وزراء الخارجية العرب يجتمعون للضغط على سوريا لوقف العنف عقد وزراء الخارجية العرب بعد ظهر الأربعاء في القاهرة اجتماعا استثنائيا لمواصلة الضغط على دمشق من اجل حملها على قبول خطة عربية لوقف العنف وإيجاد حل سياسي للازمة في سوريا. وأعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية مساء الثلاثاء أن النظام السوري توصل لاتفاق مع الجامعة العربية حول مبادرتها لإنهاء العنف في سوريا، غير أن الجامعة العربية أكدت أنها لم تتلق أي رد رسمي من دمشق على المبادرة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) انه تم «الاتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في سوريا والإعلان الرسمي عن ذلك في مقر الجامعة العربية غدا (الأربعاء) في القاهرة». وكانت الجامعة العربية تنتظر من سوريا ردا رسميا الثلاثاء على مبادرة لإنهاء أكثر من سبعة أشهر من إراقة الدماء أسفرت بحسب الأممالمتحدة عن مقتل أكثر من ثلاثة ألاف شخص، غالبيتهم من المدنيين، في أعمال قمع يمارسها نظام بشار الأسد. إلا أن نائب الأمين العام للجامعة احمد بن حلي نفي أن تكون الجامعة تسلمت ردا رسميا من دمشق وتوقع أن يتم إبلاغها به خلال اجتماع الوزراء العرب. وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية التي يترأسها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم سلمت وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخطة العربية لإنهاء الأزمة الأحد في الدوحة. وكشف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الخطة العربية لسوريا تتضمن سحب الآليات العسكرية من المدن والأحياء السكنية ووقف العنف فورا وبدء حوار في القاهرة بين النظام وكل مكونات المعارضة. وقال العربي إن الخطة تنص على «سحب الآليات العسكرية ووقف العنف فورا حتى نعطي مصداقية ورسالة تطمين للشارع السوري» وعلى «بدء عمليات الحوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرة». وترفض دمشق حتى الآن أي حوار سياسي خارج أراضيها بينما تصر المعارضة السورية على إلا يتم هذا الحوار داخل سوريا كما ترفض الاعتراف بان التظاهرات التي تشهدها البلاد هي حركة احتجاج شعبية وتعزوها إلى «عصابات إرهابية». ويشكك دبلوماسيون عرب في أن يتعامل الرئيس السوري بشكل جدي مع الخطة العربية. ويؤكد الدبلوماسيون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن «الأسد مازال يأمل في الإفلات من خلال الحل الأمني خصوصا انه يدرك أن وضع سوريا مختلف كليا من الناحية الجيوستراتيجية عن وضع ليبيا». ويضيف هؤلاء الدبلوماسيون أن الأسد «على قناعة بان قطاعات مهمة في المجتمع السوري ما زالت تؤيد النظام ويدلل على ذلك بأنه ليست هناك حركة احتجاجية في اكبر مدينتين سوريتين، دمشق وحلب». ويقولون أن الأسد «ربما يعطي إجابة من نوع نعم ولكن في إطار سعيه إلى المناورة وكسب الوقت». ويتعرض الرئيس السوري بشار الأسد لضغوط دولية وعربية متزايدة لإنهاء العنف وتطبيق إصلاحات سياسية واسعة تلبي تطلعات المحتجين الذين يتظاهرون بصورة شبه يومية منذ منتصف مارس. وتعليقا على الخطة العربية، قال البيت الأبيض مساء الثلاثاء انه يرحب بكل مبادرة تنهي أعمال العنف في سوريا، مجددا في الوقت نفسه دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «اطلعنا على المعلومات» الواردة من دمشق بخصوص توصلها لاتفاق مع الجامعة العربية، مضيفا «ولكن نحن غير قادرين على التحقق منها في الحال». وأضاف في مؤتمره الصحافي اليومي «نرحب بكل جهد يبذله المجتمع الدولي لإقناع نظام الأسد بوقف أعمال العنف التي يرتكبها بحق شعبه، بحق السوريين». وتابع «نحن ما زلنا نعتقد أن الأسد فقد شرعيته وعليه مغادرة السلطة». وبدا وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي متفائلا أيضا. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة للإمارات معارضة موسكو لأي تدخل عسكري في سوريا على غرار ما جرى في ليبيا. وقال لافروف في أبوظبي «إن كان الأمر يتوقف علينا، فإنني لا اعتقد أننا سنسمح بتكرار شيء من هذا القبيل مرة أخرى». وتبنى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الموقف نفسه، وقال «لا اعتقد أن هناك إي طرف يرغب في تدويل هذه المسألة. نحن العرب على الأقل لا نبغي ذلك». كما قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الثلاثاء أن اجتماع الدوحة بين اللجنة الوزارية العربية ووليد المعلم كان «جيدا». وقال مدلسي انه «يأمل في أن يتأكد في القاهرة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة خلال اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية مع السوريين» كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية. إلى ذلك، احتشد آلاف السوريين أمس الثلاثاء في دير الزور (شرق) لدعم نظام الأسد. وبثّ التلفزيون الرسمي صورًا لآلاف السوريين يلوّحون بأعلام وصور للرئيس الأسد ويهتفون «الله سوريا بشار وبس». في المقابل، أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على تظاهرة معارضة للنظام في دير الزور، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي ريف حمص، أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق تظاهرة طالبية في الحولة، رغم انتشار عسكري كثيف في هذه المنطقة الواقعة في وسط سوريا، كما قال المصدر نفسه. وفي محافظة درعا، قامت قوات الأمن بحملة دهم، واعتقلت عشرات الأشخاص في مدن وقرى هذه المنطقة في جنوب البلاد، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات، كما ذكرت المنظمة غير الحكومية. وفي شمال غرب سوريا، اعتقلت القوات العسكرية والأمنية 60 تلميذًا كانوا يتظاهرون في ملعب مدرستهم في كفرنبل في محافظة إدلب.