الوزير الأول المالي يدعو المغرب إلى مساعدة بلاده على استعادة وحدته دعا ستة رؤساء دول في غرب إفريقيا عقدوا قمة في واغادوغو٬ أول أمس السبت٬ إلى تشكيل "حكومة وحدة وطنية" في مالي تحمل "خارطة طريق لمعالجة الأزمة" في هذا البلد قبل 31 يوليوز.ودعا الرؤساء الستة في بيان صدر في ختام القمة "الأطراف المعنية في مالي٬ بمن فيهم الطبقة السياسية والمجتمع المدني" إلى "إجراء مشاورات وإبلاغ رئيس الجمهورية بالوكالة باقتراحات بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل 31 يوليوز الجاري تكلف بتطبيق خارطة طريق لمعالجة الأزمة". يذكر أن القمة التي عقدت في عاصمة بوركينا فاسو عرفت مشاركة رئيس بوركينا فاسو بليز كامباوري٬ وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا٬ ورؤساء ساحل العاج وتوغو وبنين والنيجر ونيجيريا مع ممثلين للأطراف الماليين .ودعا الرؤساء "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى دعم" حكومة باماكو بهدف "تنظيم عودة (تراوري) الى مالي وضمان حمايته وسلامته الجسدية"٬ مطالبين بملاحقة من اعتدوا عليه.ويتلقى الرئيس المالي العلاج في باريس اثر تعرضه لاعتداء في نهاية مايو الماضي على أيدي متظاهرين غاضبين. من جهة أخرى٬ طلب الرؤساء الأفارقة "من المحكمة الجنائية الدولية أن تجري التحقيقات الضرورية لتحديد هوية مرتكبي جرائم الحرب وملاحقتهم" في شمال مالي الذي تسيطر عليه منذ أكثر من ثلاثة أشهر جماعات إسلامية مسلحة.كما وجهت القمة "نداء ملحا إلى كل الأطراف المعنية بالأزمة المالية لوقف الأعمال العسكرية بشكل كامل قبل حلول شهر رمضان". وحض القادة الأفارقة الرئيس المالي على "تقديم طلب إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا والأمم المتحدة بهدف نشر قوة للمجموعة الإفريقية دعما للجيش المالي في الدفاع عن التراب الوطني". وعلى مستوى آخر،دعا الوزير الأول المالي الشيخ موديبو ديارا٬ الجمع الماضي٬ المغرب إلى استعمال رأسماله من الثقة التي يحظى بها على الساحة الدولية لمساعدة بلاده على استعادة وحدتها وسيادتها عبر "كافة الوسائل الممكنة ".وقال الشيخ ديارا٬ في تصريح للصحافة عقب مباحثات أجراها بالرباط مع رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران٬ "جئت لأطلب من المغرب٬ ملكا وحكومة وشعبا٬ استخدام الثقة التي يحظى بها على الساحة الدولية لمساعدة مالي على استعادة وحدة أراضيها وسيادتها بكافة الوسائل الممكنة٬ وخصوصا من خلال القنوات الدبلوماسية". وأكد الوزير الأول المالي أن زيارته للمملكة تهدف بالخصوص إلى إطلاع المسؤولين المغاربة على مستجدات الوضع في بلاده٬ موضحا أن "ما يجري في مالي لا يهم بلادي وحدها٬ بل يهم إفريقيا بأكملها ولاسيما دول المنطقة". وقال "أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بتشكراتي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ومن خلاله للشعب المغربي٬ على التضامن وبصفة خاصة السرعة التي تجاوب بها هذا البلد الشقيق والصديق مع النداء" الذي أطلقته مالي لمساعدتها على استعادة وحدة أراضيها٬ مضيفا أن المملكة كانت أول دولة استجابت لهذا النداء. وحضر مباحثات الوزير الأول المالي مع نظيره المغربي عدد من أعضاء الحكومة. ورافق الشيخ موديبو ديارا٬ في زيارته للمغرب٬ وزير الخارجية ساديو لامين سو٬ ووزير الاتصال حمادون توري.وصرح الشيخ موديبو ديارا للصحافة٬ لدى وصوله إلى مطار الرباطسلا ٬ بأن زيارته للمغرب تعد فرصة للتشاور وتبادل الآراء مع المسؤولين المغاربة بشأن آخر التطورات في بلاده.وكان المغرب قد أشاد باعتماد مجلس الأمن أمس الخميس الماضي لقرار حول الوضع في مالي يدعو دول الساحل والمغرب العربي إلى تكثيف تعاونها لمحاربة أنشطة تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) والمجموعات المرتبطة به.