مزج الإيقاعات حوار إبداعي ثقافي مثمر تتواصل بالرباط فعاليات الدورة ال 17 لمهرجان شالة لموسيقى الجاز، المهرجان الذي تنظمه بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب، بالتعاون مع السفارات والمراكز الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبالشراكة مع وزارة الثقافة المغربية وولاية الرباطسلا، وعلى هامش الحفلات الموسيقية التي تقدم على خشبة المسرح في شالة، ينتقل المهرجان للجمهور الذي لا يمكنه الحضور إليه. ولا يعتبر هذا العام استثناءا، حيث يستضيف مستشفى الرازي للأمراض العقلية في سلا هذا المهرجان الموسيقي الذين يقدم عروضا أمام مرضى هذه المؤسسة. وسوف تقدم الفرقة البلجيكية «سلانغ»، والثنائي رامي، وأنطوان مورينو حفلا موسيقيا يومه السبت 16 يونيو على الساعة الثانية بعد الزوال. و«سلانغ» فرقة بلجيكية ثلاثية توجه تعتبر (أنها فرقة تستعمل كثيرا من «الروك» بالنسبة لموسيقى الجاز، وتستعمل كثيرا من موسيقى الجاز بالنسبة لموسيقى الروك». وسوف يرافق الفرقة ياسر رامي، وهو شاب مغربي موهوب في عزف العود، وأنطوان مورينو على آلة الطبل. وستكون هذه الحفلة بمثابة طبعة جديدة مرتجلة تجمع هؤلاء الموسيقيين ليلة من قبل على خشبة مسرح شالة. وسوف ينتقل الموسيقيون لأداء عروضهم في مستشفى الأمراض العقلية من أجل تبادل الموسيقى والاحتكاك بالجمهور. ووفقا لمجيد بقاس، المدير الفني للمهرجان، فإن «خارج المهرجان» يعتبر فريدا من نوعه. فهو يمنح لحظات من الانفعالات العارمة، والعلاقات الحميمة بين الجمهور الذي لم يتمكن من حضور الحفلات الموسيقية في شالة، والموسيقيين الذين يروجون لقيم المشاطرة. مضيفا في تصريح لبيان اليوم أن المهرجان بعد 17 دورة ظل وفيا لفلسفته التي تروم خلق تقارب وحوار أداته الموسيقى بين المغرب والشعوب الأوروبية، ودعم أواصر الصداقة، بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وأضاف المدير الفني للمهرجان أن الدورة الحالية تختزن العديد من المفاجآت لجمهور المهرجان وذلك من خلال إعطاء الفرصة للشباب لتقديم ما في جعبته وإتاحة الفرصة أمامه لعقد لقاءات مع عازفي الجاز الأوروبيين من خلال حفلات المزج والإقامات التي كان مهرجان شالة سباقا إليها. مجيد بقاس الذي عبر عن سروره للمستوى الذي بلغه مهرجان الجاز شالة، سنة بعد أخرى مؤكدا أن المهرجان قد حاز مكانته ضمن أجندة المهرجانات التي تقام بالمغرب وهو يتكامل ويتقاطع معها في العديد من النقط. فمهرجان «شالة جاز» يركز على اللقاءات التي تجمع بين الفنانين الأوروبيين والمغاربة. وعلى مر السنين، أصبح من بين المهرجانات الحيوية في المغرب ورمزا بالغ الأهمية للشراكة بيننا وبين الاتحاد الأوروبي. هذا، وقد تميزت هذه الدورة٬ بحضور متألق لفرقة رباب فوزيون كارتيت٬ التي نقلت الجمهور الحاضر إلى قلب الثقافة الأمازيغية٬ حيث تألقت في مزج ألحان من الموروث الموسيقي المغربي في قالب إيقاعي عصري. وقد رأت هذه المجموعة النور في أكادير سنة 2008 ووجدت نفسها أمام تحدي إعادة الاعتبار لآلة (الرباب) الأسطورية٬ التي ما فتئت تفرض حضورها فوق الخشبات الوطنية والدولية٬ واستطاعت أن تبلور هوية موسيقية أصيلة وسلسة بتركيبات حية٬ لتسجل بذلك حضورها إلى جانب مختلف الثقافات الأخرى٬ مما جعل تجربتها مغامرة ناجحة بكل المقاييس على اعتبار أن الأغنية الأمازيغية٬ بلمسة الجاز٬ أثبتت تألقها وتميزها. ويعتبر أفراد هذه المجموعة أنفسهم بمثابة جسر بين عصرين وبين حاملي مشعل الموروث الموسيقي في حوض سوس٬ ويتجاوزون حدود الإبداع من خلال تألقهم في المزج بين الإيقاعات الموسيقية العالمية. هذا التألق أتاح لمجموعة رباب فوزيون كارتيت الاشتغال مع مجموعة شوماشير فوزيون كارتيت٬ وقد حصدت العديد من الجوائز القيمة من قبيل (جاز دافينيون٬ ودجانغو دور) بفضل موسيقاها الإبداعية٬ والمبتكرة. وأتاح هذا اللقاء المميز لجمهور المهرجان المتابعة٬ بحماس٬ للمزج بين موروث الموسيقى الأمازيغية وبين الجاز الأوربي٬ ممثلا في آلة البيانو٬ مع جرعة مستحسنة من الإبداع والارتجالات التي تمكنت من شد انتباه الجمهور. كما تميزت أيضا بالعرض الذي قدمه الكارتيت الإيطالي فرانشيسكو بيارزاتي تينيسيما٬ الذي قدم أغان تندرج في إطار تكريم الزعيم الأسمر الأمريكي مالكوم إيكس٬ والتي تجمل أربعة عقود من الدفاع عن حقوق السمر الأمريكيين. أصالة الانتقاء في الأغاني هاته وضعت هذه الألحان في قلب أجناس موسيقية أمريكية من قبيل «لفانك» و«الإلكترونيك فانتاج»٬ و«الهيب هوب» وأيضا «الروك»٬ مع الحفاظ على العمق الموسيقي للجاز.