العثماني يعتبر سبتة ومليلية «قضية دولة» يحتاج حلها إلى حوار سياسي جدد وزير الشؤون الخارجية الإسباني دعم بلاده لجهود الأممالمتحدة للتوصل إلى حل سياسي ودائم متوافق عليه من جميع الأطراف للنزاع في الصحراء، مشيرا إلى أن إسبانيا بصدد تقييم موقف المغرب القاضي بسحب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام، كريستوفر روس، قبل موقفها النهائي. في الوقت الذي أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي أن استراتيجية الحكومة بخصوص قضية سبتة ومليلية المحتلتين تنبني على فتح حوار سياسي مع إسبانيا حول مستقبل المدينتين. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، إن موقف الحكومة الحالية بخصوص قضية سبتة ومليلية لا يختلف عن موقف الحكومات المتعاقبة في المغرب، لأنه موقف الدولة المغربية ولن يغيره تغير الحكومات، مبرزا أن استراتيجية الحكومة الحالية ترتكز على فتح حوار سياسي مع الطرف الإسباني حول قضية الثغرين المغربيين المحتلين. وأعلن سعد الدين العثماني، خلال الندوة الصحفية المشتركة التي عقدها مع نظيره الإسباني أمس الأول بالرباط، الذي يقوم بأول زيارة عمل له منذ توليه منصب رئيس الدبلوماسية في بلده، إن إسبانيا وعدت بإيجاد حل لقضية الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم بإسبانيا، مشيرا إلى أن عددا من الجامعات الإسبانية تعهدت بالتعامل معهم بنفس التعامل الذي تنهجه مع الطلبة الإسبان، وفق ما تنص عليه الاتفاقية التي تربط البلدين بهذا الخصوص. ووصف العثماني العلاقات المغربية الإسبانية ب «التاريخية والمتميزة»، مشيرا إلى أن هذه العلاقات عرفت تطورا مهما في الفترة الأخيرة، من خلال الزيارات المتبادلة بين الطرفين على أعلى مستوى، والتي كان أبرزها تبادل الزيارات بين رئيسي حكومة البلدين. وأوضح العثماني أن تطور هذه العلاقات يبين الاهتمام الكبير لكلا البلدين بهدف تعزيز وتقوية علاقاتهما المشتركة. وقال رئيس الدبلوماسية الإسبانية، خوصي مانويل غارسيا ماركايو، إن بلاده تعرف أن قضية الصحراء «قضية مصيرية» بالنسبة للمغرب، مجددا دعم بلاده لجهود الأممالمتحدة لإيجاد تسوية سياسية للنزاع في المنطقة، في احترام لقرارات المنتظم الدولي. وأعرب ماركايو عن تفاؤله بخصوص استئناف المفاوضات بين الأطراف لإيجاد حل نهائي متوافق عليه من جميع الأطراف لإنهاء النزاع الذي طال أمده. وأكد أن إسبانيا بصدد دراسة وتقييم موقف المغرب القاضي بسحب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام، كريستوفر روس، قبل اتخاذ الموقف النهائي بهذا الخصوص، بعد أن أحيط علما بوحهة نظر الطرف المغربي. ورحب وزير الخارجية الإسباني بمستوى العلاقات بين الرباط ومدريد، مشيرا إلى أن زيارته للمغرب ولقاءه مع نظيره المغربي شكلا مناسبة للتباحث حول العديد من القضايا المشتركة، وخصوصا ما يتعلق بمحاربة الهجرة السرية والاتجار في المخدرات، وقضايا المغاربة المقيمين بإسبانيا الذين يبلغ عددهم ما يزيد عن مليون مغربي، فضلا عن آفاق تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من خلال تعزيز الاستثمارات بينهما، باعتبار أن إسبانيا تعد الشريك الاقتصادي الأول للمغرب. وثمن خوصي مانويل غارسيا ماركايو الإصلاحات التي عرفها المغرب في السنة الأخيرة، والتي جعلت منه مثالا للاستقرار في المنطقة، ونموذجا يحتدى به في مجال ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان.