ما زال أهل مدينة القدس ومؤسساتها بانتظار الدعم المالي الذي قررته القمة العربية التي انعقدت الشهر الماضي في مدينة سرت الليبية. وفيما أكد البيان الختامي للقمة العربية بأنه تقرر دعم القدس ب 500 مليون دولار لتعزيز صمود أهلها في ظل المخططات الإسرائيلية المتواصلة لتهويد المدينة، ما زال تجار البلدة القديمة بانتظار وصول الدعم المالي وما زالت المؤسسات الطبية والشبابية بانتظار ذلك الدعم الذي سمعوا عنه ولكنه لم يصل بعد، وما زال أصحاب المنازل المهددة بالهدم بانتظار ذلك العون العربي، وما زال المشردون من بيوتاتهم التي استولى عليها المستوطنون بانتظار من يؤمن لهم منازل يعيشون بها. وأوضح التاجر موسى معتوق صاحب محل تجاري بالبلدة القديمة من القدس ل "بيان اليوم" بأنهم غير متفائلين بذلك الدعم العربي الذي لم يصل وبعد،وقال "والله نحن نسمع عن الدعم العربي منذ عام 1948عندما شرد الشعب الفلسطيني من وطنه وتم الإعلان عن إقامة إسرائيل ولم نلمس ذلك الدعم إلا في الكلام والوعود"، مستبعدا أن تصل أموال الدعم العربي التي تقررت في القمة العربية الأخيرة بليبيا. ومن جهته أكد محمود عبيدات صاحب منزل مهدد بالهدم من الإسرائيليين في القدس بأن هناك وعودا قدمت له بأنه في حال وصول الدعم العربي سيتم تكليف محام للدفاع عن تشييد منزله الذي قررت بلدية الاحتلال الإسرائيلي هدمه بذريعة عدم الترخيص. وأوضح عبيدات بان إسرائيل ترفض في معظم الحالات إعطاء تراخيص للبناء للفلسطينيين وعندما توافق تطلب مبالغ باهظة كرسوم ترخيص. وأوضحت جهات فلسطينية رسمية بالقدس بان الحصول على رخصة بناء في القدس شبه مستحيلة، في حين أوضح احمد الرويضي رئيس وحدة القدس في مؤسسة الرئاسة الفلسطينية الجمعة ل "بيان اليوم" بان قطاع الإسكان في القدس يحتاج لحوالي 30 مليون دولار سواء من اجل تكليف جهات قانونية بالدفاع عن المنازل المهددة بالهدم أو لمساعدة المواطنين لإعداد المخططات المطلوبة من اجل الحصول على رخصة بناء. وفيما أكد الدكتور غسان الخطيب مدير مكتب الإعلام للحكومة الفلسطينية الجمعة ل "بيان اليوم" بان السلطة لم تستلم لغاية الآن أية أموال من التي تقررت في القمة العربية دعما لمدينة القدس، وقال الرويضي "لم يصل من تلك الاموال اي شيئ لغاية الآن"· وكانت القمة العربية التي انعقدت الشهر الماضي في مدينة سرت الليبية قررت تقديم 500 مليون دولار دعما للقدس التي تتعرض لتهويد واستهداف اسرائيلي متواصل. وأوضح الرويضي بان تلك الأموال التي خصصتها القمة العربية الأخيرة للقدس من المقرر أن يتم تحويلها إلى بنك التنمية الإسلامي ومن ثم تحويلها لصناديق التنمية العربية، مشيرا إلى أن صناديق التنمية خلال اجتماع لها الأسبوع الماضي في عمان أكدت للجانب الفلسطيني أنها لم تتسلم أي دولار من تلك الأموال لغاية الآن. وأضاف الرويضي قائلا "كل تلك الأموال ما زالت في الإطار الشفهي"، مشيرا إلى أنها ما زالت حبرا على ورق، وقال "حتى هذه اللحظة لم يصل منها اي شيء"· واكد الرويضي بان صناديق التنمية العربية التي تتلقى الأموال من بنك التنمية الإسلامي كمركز لعمل تلك الصناديق أبلغت الجانب الفلسطيني بان أموال الدعم العربي لم تحول لها، وقال الرويضي "حسبما بلغنا فانه لم يتم تحويل أي مبلغ من المبالغ التي خصصت لدعم القدس في القمة العربية حتى هذه اللحظة"· وأشار الرويضي الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكل لجنة فلسطينية لاستقبال الدعم المالي العربي برئاسة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وعضوية احمد قريع عضو اللجنة التنفيذية ومحمد اشتية كمحافظ لبنك التنمية الإسلامي عن الطرف الفلسطيني، إضافة لعضوية محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني وعثمان أبو غربية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلا أن تلك اللجنة لم يصلها أية أموال من الأموال التي أقرت في القمة العربية لدعم القدس. وأضاف الرويضي قائلا "حسب علمي وحسب منصبي كرئيس لوحدة القدس في مؤسسة الرئاسة الفلسطينية لم يصل لغاية اللحظة اية اموال"· وشدد الرويضي على حاجة القدس وأهاليها لدعم عربي عاجل وجدي لمواجهة المخططات الإسرائيلية، معربا عن خشيته من أن تبقي أموال دعم القدس حبرا على ورق، أو أن تعرقل التعقيدات الإدارية وصول تلك الأموال لمؤسسات القدس وأهالي المدينة، مشيرا إلى ضرورة وصول بعض الأموال على وجه السرعة من اجل تأمين سكن للذين تم تشريدهم من بيوتهم والاستيلاء عليها من قبل المستوطنين أو الذين صدرت ضد منازلهم قرارات هدم ولا يملكون المال للتوجه للقضاء لإلغاء تلك القرارات، إضافة إلى بعض المؤسسات وخاصة الشبابية والنسائية والطبية التي يتهددها الإغلاق نتيجة نقص السيولة المالية لتعزيز صمودها في ظل عدم وجود جهات مانحة دولية لها. وكان مسئول عربي أعلن مؤخرا بان هناك اجتماعا سيعقد قريبا لتقسيم ال 500 مليون دولار التي أقرتها القمة العربية الأخيرة لدعم القدس على جميع الدول العربية بالتناسب مع مساهماتها في موازنة الجامعة. وقال المسؤول "إن هناك اجتماعا سيعقد قريبا لتقسيم المبلغ على جميع الدول العربية بالتناسب مع مساهماتها في موازنة الجامعة"· وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، أن هناك نحو سبع دول لا تدفع حصتها في التبرعات للقدس أو للسلطة الفلسطينية، وهي جيبوتي والصومال وموريتانيا والسودان وجزر القمر والعراق ولبنان واليمن بسبب ظروفها الاقتصادية السيئة. وحسب المسؤول فإن التزامات هذه الدول من ال500 مليون دولار تبلغ نحو 90 مليوناً، وستوزع على دول عربية أخرى، مشيرا إلى أن "غالبية الدول العربية لا تسدد حصصها في ما تقرره القمم العربية بشأن فلسطين، مذكرا بأن "قمة الدوحة قررت 330 مليون دولار لدعم موازنة السلطة الفلسطينية لم يسدد منها سوى نحو 19 مليون دولار دفعتها السعودية ومصر والأردن، فيما لم تسدد بقية الدول التزاماتها.