعا رئيسيا فيه. وقال دبلوماسيون عرب إن سوريا بدأت عملية استباقية بسحب سفرائها من أوروبا بسبب خوفها من قيام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بطردهم.