احضتنت مدينة ليل الفرنسية، من 21 إلى 24 يونيو الجاري، الدورة الأولى لمهرجان "وجدة باي ليليلو"، وهي تظاهرة كبرى تخصص للاحتفال بتوأمتها مدينة وجدة. تخللت هذا المهرجان على مدى أربعة أيام من الاحتفالات بالزمن المغربي، حفلات موسيقية ومعارض وعرض أفلام ومناقشات وقراءات وفقرات تنشيطية أتاحت الاطلاع أكثر على مختلف الثقافات واكتشاف وإعادة اكتشاف العلاقات التي تجمع مدينتي ليل ووجدة منذ 2005. وأكدت مارتين أوبري عمدة مدينة ليل ورئيسة الجماعة الحضرية لهذه المدينة، خلال تقديم هذه التظاهرة، أن الهدف يكمن في "إرساء تعاون دائم مبني على العلاقات الإنسانية". وأضافت أن "بين وجدة وليل، علاقات وطيدة منذ زمن بعيد. ومصير كثير من النساء والرجال في هاتين المنطقتين متقاطع. وأن التاريخ والاقتصاد الصناعي قربا الساكنة والثقافات"، مشيرة إلى أن توقيع شراكة رسمية سنة 2005 بين المدينتين جاءت لتعزيز هذه العلاقات. وعاشت المدينة الفرنسية على مدى أربعة أيام على إيقاعات مدينة وجدة والثقافة المغربية التي تم إبرازها في حوالي 12 مكانا في عاصمة شمال باس دو كاليس. وتضمن برنامج هذه التظاهرة بالخصوص محاضرات وموائد مستديرة حول "التعاون اللامركزي مع المغرب"، بمشاركة وفد هام يتألف من منتخبين ومسؤولين مؤسساتيين بالجهة الشرقية. كما تضمن البرنامج موائد مستديرة أخرى تناولت مواضيع حول "تداول الأعمال الفنية وتنقل الفنانين في البحر المتوسط" و"المرأة في مجتمعنا الفرنسي والمغربي" و"مدينة وجدة عند تقاطع الحدود" و"جغرافيا وتاريخ المنطقة الشرقية". كما تم بنفس المناسبة عرض العديد من أعمال الفنانين المغاربة والفرنسيين وروبورتاج للصور، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة التي أنتجتها جمعية "تيويزي 59" ومهرجان آسني نوورغ والمهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي بأكادير الذي سلط الضوء على نظرة عشرة مخرجين شباب أمازيغي لمغرب اليوم. ومن بين اللحظات البارزة في هذه التظاهرة الأمسية الافتتاحية التي أقيمت على إيقاع الحفل الموسيقي بالمغرب وكذا حفلات موسيقية مجانية نشطتها مجموعة "زانغا زانغا" ومجموعة الراي لرشيد قاسمي والفنان الأمازيغي رشيد أمازيغ. وخصص حفل "ليل- وجدة موسيقى هال" الذي نشطته مجموعة "طراب ميد" لليل وخمسة فنانين من وجدة تحت الإدارة الفنية لكمال الميموني، لتكريم المغنيين الشعبيين العسري والشعبي، وكذا تقديم عرض مشترك لموسيقيين من أصول مختلفة وحساسيات متنوعة. وكان أيضا الطرب الغرناطي حاضرا في هذه التظاهرة من خلال باقات من هذا النوع من الموسيقى التقليدية التي تجسد رمز المنطقة الشرقية والتي يعود تاريخه إلى القرون الماضية للمسلمين بالأندلس. وصدحت إيقاعات ونغمات الموسيقى الشرقية، قبل وخلال الاحتفالات، في أسواق وشوارع ليل من خلال نجوم ركادة - العرفة ، الذين يشكلون استمرارية للرقص والموسيقى التقليدية ركادة ولعلاوي. وكانت لعبة "الروندا" الشعبية المغربية حاضرة في هذه التظاهرة بتنظيم بطولة في هذا المجال، بالإضافة إلى إقامة فضاء خاص للأطفال والحكايات والموسيقى وورشات للرقص والفن التشكيلي. وبمناسبة هذا المهرجان، سيقام من 24 يونيو إلى غاية فاتح يوليوز المقبل معرض للصناعة التقليدية المغربية تنظمه وزارة الصناعة التقليدية ودار الصانع بالمغرب، ويتضمن على الخصوص مجموعة من المنتجات الأنيقة والسيراميك والمنسوجات والمصنوعات الفضية التي أبدعتها أيادي ماهرة مغربية. ويعد مهرجان "وجدة باي ليليلو" ثمرة تعاون غير مسبوق بين عدد من المشاركين في "أرضية" وجدة - ليل ، ودار فولي وزيم والعلاقات الدولية لمدينة ليل وجمعية الثقافة والجماعة الحضرية لوجدة والمجلس الجهوي لوجدة ووكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية ومنطقة شمال باس - دو- كاليس والمعهد الفرنسي للشرق والمعهد الفرنسي.